عاد إلى مدينة قم الإيرانية الخميس زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بعد أن مكث في النجف شهرين التقى خلالها بقيادة تياره وأنصاره.


بغداد: غادر الصدر مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) حيث منزله ومكتبه الرئيسي عائدا الى مدينة قم التي يتلقى فيها منذ اكثر من ثلاث سنوات علومه الدينية لنيل درجة الاجتهاد التي تتيح له زعامة دينية مع زعامته السياسية الحالية.

وتأتي مغادرة الصدر هذه بعد ساعات من زيارة مفاجئة قام بها الى بغداد الليلة الماضية حيث التقى هناك مع عدد من قاديي وانصار تياره وبحث معهم اخر التطورات السياسية في البلاد على ضوء الاحتجاجات التي تشهدها منذ اسابيع ومجريات استفتاء ينظمه التيار منذ الاثنين الماضي ويستمر اسبوعا في انحاء العراق لمعرفة اراء المواطنين حول مستوى الخدمات العامة المقدمة لهم وفيما اذا كان وضعها يتطلب تنظيم تظاهرات شعبية بعد ستو اشهر لمطالبة الحكومة بتوفيرها.

وكان الصدر عاد الى العراق مطلع العام الحالي واستقر بمنزله في مدينة النجف بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة في مدينة قم الإيرانية قال أنصاره إنه هناك لدراسة العلوم الدينية في حوزة قم الدينية لكن بعض المراقبين أشاروا إلى أن خروجه من العراق كان جزءاً من صفقة بينه وبين حكومة المالكي التي كانت تسعى إلى إضعاف الجناح المتشدد في التيار واحتوائه ضمن العملية السياسية السلمية بعد ان شنت حملة مسلحة ضد عناصر جيش المهدي التابع للتيار مطلع عام 2008.

وجاءت عودة الصدر الى العراق بعد تسوية مشاكله مع المالكي ومشاركته بعدد من وزراء التيار في حكومته الجديدة التي تشكلت مؤخرا اضافة الى انتخاب القيادي في التيار قصي السهيل نائبا اول لرئيس مجلس النواب.

واشارت مصادر عراقية الى ان تسوية بين المالكي والصدر قد تحققت بضغوط ايرانية تقضي باطلاق سراح معتقلي التيار الصدري والعفو عن المحكومين منهم مقابل مشاركة التيار في الحكومة.

وتوطدت العلاقات بين التيار الصدري والحكومة العراقية إثر لقاء المالكي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالصدر خلال زيارته إلى إيران والتي تمخض عنها دعم التيار لترشيح المالكي لولاية ثانية.

وقاد المالكي حملته العسكرية بمشاركة القوات العراقية والاميركية ضد المسلحين من انصار الصدر انطلاقا من البصرة اكبر مدن الجنوب العراقي اطلق عليها صولة الفرسان سرعان ما امتدت الى بقية محافظات الجنوب التسع اضافة الى العاصمة بغداد وادت الى مقتل العشرات منهم واعتقال مآت اخرين.

وقد غادر الصدر اثرها العراق متوجها الى مدينة قم الايرانية لتلقي علومه الدينية والحصول على درجة الاجتهاد الامر الذي يتيح له التمتع بقيادة دينية وسياسية لكنه لم يعرف بعد فيما اذا كان الصدر قد انهى دراسته الحوزوية في قم وحصل على هذه المرتبة الدينية العليا.

ويشكل التيار الصدري قوة كبيرة داخل التحالف الوطني العراقي quot; الشيعيquot; وله 40 نائبا من مجموع نوابه الفائزين في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في اذار (مارس) الماضي والبالغ 159 نائبا من اجمالي عدد اعضاء مجلس مجلس النواب الحالي البالغ 325 عضوا.