يقبل شباب العراق على ارتداء الخواتم التي تسمى أيضا (محابس)، وتتراوح أسباب الإقبال على عشرات الأنواع من تلك الخواتم بين تقليد الأنبياء والأولياء الصالحين، وإبطال الحسد ومنهم من يراها سبيلا للفت الأنظار.

بغداد: ازدادت في السنوات الأخيرة في العراق ظاهرة تزين الشباب بالمحابس والخواتم لترفق مع quot;السبحquot; بأشكال وألوان مختلفة، وهي تترافق مع موجة إطلاق اللحى وطقوس دينية تمارس بشكل منتظم في اغلب مدن العراق.

يوضح سامر (34 سنة) انّ بعض الشباب لا يكتفي بخاتمين بل وصل الأمر إلى لبس خمسة خواتم، ويضيف:quot; اعتبر ذلك ظاهرة عجيبة لها دوافع اجتماعية ودينية أيضاquot;.

وتقول الطالبة مروة احمد 21 سنة وهي تنظر إلى زميل يجلس أمامها وقد تقلد أربعة محابس:quot;نحن نطلق على من يرتدي الخواتم الكثيرة (أبو المحابس ) وهذا نعتبره هوسا شبابيا ومن قبيل المبالغة في المظهر ومحاولة للفت الأنظار رغم أن البعض يفعل ذلك لدوافع دينية بحسب تفسيرات شخصيةquot;.

وتقول نهلة في حديثها لإيلاف وهي تشتغل مدرّسة إن البعض يعد ظاهرة تقلد الخواتم والسبح مكملا للشخصية، لكن البعض يعدها واجبا دينيا .كما أن البعض الآخر يفعل ذلك درءا للحسد أو إبعادا للشرquot;.

لكن حليمة الجادرجي تنتقد من يحاول المبالغة في مظاهر التدين وتربطه بعقد اجتماعية وشخصية.

وتعتقد زميلتها صفية أن على رب الأسرة أن يمنع أبناءه من تقليد الآخرين ولاسيما ان الظاهرة تتفاقم اليوم حتى بين طلاب الابتدائية وان أكثر إدارات المدارس لم تعر أي اهتمام لذلك.

و يقول احمد حلبوص كاظم 36 سنة وهو بائع محابس لإيلاف:quot; انتعشت الظاهرة منذ العام 2003 ، بشكل لافت، حيث يحرص الناس على إبراز مظاهر التدينquot;.

وفي السوق تلمح شابا يقرأ جريدة وقد تشابكت حول أصابعه أربعة خواتم بألوان زاهية، وقال إن سعر الواحدة منها مائة وثلاثون دينارا.

ويُحصي كريم النجار وهو خبير وبائع للحلي والخواتم والأحجار الكريمة، أنواعا شائعة من الخواتم في السوق العراقية، تعددت ألوانها وأغراض استعمالها، فمنها للزينة وأخرى للتبرك وأخرى لإبطال السحر والحسد، وهناك خواتم تجلب الرزق أيضا.

ومن أنواعها الخواتم الفضية الخالصة والعقيق الخراساني والهندي واليماني وزمرد ودر النجف وسليماني والرضوي والزاكون وحجر صيني والياقوت وزبرجل ومرجان ولاج ورد وجاد هندي وشرف الشمس.

وبحسب حسين مدلول 36 سنه فإن أسعار الخواتم متفاوتة، فقد يصل سعر اليماني إلى ثلاثة ملايين دينار عراقي .

ويضيف حسين: هذا النوع مرغوب جدا لان الروايات تذكر إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتدي هذا النوع وهو يصلي.

ويروي حسين عن مصدر الأحجار والمعادن التي تصنع في صناعة الخواتم بالقول:quot; نحصل على quot;الحجرquot; عندما تهطل الأمطار وتخرج هذه الأنواع من باطن الأرض عند التلال والآثار القديمة، الحجر الأغلى الذي نبحث عنه هو حجر لملك جان روحاني وهو أغلى الأنواع.
وهناك أنواع أخرى تتفاوت أسعارها من سبعة الآلاف إلى خمسمائة إلف دينار عراقي.

ويستخدم الزمرد اليماني لأغراض الصلاة ، والياقوت للحالة النفسية، والفيروز للحسد، والعين والهندي للرزق، وشرف الشمس لرضاعة الأمّ بغرض الإكثار من در الحليب . لكن مروان طالب إعدادية 18 سنة يرى أن بعض quot; المراهقين quot; يتزين بالسبح والخواتم للفت الأنظار ليس إلا ، وبالنسبة لهم فان quot; المسبحة quot; طريقة لقتل الفراغ .

ويضيف احمد: صحيح أن هناك من يلبس خاتما واحدا وهذا يعتبر زينه ووقارا بعد أن يكون عرف أهميته طبقا لاعتقادات سائدة.

أما حمزة راشد وهو أب لأربعة أولاد فيقول إن أولادي جميعهم يرتدون الخواتم ويتبادلون في ما بينهم في طريقة لبسها.

ويصف الشيخ علي الخاقاني الطريقة الشرعية في تقلد الخواتم بالقول إن الخاتم لا يلبس إلا في إصبعين إما في الخنصر أو البنصر بالنسبة إلى الرجل والمرأة، وكل ما زاد عن ذلك يعد حالة شاذة.

ويضيف: لبس الخاتم حالة إيمانية وليست اجتماعية لان أنبياءنا ورسلنا هم أول من لبس الخواتم ومن ذلك الحين أصبح معتقدا لدينا.

مدير مدرسة ثانوية طلب عدم الكشف عن اسمه يقول إن الظاهرة أخذت بالانتشار السريع ما سبب إزعاجا لإدارات المدارس.

أما زميله المدرس راشد الزبيدي فلا يرى ضيرا في لبس الخاتم مشيرا إلى أن لبس الخواتم يعطي مدلولات إيمانية واعتبارية .

ويعتبر الزبيدي أن لبس الخاتم ليس حالة كمالية أو للزينة كما يظن الآخرون ولكن أول من لبس الخواتم هم الأنبياء وأصبح عادة توارثتها الأجيال ويجب على الرجل أن يلبس الخاتم من الفضة وليس من الذهب والمعادن الأخرى.

وتابع : يحبذ أن يلبس خاتما واحدا وان تكون شذرته من العقيق لأنه مبارك، يجب أن يكون لبس الخواتم بquot;الفرديquot; وليس quot;الزوجيquot; أي ( واحد ، ثلاثة ، خمسة ) مثلما كان يلبسها الأنبياء والأوصياء.

وتقول حلا محمد وهي موظفة إن الظاهرة من الموروثات والمعتقدات وان quot;فص المحبسquot; من الأحجار الكريمة التي تبعد السوء وتجلب الرزق والبركة وتبعد الفقر ولإبطال السحر ولدغة العقرب والحية والحشرات الأخرى.