في الوقت الذي تفتقر فيه جهود تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة الى quot;عصا سحريةquot; لإزالة الخلافات العالقة بين كافة الاطياف السياسية، ترى دوائر سياسية ان صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني، الذي يتأهب للعودة الى بغداد سيكون quot;بيضة القبانquot;، لحسم تلك الانتخابات، وحسم وضعية نوريالمالكي منها.

قال مصدر عراقي مطلع ان صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني سيعود الى بغداد وسيكون من الشخصيات المؤثرة في تشكيل الحكومة العراقية المتعثر منذ اكثر من سبعة اشهر، واشار الى ان التهم الموجهة الى المطلك والتي ادت الى ابعاده من المشاركة في الانتخابات النيابية الاخيرة ستسقط جميعها، وانه سيحظى بمنصب مهم في الحكومة الجديدة اذا ما اراد، او ان يكون نائبا في البرلمان العراقي من خلال تنحي احد اعضاء جبهته التي تضم 22 نائبا.

وقال المصدر في تصريح لـ quot;إيلافquot; إن هناك محاولات جرت خلال الاشهر الاخيرة من اجل عودة المطلك وممارسة عمله السياسي في بغداد. واوضح ان التهم التي وجهت اليه في السابق والتي دعت هيئة المساءلة والعدالة الى اتخاذ قرار بإبعاده من الترشح للانتخابات البرلمانية، التي جرت في السابع من اذار/ مارس 2010، سوف تسقط عنه في اول جلسة للبرلمان، أي الجلسة التي سيتم فيها اختيار رئيس الجمهورية. وشرح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه كيف سيتم ذلك قائلا quot;:سوف تعلن شخصية سياسية مهمة قرار اسقاط التهم عن المطلك امام النواب ووسائل الاعلام، وسوف يتم تبرير قرار المساءلة على احد عذرين :اما لعدم كفاية الادلة، او لكون التهم كيديةquot;.

الانتماء لحزب البعث المنحل

وكانت هيئة المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث سابقا) قد اصدرت في تاريخ السادس من كانون الثاني / يناير 2010 قرارا بشطب النائب صالح المطلك من قوائم الانتخابات البرلمانية، بتهمة الانتماء لحزب البعث المنحل. وإثر ذلك غادر الى العاصمة الاردنية عمان، التي يتخذ منها مقرا مؤقتا لاقامته ولاتصالاته السياسية مع الاطراف العراقية والخارجية الاخرى.

واكد المصدر ان هذه الاجراءات تأتي لاعادة المطلك الى بغداد كونه احد الاطراف المؤثرة في العملية السياسية الجارية في العراق، وله كتلته النيابية ذات الثقل المؤثر، مشيرا الى ان حامد المطلك شقيق صالح وابراهيم المطلك ابن عمه، هما من كانا يقومان بالمشاورات التي تجري في بغداد، والتي وصلت الى مستويات طيبة، لا سيما مع التحالف الوطني العراقي. وتطرق الى اللقاء الذي جرى بين عزت الشابندر عضو ائتلاف دولة القانون وصالح المطلك في عمان قبل اسابيع، بالاضافة الى اجتماعات اخرى لصالح المطلك مع اطراف اخرى (لم يسمها)، لكنه اشار اليها بأن (لها تأثير في العملية السياسية العراقية)، وانها التي مهدت الارضية امام سقوط الاتهامات عنه ليعود بعد ذلك الى العراق معززا.

وأوضح المصدر ان هناك شخصية (سنية) مهمة جدا منضوية تحت جناح القائمة العراقية، يبدو .. انها لعبت دورا في التقارب، لعلاقتها المميزة مع المالكي، مؤكدا ان هذه الشخصية هي الوحيدة التي لم تكن تتحدث عن المالكي بقسوة. واشار الى ان الحراك السياسي تجاه رئيس كتلة الحوار الوطني صالح المطلك وصل الى مراحل متقدمة وان الرجل سيشكل حضورا فاعلا في الخطوات الاخيرة لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث ان التسريبات الاعلامية التي تحدثت عن خلافات حدثت بينه وبين رئيس القائمة العراقية أياد علاوي هي التي عجلت في الاقتراب منه لاسيما من قبل دولة القانون التي لا تريد ان يستمر عزل المطلك، وأبدت تعاطفا معه، وانها كانت على اتصالات دائمة معه منذ وقت ليس بالقصير، وان هذه البوادر الجيدة ستضع النهاية السعيدة لدولة القانون بالتأكيد على مرشحها لرئاسة الوزراء نوري المالكي، بغض النظر عن الاعتراض الذي تبديه العراقية.

بيضة القبان بالنسبة للمالكي

كما اوضح المصدر ان الاتفاقات التي حصلت ستمهد الى ان تذهب اصوات جبهة الحوار الى نوريالمالكي على الرغم من وجود اعتراضات من جهات منضوية في التحالف الوطني كالمجلس الاسلامي الاعلى والفضيلة، إذ ان الاصوات التي سيحصل عليها المالكي من جبهة الحوار، ربما ستكون اكثر مما سيحصل عليه من المجلس والفضيلة، اي ان المطلك سيكون quot;بيضة القبانquot; بالنسبة للمالكي، الا اذا حدثت تطورات سريعة غير محسوبة.

على صعيد متصل أكد المحامي طارق حرب، رئيس جمعية الثقافة القانونية والمحلل السياسي هذه التوقعات موضحا انها ليست بعيدة عن الواقع. وقال: quot;صالح المطلك قائد سياسي حقيقي، له 22 نائبا في القائمة العراقية، ما يعني ان عدد النواب التابعين لصالح المطلك اكثر من ضعف عدد النواب التابعين لرئيس القائمة اياد علاوي، اي ان ثقله السياسي كبير ناهيك عن ان نوابه يمتدون في المحافظات، ففي الموصل لديه نواب وفي الانبار وفي صلاح الدين وفي ديالى وفي بغداد ايضا، ما يعني انه يختلف عن رؤساء الكتل والكيانات في هذه الميزة، كما ان له تأثير قوي في الواقع السياسي الراهنquot;.

واضاف حرب ان صالح المطلك عراقي، والعراقي يجب ان يشارك في بناء العراق، والمساءلة لا تعني الحجر عليه سياسيا نهائيا، ولا تعني عدم ممارسته حقوقه الدستورية، اما التهم فمن الممكن اسقاطها. والامر الاخر هو انه ان اسقطت هذه التهم، فإن خروج اي نائب من قائمته مستقبلا سواء بالتعيين اوبالوفاة او الاستقالة، سيهيء له الدخول الى مجلس النواب بدلا عنه.