هدد مقتدى الصدر باستئناف نشاط جيش المهدي التابع له في حال عدم انسحاب القوات الأميركية من العراق أو التمديد لبقائها بعد نهاية العام الحالي، وذلك ردًا على دعوة وزير الدفاع الأميركي. يأتي ذلك غداة تظاهر مئات الآلاف من العراقيين مطالبين برحيل الأميركيين.
بغداد: هدد زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بتصعيد المقاومة المسلحة واستئناف نشاط جيش المهدي التابع له في حال عدم انسحاب القوات الاميركية من العراق او التمديد لبقائها بعد نهاية العام الحالي، على الرغم من تأكيد الحكومة العراقية رفضها تمديد بقائها بعد نهاية العام الحالي، وذلك ردا على دعوة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، حيث يتظاهر اليوم مئات الالاف من العراقيين في بغداد ومدن اخرى، مطالبين برحيل الاميركيين، فيما نظم ناشطون اعتصامات حول مقار القواعد الاميركية في مختلف أنحاء البلاد.
فقد هدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر باستئناف نشاط جيش المهدي التابع له اذا تم التمديد لبقاء القوات الاميركية في العراق وعدم انسحابها، مشددًا على المطالبة بانسحاب الجيش الأميركي من البلاد.
ودعا الصدر في كلمة وسط الاف العراقيين الذين تظاهروا في بغداد اليوم للمطالبة برحيل القوات الاميركية المواطنين الى اعتصام سلميمفتوح لإخراج الجيش الأميركي من العراق.
وطالب الصدر في الكلمة التي القاها حازم الاعرجي احد كبار مساعدي الصدر الى مقاومة عسكرية سنية وشيعية تقول quot;أخرج يا محتلquot;.
وأشار الى انه في حال عدم خروج الاميركيين فإن هذا يعني تصعيد عمل المقاومة العسكرية وتوسيع المقاومة السلمية والشعبية بالاعتصامات والصرخات التي تقول إن الشعب يريد إخراج الاحتلال.
وكان الصدر جمّد نشاط جيش المهدي التابع له، والذي يضم بضعة الاف من المسلحين قبل ثلاث سنوات، وتحويله الى النشاط السياسي والدعوي.
الالاف يتدفقون على العاصمة العراقية
ومنذ الليلة الماضية، نقلت مئات الحافلات من المحافظات العراقية الاف العراقيين، معظمهم من انصار التيار الصدري، الى العاصمة، للمشاركة في تظاهرة مليونية انطلقت صباح اليوم السبت في بغداد، شاركت فيها ايضًا فعاليات شبابية وسياسية وحزبية وعشائرية للمطالبة برحيل القوات الاميركية من البلاد بعد وجود استمر ثمان اعوام.
وشارك في التظاهرات والاعتصامات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية اخرى اليوم ممثلون عنكل اطياف وشرائح المجتمع العراقي.واكدت الحكومة العراقية عزمها على تنفيذ البنود المبرمة ضمن الاتفاقية الاستراتيجة مع الولايات المتحدة المتعلقة بالانسحاب العسكري من العراق.
وأكد وزير الدولة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان الحكومة ترفض رفضًا قاطعًا اي مقترح يدعو الى تمديد فترة عمل القوات الأميركية في البلاد. وأشار الى ان العراق يتابع تنفيذبنود الاتفاقية الموقع، والذي يقضي بخروج القوات العسكرية الاميركية من البلاد، بنهاية العام الحالي.
وأضاف quot;توجد لدينا قناعة بأن بقاء اي جندي في العراق سيفرز مشاكل على المستويين الداخلي والاقليمي، فضلا عن كون هذا الامر يعد خرقًا للاتفاقية الموقعة بين البلدين في اواخر عام 2008.
جاء تصريح الدباغ هذا ردًا على دعوة اطلقها غيتس خلال زيارته الى العراق التي انتهت امس الى المسؤولين العراقيين للتعجيل في حسم امرهم والطلب من الولايات المتحدة تمديد بقاء قسم من جنودها الى ما بعد 2011 لان quot;الوقت ينفدquot; في واشنطن.
وقال غيتس بينما كان يتفقد الجنود المتمركزين في قاعدة ماريز قرب مدينة الموصل الشمالية quot;رسالتي الاساسية لهم هي اننا منفتحون على احتمال البقاء في مناطق عدةيحتاجونها، انما يتعين عليهم طلب ذلك لان الوقت ينفد في واشنطنquot;.
وأضاف quot;من الواضح ان الوجود سيقتصر على قسم من القوات الموجودة حاليا .. وفي الواقع الامر تعود الى العراقيين في هذه المسألةquot;. وقال quot;اعتقد أن ذلك سيشكل جزءًا من اي مفاوضات حول بقاء قوة من الجنود، وما اذا ستكون محددة بعامل زمني، وما اذا كانت المساعدة وتقديم النصح سيستمران كما يحدث في بلدان اخرىquot;.
ووفقاً لمصدر مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية، فان عديد الجنود سيبدأ بالانخفاض مع نهاية الصيف. وقال المصدر ان quot;خطة الجنرال لويد اوستن قائد القوات الاميركية في العراق تتلخص بالاحتفاظ بوجود قوي مع القوات العراقية اطول فترة ممكنةquot;.
اماكن الاعتصامات حول القواعد الأميركية
وقد حددت quot;الحركة الشعبية لانقاذ العراقquot; المنظمة لاعتصامات حول القواعد الاميركية اماكن هذه الاعتصامات في بغداد وبقية المحافظات للمطالبة برحيل فوري للقوات الاميركية عن البلاد.
واوضحت انه تم تحديد مواقع الاعتصام: في بغدادفي ساحة التحرير المكان الرئيس للتجمع في بغداد، وسيكون التجمع الآخر في حال قطعت القوات الامنية الطرق ساحة النسور .. وفي محافظة نينوى منطقة مطار نينوى الدولي .. ومحافظة كركوك أمام قاعدة كي وان الجوية ومحافظة ذي قار أمام قاعدة الأمام علي الجوية مقر ال الاميركية .. ومحافظة الانبار أمام مقر قاعدة الأسد في البغدادي .. ومحافظة البصرة أمام مطار البصرة الدولي مقر القوات الاميركية .. وفي محافظة العمارة موقع الفجيرة .. ومحافظة صلاح الدين قاعدة بلد الاميركية .. ومحافظة الديوانية أمام مبنى المحافظة ومحافظة الكوتأمام مبنى المحافظة.
ويوجد في العراق حالياً حوالي 47 ألف جندي أميركي ينتشرون في 75 قاعدة عسكرية مقارنة مع نشر 166 ألفًا في تشرين الأول (اكتوبر) عام 2007 من خلال 500 قاعدة عسكرية. ويشير مسؤولون عسكريون أميركيون ودبلوماسيون غربيون في بغداد الى أن عدد القوات التي تتم دراسة بقائها في العراق الآن وستعمل تحت قيادة السفارة الأميركية حوالي 20 الفًا من الجنود المحتمل أن يتجمعوا في قواعد بعيدة عن مناطق النزاع، حيث سيتفاعلون بشكل محدود جدًّا مع العراقيين.
وتنصّ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على وجوب أن تنسحب كامل قوات الولايات المتحدة منكلالأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بعدما كانت انسحبت قوات الولايات المتحدة المقاتلة بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.
التعليقات