بشكل مفاجئ وصل مقتدى الصدر إلى بغداد آتيًا من النجف بعد غياب سنوات عن العاصمة لعقد اجتماع مع مسؤولي مكتبه وأنصاره هناك.


لندن: وصل إلى بغداد آتيًا من النجف بشكل مفاجئ اليوم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعد غياب دام سنوات عنها من أجل عقد اجتماع مع مسؤولي مكتبه وأنصاره هناك.

وقد توجّه الصدر فورًا إلى مدينة الصدر في ضواحي بغداد الشمالية، التي تعتبر من أكبر معاقل أنصاره في العاصمة، والتي سمّيت باسم عائلته بعد سقوط النظام السابق عام 2003، بعدما كان اسمها مدينة صدام. ولم يعرف بعد فيما إذا كان الصدر سيلتقي مسؤولين عراقيين لبحث آخر التطورات على الساحة السياسية في البلاد، التي تشهد منذ الاثنين الماضي استبيانًا ينظمه أنصاره، لمعرفة آراء المواطنين بالخدمات والتظاهر للمطالبة بتحسينها بعد ستة أشهر.

وكان الصدر عاد إلى العراق في مطلع العام الحالي، واستقر في منزله في مدينة النجف، بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة في مدينة قمّ الإيرانية، وقال أنصاره إنه هناك لدراسة العلوم الدينية في حوزة قمّ الدينية، لكن بعض المراقبين أشاروا إلى أن خروجه من العراق كان جزءاً من صفقة بينه وبين حكومة المالكي، التي كانت تسعى إلى إضعاف الجناح المتشدد في التيار، واحتوائه ضمن العملية السياسية السلمية، بعدما شنّت حملة مسلحة ضد عناصر جيش المهدي التابع للتيار في مطلع عام 2008.

جاءت عودة الصدر إلى العراق بعد تسوية مشاكله مع المالكي، ومشاركته بعدد من وزراء التيار في حكومته الجديدة، التي تشكلت أخيرًا، اضافة الى انتخاب القيادي في التيار قصي السهيل نائبًا أول لرئيس مجلس النواب. واشارت مصادر عراقية الى ان تسوية بين المالكي والصدر قد تحققت بضغوط إيرانية، تقضي بإطلاق سراح معتقلي التيار الصدري، والعفو عن المحكومين منهم، مقابل مشاركة التيار في الحكومة.

هذا وتوطدت العلاقات بين التيار الصدري والحكومة العراقية إثر لقاء المالكي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالصدر خلال زيارته إلى إيران، والتي تمخّض عنها دعم التيار لترشيح المالكي لولاية ثانية.

وقاد المالكي حملته العسكرية بمشاركة القوات العراقية والأميركية ضد المسلحين من أنصار الصدر انطلاقًا من البصرة، أكبر مدن الجنوب العراقي، أطلق عليها صولة الفرسان، سرعان ما امتدت إلى بقية محافظات الجنوب التسع، اضافة الى العاصمة بغداد، وادت الى مقتل العشرات منهم، واعتقال مئات اخرين.

وقد غادر الصدر إثرها العراق متوجهًا إلى مدينة قمّ الإيرانية لتلقي علومه الدينية والحصول على درجة الاجتهاد، الامر الذي يتيح له التمتع بقيادة دينية وسياسية، لكنه لم يعرف بعد فيما إذا كان الصدر قد أنهى دراسته الحوزوية في قمّ، وحصل على هذه المرتبة الدينية العليا.

ويشكل التيار الصدري قوة كبيرة داخل التحالف الوطني العراقي quot;الشيعيquot;، وله 40 نائبًا من مجموع نوابه الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي جرت في آذار (مارس) الماضي، والبالغ 159 نائبًا من إجمالي عدد أعضاء مجلس النواب الحالي البالغ 325 عضوًا.