مجلس النواب العراقي في جلسة انعقاد

اعتبر مجلس النواب العراقي حرق قس أميركي متطرف القرآن الكريم quot;إنتهاكاً صارخاً للمقدسات وإرهاباً فكرياً أعمىquot;، فيما دعا نواب إلى اعتذار أميركي عن هذا العمل وطرد السفير الأميركي، بينما طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المسلمين برد مناسب على عملية الحرق، وقال إن السكوت سيقود إلى مخاطر أكبر على الاسلام.


خلال جلسة لمجلس النواب العراقي اليوم وصفت لجنة الأوقاف حرق القرآن في الولايات المتحدة بأنه انتهاك صارخ للمقدسات وإرهاب فكري أعمى، منددة بالصمت الذي ساد العالم العربي والإسلامي إزاء هذه الجريمة.

وطالب النائب علي العلاق رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية الحكومة الأميركية بتحمل مسؤولية ماجرى وquot;معاقبة المجرم الذي تطاول على القرآنquot;، ومطالبة الامم المتحدة باصدار قرار ادانة دولي رادع، يحفظ للكتب السماوية قداستها، اضافة الى quot;دعوة منظمة مؤتمر الاسلامي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة الموضوع، ورفع دعوى قضائية ضد من قام بجريمة حرق المصحف، فضلاً عن مطالبة الفاتيكان بإدانة هذا المجرم، داعيًا منظمات المجتمع المدني الى اتخاذ موقف ازاء هذه الجريمةquot;.

ودعا الى اعتبار هذا العام عام نصرة القرآن الكريم، مشددًا على التلاحم الوطني والتعايش السلمي واحترام مقدسات كل الاديان لتفويت الفرصة على من يريد اثارة الفتن. وطالب المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي وكل من الولايات المتحدة ودولة الفاتيكان، بإدانة جريمة حرق القرآن الكريم.. واقترح تشكيل لجنة من مجلس القضاء الاعلى والحكومة لرفع دعوى قضائية على من حرق القرآن الكريم.

اما النائب رعد الدهلكي فقد طالب بطرد السفير الأميركي من العراق وتقديم اعتذار رسمي أميركي بهذا الخصوص. من جهتها استنكرت النائبة مها الدوري قيام القس الأميركي بحرق نسخة من القرآن، مطالبة بإصدار بيان شجب واستنكار يوجّه إلى منظمة المؤتمر الاسلامي والى بابا الفاتيكان، وجعل العام الحالي عام نصرة القرآن الكريم.

القس الأميركي يحرق نسخة من القرآن الكريم

من جانبه اكد النائب المسيحي يونادم كنا دعمه كل ما ورد في بيان لجنة الاوقاف والشؤون الدينية، موضحًا أن هذا الذي يدّعي أنه رجل دين لا تربطه علاقة بالفاتيكان اوالكاثوليكية اوالكنائيس الشرقية، مبينًا أن المسيحية براء من هذه الافعال المدانة.

وفي مداخلته عن الموضوع أوعز رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الى لجنة العلاقات الخارجية بمتابعة تنفيذ هذه القرارات، معتبرًا ان هذه الجريمة خطرة بكل المقاييس، وتمسّ مشاعر المسلمين في العالم.

من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المسلمين الى عدم السكوت والرد على حرق القرآن، منددًا بشدة بهذا العمل. وقال مقتدى الصدر في بيان اليوم quot;إن القرآن الكتاب الخالد يحرق أمام أعيننا، ونحن ساكتون.. وإننا لفي ضلال مبينquot;.

واضاف quot;بئس الأمة التي يحرق قرآنها أمام أعينها، ولم تدمع عينها، ولم تحرّك ساكناquot;. وطالب الأمة الإسلامية بأن ترفع أياديها، وترد على القس برد لائق. وخاطب الصدر في بيانه المسلمين قائلاً إن quot;تسكتوا فما هو مخبأ أكبر وأشد ضد الدين الحقquot;.

من جانبها نكست بعثة الأمم المتحدة في العراق علمها حدادًا على موظفيها الذين قتلوا في أفغانستان على خلفية حرق نسخة من القرآن على يد القس الأميركي. وشهدت أفغانستان الجمعة الماضي تظاهرة احتجاجًا على بحرق نسخ من القرآن، وهاجم المتظاهرون مكاتب الأمم المتحدة في مدينة مزار شريف في شمال أفغانستان، ما أسفر عن مقتل سبعة من موظفيها الأجانب، هم أربعة نيباليين وثلاثة أوروبيين، وبعضهم قطعت رؤوسهم.

وقد دان الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس إحراق القس الأميركي المتطرف المصحف، معتبرًا أن هذا العمل الذي تسبب باندلاع أعمال عنف دامية في أفغانستان ينمّ عن quot;أقصى درجات عدم التسامح والتعصب الأعمىquot;. وقال ان quot;تدنيس أي نصّ مقدس، بما في ذلك القرآن، عمل ينمّ عن أقصى درجات عدم التسامح والتعصب الاعمىquot;.

واضاف quot;لكن مهاجمة وقتل اناس ابرياء أمر يثير السخط وانتهاك للقيم والكرامة الانسانيةquot;، مشيرا الى اي quot;ديانة لا تقبل بذبح وقطع رؤوس ابرياء، وما من تبرير لعمل مهين ومؤسف كهذاquot;.

أما القس الأميركي تيري جونز الذي أحرق نسخة من القرآن في الشهر الماضي فقد حثّ الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة إلى تحرك فوري ضد مرتكبي أعمال العنف في أفغانستان، مؤكدًا أن الدين الإسلامي بكامله يجب أن يحاسب على ذلك. وقال إن quot;الإسلام ليس دين سلامquot;، مضيفًا بأنه قد حان الوقت لمحاسبة الإسلام بحسب زعمه.