جيش المهدي يستعرض في بغداد

رفض الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بقاء أي عدد من المدربين الاميركيين في العراق بأعتبارهم جزءاً من الإحتلال وأكد أن الخشية الان ممن آسماهم quot;بعض القادة العسكريين العراقيين المتذيلين والتابعين للاحتلالquot; وذلك وسط اتجاه رسمي للإتفاق على إبقاء حوالي 15 ألف مدرب يتولون تدريب القوات العراقية على الأسلحة الحديثة التي تتجهز بها من دول عدة.


نفى المتحدث الرسمي باسم رفض الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أنباء أشارت إلى موافقة التيار الصدري لبقاء عدد quot;من المدربين من قوات الاحتلالquot;. وأكد الشيخ صلاح العبيدي في تصريح وزعه المركز الإعلامي للهيئة السياسية للتيار الصدري quot;مازال موقفنا ثابت ضد بقاء أي جزء من قوات الاحتلال في العراق وما تناقلته بعض وسائل الإعلام غير صحيحquot;.

وأضاف quot;نؤكد ان تحفظنا في اجتماع القوى السياسية (خلال قمة طالباني الثلاثاء الماضي) كان بسبب موقفنا المبدئي الرافض للاتفاقية الإطارية مع دولة الاحتلالquot;.

وقال quot;لدينا اطمئنان بأن المواقف السياسية للحكومة ضد بقاء الاحتلال لكن نخشى من مواقف بعض القادة العسكريين المتذيلة والتابعة للاحتلال فلذلك نحن ننتظر توصيات اللجنة الحكومية (المكلفة بالتفاوض) ثم نبدي رأينا بخصوصهاquot;.

وأشار الى ان quot;مسالة تحديد اعداد المدربين تركت وبشكل مطاطي للحكومة ومع ثقتنا بان هناك قناعات سياسية جيدة لانهاء الاحتلال لدينا قناعات بان هناك قادة عسكريين يملكون قناعات تابعة للاحتلالquot; مندن تسميتهم او المناصب التي يحتلونها.

ويأتي موقف الصدر هذا في وقت ابلغ مصدر عراقي quot;إيلافquot; ان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قد باشر مشاورات مع كبار مساعديه لتشكيل الوفد العراقي المفاوض مع القوات الاميركية حول ترتيبات بقاء مدربين اميركيين لن يتجاوز عددهم 15 الفا باي حال لتدريب القوات العراقية واعدادها لاستخدام اسلحة جديدة سيتعاقد على شرائها العراق من مصادر عدة بينها طائرات أف 16 الاميركية المقاتلة المتطورة.

وأشار الى ان الوفد العراقي سيضم ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية إضافة إلى خبراء قانونيين فيما سيكون الوفد الاميركي ممثلا للجيش الاميركي في العراق ومختصين في السفارة الاميركية في بغداد. واوضح ان المفاوضات سيقودها في البداية المالكي عن الجانب العراقي وفيما يترأس الجانب الاميركي قائد القوات في العراق الجنرال لويد أوستن... ثم يترك للخبراء الاتفاق على التفاصيل.

وتوقع المصدر ان تسير المفاوضات بشكل سلس عدا مشكلة منح المتدريب المتبقين الحصانة من المقاضاة القانونية لكنه أشار الى ان جميع الكتل السياسية ستوافق على الحصانة عدا التيار الصدري الذي سيعارض قرارا بهذا الاتجاه في مجلس النواب لكنه في النهاية سيحصل القرار على غالبية اصوات المجلس الذي يضم 325 عضوا بينهم 40 نائبا ينتمون الى التيار.

واليوم اكدت النائبة عن التيار الصدري اسماء الموسوي ان تيارها سيستخدم كل الوسائل داخل البرلمان من اجل عدم تمرير التصويت على ابقاء اي جندي اميركي في العراق. واوضحت أن الاميركان لديهم خروقات كثيرة وان إعطاء الحصانة لهم يشجعهم في التمادي والتهور والاستمرار في الاعتداء على العراقيين وقد يؤدي إلى نزف دماء عراقية ولا توجد أي محاسبة عليها.

وقال قادة في التيار انهم سيجتمعون قريبا لتحديد موقفهم الرسمي من هذا الامر وستكون هناك مواقف اما عسكرية او مدنية عبر التظاهرات والاعتصامات بحسب ما يقرره مقتدى الصدر. وكان التيار هدد في نيسان (ابريل) الماضي بمقاتلة الاميركيين اذا لم يتم الانسحاب في الموعد المحدد. وشكل الصدر عام 2008 لواء quot;اليوم الموعودquot; كقوة سرية منتخبة من عناصر جيش المهدي لمقاتلة القوات الاميركية.

وكان قادة الكتل السياسية قد اتفقوا خلال اجتماع عقد الثلاثاء الماضي في مقر إقامة الرئيس جلال طالباني في بغداد على تفويض الحكومة ببدء مباحثات مع الولايات المتحدة بخصوص إبقاء عدد من القوات الأميركية لتدريب القوات العراقية الى ما بعد موعد الانسحاب الكامل نهاية العام الحالي لكن التيار الصدري تحفظ على هذا الاتفاق رافضا أي نوع من المباحثات في إطار إبقاء أميركيين في البلاد بعد نهاية العام.

واعلن طالباني عقب انتهاء قمته للقادة السياسيين التي استمرت اربع ساعات انه تم quot;التوصل الى اتفاق بالاجماع ما عدا تحفظ الاخوة الصدريين على موضوع التدريب الاميركيquot;. واليوم دعا طالباني القادة السياسيين الى وقف حملات الاتهام والتشكيك المتبادلة من اجل انجاح مقررات قمتهم التي استضافها الثلاثاء ونجحت في الاتفاق على انهاء ملفات شائكة.

وقال طالباني في بيانً إلى الشعب العراقي اليوم ان البلاد قد أجتازت quot;خطوة أخرى فائقة الأهمية نحو تحقيق الوئام الوطني الناجز بفضل الحوار الأخوي البناء الذي جرى بين القيادات السياسية في مطالع رمضان المبارك وببركة من هذا الشهر الفضيل حيث اظهر قادة البلد شعوراً رفيعاً بالمسؤولية وإدراكا لأهمية استكمال الملفات العالقة ما يجعل الطريق ممهداً لانطلاقة سريعة نحو الأهداف التي يرنو إليها شعبنا سواء على صعيد استكمال تشكيل المؤسسات الدستورية والشراكة الحقيقية أو تحقيق الإجماع على ضرورة تدريب قواتنا المسلحة وتسليحها وتجهيزها بالتعاون مع الأطراف الصديقةquot;.

واضاف طالباني في البيان الذي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه انه quot;لكي تمضي المسيرة دونما تلكؤ أو تسويف أو عوائق لابد من أن تكتنفها أجواء صافية يوفرها امتناع القوى السياسية عن كل ما قد يعكر الصفو ووقف جميع حملات الاتهامات والتشكيك في وسائل الاعلام والاسترشاد بروح الألفة والمحبة التي يشيعها شهر الرحمة والاهتداء بالمصلحة العليا للبلد التي تقتضي من الجميع العمل بروح الثقة المتبادلة والسعي المشترك لتحسين الأوضاع الخدمية والاقتصادية والأمنية والعمل الجاد في سبيل إرساء وترسيخ دعائم دولة المواطنة التي يتمتع فيها الجميع بحقوق متكافئة ويتحملون مسؤوليات متساوية إزاء الوطنquot;.

ولا يزال الجيش الاميركي ينشر حوالى 47 الفا من جنوده في العراق، علما انه يتوجب ان ينسحب هؤلاء بالكامل من البلاد نهاية العام الحالي وفقا لاتفاقية امنية موقعة بين بغداد وواشنطن. وقد ضغط المسؤولون الاميركيون على نظرائهم العراقيين لاشهر بهدف دفعهم نحو تحديد موقف من امكانية الطلب من القوات الاميركية ابقاء عدد من جنودها الى ما بعد نهاية العام.

ورغم مرور ثماني سنوات على اجتياح العراق واسقاط نظام صدام حسين، لا تزال البلاد تشهد اعمال عنف شبه يومية. وقالت هيئة رقابية اميركية السبت الماضي ان الوضع الامني في العراق تراجع مقارنة مع ما كان عليه قبل عام واحد وان التدهور الامني مستمر.

ويتناقض هذا التقييم الذي اعده المفتش العام الخاص لاعادة اعمار العراق بشكل ملحوظ مع آراء كثير من قادة الجيش الاميركي الذين يعبرون عن تفاؤلهم بصورة متكررة بشأن زيادة قابلية القوات العراقية في تحمل المسؤولية بمفردها.

وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) من العام الحالي. وكانت القوات الاميركية المقاتلة قد انسحبت بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.