يقف الناشط السعودي الشاب رائف بدوي بقوة حاملاً لواء الليبرالية في السعودية، ويدير من حيث يقيم الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، وهو موقع الكتروني محجوب في المملكة، ورغم ذلك يحظى بنسبة عالية من الزوار، وفي حوار خاص مع quot;إيلافquot; يتحدث بدوي الممنوع من السفر خارج السعودية عن العديد منالملفات والقضايا بكل جرأة ويدافع عن أفكاره ويهاجم بشدة التيار الديني متهماً إياه بالوقوف حجر عثرة أمام تطور وتقدم المملكة.
الرياض: يقف الناشط السعودي الشاب رائف بدوي بقوة حاملاً لواء الليبرالية في السعودية، ويدير من حيث يقيم الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، وهو موقع الكتروني محجوب في المملكة، ورغم ذلك يحظى بنسبة عالية من الزوار، وفي حوار خاص مع quot;إيلافquot; يتحدث بدوي الممنوع من السفر خارج السعودية عن العديد منالملفات وال
صورة مركبة لرائف بدوي والشبكة الليبرالية المحجوبه |
وفي ما يلي نص الحوار:
ارتبط اسم رائف بدوي بحركة الإصلاح والليبرالية في السعودية.. من هو رائف بدوي وما هي أهدافه التي يريد تحقيقها في المجتمع السعودي؟
رائف بدوي مواطن بسيط ليس له أهداف إلا خير وصلاح هذا الوطن.. لا أزعم شيئًا، ولا أدّعي شيئًا، لدينا أفكار ولدينا أطروحات تنويرية. نطرح الأفكار ولا نطلب من أحد أن يتبناها، ولا نفرضها على أحد، ونحلم أن يأتي يوم يكون فيه الوطن للجميع، وكل الأفكار فيه متاحة، وفيه كل الآراء وحرية الاعتقاد، سواء اعتقاد ديني أو اعتقاد فكري.
من المعروف أن موقع الشبكة الليبرالية السعودية الحرة موقع محجوب عن السعوديين.. ما هي مدى فاعليته لتحقيق أهدافه وهو محجوب عن الشريحة المعنية بذلك؟ وهل لدى رائف بدوي مساعٍ تهدف إلى فك الحظر عن الموقع؟
في الحقيقة أريد التوضيح أنه في مايخصموضوع الحجب... حتى الدولة أصبحت تعي أنهلم يعد ينفع، وقد صرّح بذلك وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة في أكثر من مناسبة، وأعتقد أنه مع التطور في برامج فك الحجب والخبرة في الانترنت أصبح من السهولة الدخول إلى أي موقع محجوب.
وأضيف إلى أن الفكرة من حجب موقع مثل الشبكة الليبرالية السعودية الحرة هو تأثيره وصوته العالي، ومحاولات الإسكات هي ناتجة من ممارسة الوصاية من التيار الديني الرسمي في السعودية، ونحن نطالب عبر هذا اللقاء بأنيفك الحجب عن موقع الشبكة الليبرالية السعودية الحرة لأنه موقع وطني،هدفه الإصلاح، ونحن لسنا مع احد، ولا ضد أحد، وهدفنا الأول والأخير هو صلاح هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً.
قام بعض المحتسبين برفع قضية يتهمون فيها رائف بدوي (بالردة) إلى أين وصلت القضية؟ وهل رائف بدوي ممنوع من السفر خارج المملكة؟
سمعنا أن هناك عشرات المحتسبين الذين تقدموا إلى المحكمة الجزئية بجده ولكن لم يصلني شي رسمي حتى الآن. وكل ما وصلنا هو أخبار وتهديدات بأن هناك قضية مرفوعة من قبل العشرات.
وقامت صحيفة البلاد بسؤال وكيل وزارة الإعلام أحمد الحوت عن هذا الموضوع، وأجابهم بأنه لم يبلغنا احد بأن هناك قضية مرفوعة على رائف بدوي والشبكة الليبرالية، وإن قام احد برفع قضية مثل تلك في المحاكم الشرعية فهذا ليس من اختصاصهم، لانمثل تلك القضايا من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام. أما بخصوص سؤالك عن منعي من السفر فهذا صحيح، فأنا أكمل الآن عامي الرابع من منعي من السفر، لأسباب اجهلها حقيقة، ولا استبعد أن يكون للتيار الديني دور في ذلك.
يتهم البعض الليبراليين السعوديين بأنهم إقصائيون لمعارضيهم تمامًا كما يتهم الليبراليون معارضيهم من التيار الديني.. ما رد رائف بدوي على ذلك؟
في الحقيقة إن الليبراليين لا يفرضون فكرهم كحقيقة وسيف ويلغونكل الآراء، كما يفعل التيار الإسلاموي في السعودية، فالإسلامويون في السعودية يلوّحون بالسيف لكل معارض لفكرهم.. وهناك قضايا كثيرة تثبت كلامي،ومنها القضية الشهيرة التي رفعت على الدكتور حمزة المزيني عندما قاموا برفع قضية عليه في المحاكم الشرعية يطالبون بمعاقبته. حتى تدخل الملك وحولها إلى وزارة الثقافة والإعلام.
وهم في الحقيقة لا يستطيعون مقارعة الحجة بالحجة. والتيار الليبرالي لا يملك أدوات سلطة.. ولا يفرض الفكر الليبرالي فكره أو سلطة على احد.. ولنا خير مثال من الدول الديمقراطية تركيا التي تحكم بالليبرالية والعلمانية. فتركيا دولة... الغالبية العظمى فيها مسلمة، وحكمها العلمانيون على مدار سنين، وبعدها وصل إلى سدة الحكم حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي لان الشعب كان يريد ذلك.. فالحكم للغالبية في الفكر الليبرالي.. وأريد أن أقول انه لا يوجد في الفكر الليبرالي إقصاء أبدا.
يعيب البعض على الليبراليين أن شغلهم الشاغل هو تحرير المرأة السعودية.. ويغضون الطرف عن بعض القضايا الوطنية المهمة..فعندما ظهرت بعض الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يسمّى (ثورة حنين) التزم الليبراليون الصمت.. مما أدى إلى أن يتهمهم بعض معارضيهم من التيار الديني بأنهم ينتظرون تصاعد الأحداث لركوب الموجة.. ما رد رائف بدوي على ذلك؟
بخصوص مطالبتنا بحقوق المرأة، نحن نطالب بحقوقها، واعتبارها شريكًا للرجل في كل شيء. وعلى سبيل المثال حق المرأة في السفر من دون محرم وحقها فياستخراج جواز السفر من دون إذن ولي أمرها وحق المرأة في قيادة السيارة، ونحن نساعد شقيقتنا المرأة في النضال لنيل كامل حقوقها والفرق بيننا وبين الاسلامويين هو أنهم يفرضون رؤاهم، ونحن لا نفرض.
وبخصوص غضّ النظر عن القضايا الأخرى وبما يسمّى ثورة حنين، أنا استغرب من مقولة إن التيار الديني هو من صد بما يسمّى (ثورة حنين). لم يخرج احد لأنه وببساطة لا يريد احد الخروج، ومحاولة التجيير لجهة معينة غير منطقي، وللأسف هناك من اقنع بعض الأوساط في السعودية أن من اخمد بما يسمّى (ثورة حنين) هم رجال الدين والتيار الديني الرسمي في السعودية. وهذا خطأ وعار من الصحة.
أما مسألة اتهامنا بأننا صمتنا انتصارًا لركوب الموجة عندما تتصاعد الأحداث فهذا غير صحيح،وأنا أنفيه تماماً، لأن الدعوة إلى ما يسمّى بـ(ثورة حنين) دعوة مشبوهة، لأن من كانوا وراءها غير معروفين وغير دعاة إصلاح حقيقيين.. ونعلم انه لن يخرج احد.. ونحن عندما نطالب بالشكل المعتاد كرسائل صريحة وواضحة للملك القصد منها الإصلاح.. وأنا من الذين وقعوا مع مَن وقع مِنكل التيارات في المملكة، واذكر على سبيل المثال تركي الحمد والدكتور سلمان العودة، ونطالب بإصلاحات تصل إلى الملكية الدستورية.. وذلك عن طريق رسائل بين المواطنين والقادة.
ما رد رائف بدوي على من يقول انه لا يوجد فكر ليبرالي حقيقي في السعودية.. وان من يربطون اسمهم بالليبرالية مقلدون لا أكثر.. ولديهم ممارسات تخالف مبادئ الليبرالية..؟
أنا دائماً أقول انه لا يجب أن نحكم على الليبرالية من ممارسات شخص هنا وشخص هناك يدعي وينظّر لليبرالية لأنه حكم غير عادل. كما يأتي رجل دين ولديه ممارسات في الحقيقة تخالف الدين.. ونقول هذا هو الدين فقط، لأن هذا الشخص ينتمي إلى التيار الديني.. ومن هنا نستخلص انه ليس من العدل أن نجير ممارسات بعض المنتمين إلى تيار فكري او ديني على الفكر والدين... وأنا بهذا الخصوص استشهد بمقال كتبه عبدالله الغذامي في جريدة الرياض عندما سأل مجموعة من الليبراليين لم يذكر أسماءهم، قال لهم إن الشبكة الليبرالية السعودية الحرة هي الكيان الوحيد المحسوس والذي تمثل الليبرالية في السعودية.
كيف يقوّم رائف بدوي بعض الأصوات النسائية الليبرالية في السعودية المطالبة بحقوق المرأة وهل يراها فاعلة؟
هناك حراك فاعل وكبير للصوت النسائي الليبرالي.. ومن ضمن هذه الأصوات صوت الصديقة الأستاذة سعاد الشمري، فقد كانت أول شخص يمثل تيار ليبرالي سعودي رسمي في اكبر مؤتمر ليبرالي عالمي، وأقيم في القاهرة، وكان حضورها بدعوة رسمية، وكانت ضيف شرف، وكان لها كلمة في المؤتمر..
هل يلمس رائف بدوي صدى شعبيًا لأصحاب الفكر الليبرالي عند السعوديين؟
بالتأكيد.. ولكن من المعروف انه في المملكة لا يسمح بالتنظيم الحزبي، ولا يوجد أحزاب ولا ممارسة حزبية ولا سياسية، لذلك لا نستطيع القول إن هناك حزبًا ليبراليًا له رموز. ولكن هناك مثقفين كبارًا يحملون لواء هذا الفكر، ولهم تأثيرهم وحضورهم ومحبوهم وقراؤهم.
من المآخذ على الليبراليين أنهم قوم نخبة، ولا ينزلون إلى احتياجات الناس البسيطة ويندمجون مع المجتمع والشارع؟
هناك نخب تحمل الفكر الليبرالي، كما إن هناك عمالاً يحملون الفكر الليبرالي، كما يوجد أفراد من العامةتحمل الفكر الليبرالي...ونحن نؤمن بمن يعيش ويدع غيره يعيش.. فإذا استطعت أن تعيش ولا تحاسب احد على أفكاره فأنت ليبرالي بالفطرة من دون أن تسمّي نفسك. فأنا اعتقد أنمعظم العامة من الناس يحملون هذا الفكر... أي الفكر الليبرالي.
هل برأيك يحتاج السعوديون إصلاحًا دينيًا quot;لوثريةquot; مثلاً؟ أم يحتاجون انقلابًا على الفكر الديني كاملاً والتحرر من سلطة الدين؟
على الفرد السعودي في البداية قبل أي إصلاح سياسي يجب أن يكون هناك إصلاح ديني، ويجب أن تفصل المؤسسة الدينية عن أي تدخل أو هيمنة على الدولة ومؤسسات الدولة، فعندما تحكم مثل هذه المؤسسات بعقليتها التي هي فكر ديني يعود إلى أكثر من 1400 سنة، وتحكم في هذا القرن، فهي تعطّل التنمية، وتعطل كل شي. لأنها تحكم بفكر ديني وبقالب جامد ليس فيه تطوير أو تحديث، فنحن في مناهج التعليم لا ندرس إلا فكرًا إسلاميًا واحدًا، وهو المذهب الحنبلي، ولا ندرّس الطلاب أن هناك اختلافًا، فنحن ربينا أبناءنا على عدم احترام الاختلاف، والإنسان يجب أن يمتلك حتى حرية الكفر لأنه عندما تمتلك حرية الكفر تصل إلى درجة الإيمان. أما أن يظل السيف المسلط على الرقاب فلا يملك الإنسان حينهاإلا أن يكون منافقاً. ولنا أسوة بالدول الاسلامية الديمقراطية، وعلى سبيل المثال تركيا التي لولا الديمقراطية لما وصل حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى الحكم لفترتين متتاليتين.
رأى بعض الليبراليين أن خطأ الليبراليين السعوديين أنهم مرحليون، بمعنى أنهم يقفزون على القضايا ويركبونها مثل الإرهاب في الرياض و11 سبتمبر وغيرها، من دون أن يكونوا فاعلين في الأوضاع العادية؟
أنا اعتقد أنها وجهة نظر غير صحيحة.
هل ترى أن الليبرالية السعودية ناقصة لأنها تركز على الحريات المجتمعية وتهمل الحريات السياسية مثلا؟
من قال إن التيار الليبرالي في السعودية لا يطالب بالحريات السياسية!.. ولدينا عدد من الذين طالبوا وما زالوا يطالبون بالإصلاح السياسي.
كيف يرى رائف بدوي مستقبل الليبرالية في السعودية؟
في الحقيقة أنا متشائم. لأن هناك تصاعدًا وهيمنة على كل المنافذ للتيار الاسلاموي في السعودية. لأنهم يتكلمون باسم الله، فعندما تخاطب مجتمع ضميره متدين عاشمغيباً لأكثر من ثلاثين سنة منذ أحداثالحرم 1400 هـ تحت وطأة الخطاب السلفي والصحوة الاسلامية التي هي في الحقيقة غفوة وليست صحوة. لذلك تجد أن الغالبية لديهم نفور من الدولة المدنية ومن المطالبة بحقوق الإنسان بعيدا عن قال الله وقال الرسول.
التعليقات