الخرطوم: اعلنت مجموعة الجنرال بيتر غاديت المتمردة على حكومة جنوب السودان موافقتها على وقف غير مشروط لاطلاق النار والتزامها بالمحادثات مع جوبا لضم قواتها الى جيش جنوب السودان، بحسب متحدث بلسان المتمردين الاربعاء.

وقال بول غاتكوت لفرانس برس متحدثا عن الميليشيا مدججة السلاح quot;نعلن وقفا لاطلاق النار ونقبل العفو الذي قدمه الرئيس كأساس لمحادثات مع حكومة جنوب السودانquot;. وقال غاتكوت بالهاتف من جوبا quot;جاء القرار بعد ضغوط من اصدقائنا في الخارج وتأكيد شعب جنوب السودان جدية الحكومة ازاء المصالحةquot;.

وقال المتحدث ان المجموعة المتمردة التي تتمركز في ولاية الوحدة المنتجة للنفط في جنوب السودان، تشمل quot;زهاء عشرة الاف مقاتلquot; وان الوفد الذي يرأسه وصل لتوه من نيروبي، حيث التقى بالمسؤولين السودانيين الجنوبيين.

وكان جنوب السودان اعلن استقلاله عن الشمال في التاسع من تموز/يوليو، غير انه يواجه تحديات كبيرة في مقدمتها التهديد الذي تشكله الميليشيات العديدة داخل اراضيه. ويعتبر غاديت الى جانب جورج اتور، وهو جنرال سابق تحول الى قائد ميليشيا تنشط في ولاية جونقلي، الزعيم المتمرد الاقوى في جنوب السودان.

وفي خطاب تدشين احدث بلد في العالم جدد الرئيس سلفا كير عرضه العفو عن كل المجموعات المتمردة الجنوبية التي تلقي سلاحها، وهو العرض الذي قدمه اولاً خلال مؤتمر سياسي ضم الاحزاب كافة في جوبا العام الماضي.

وكان غاتكوت انتقد عرض العفو حتى الشهر الماضي قائلاً ان المتمردين يقاتلون حكومة جوبا لاستشراء الفساد في البلد الفقير والمسلك الاستبدادي للجيش. وكانت اشتباكات اندلعت بين الجيش ومتمردين عليه في ولايات مختلفة في البلاد، ما اسفر عن مقتل المئات هذا العام.

ففي نيسان/ابريل اشتبكت قوات غاديت مع الجيش الشعبي، وهو جيش الجنوب، ما خلف اكثر من مئة قتيل، واجبر عمال النفط على ترك ولاية الوحدة متسببا في انخفاض الانتاج. ورحّب فيليب اقوير المتحدث بلسان الجيش الاربعاء بوقف اطلاق النار.

وقال لفرانس برس quot;بالتأكيد هذا نبأ سار للجيش الشعبي ولشعب جنوب السودانquot;. وقد اعلن غاتكوت عن نية المجموعة المتمردة الانخراط ضمن قوات الجيش الشعبي، وهي المسألة التي ستبرز خلال المحادثات التي تجري مع الحكومة، مشددا على انه لم يتم الاتفاق على تلك الخطوة بعد.

ونفى المتحدث ان يكون قد تم دفع المال للمجموعة المتمردة مقابل التخلي عن سلاحها. وقال quot;انه وقف غير مشروط لاطلاق النار وبادرة حسن نوايا، وتأتي ردًا على العفو الذي اعلنه الرئيس، وعلى جدية سعيه إلى اجراء محادثات معنا في نيروبي وغيرهاquot;.

وقال غاتكوت ان القضايا الاهم التي سيجري بحثها مع الحكومة تتمثل في شكاوى المتمردين الرئيسة، بما في ذلك quot;الاوضاع الادارية وسوء ادارة البلادquot;.