تونس: وصل اكثر من 45 جريحا من الثوار الليبيين الى تونس عبر معبر (ذهيبة - وازن) التونسي الليبي خلال الساعات ال24 الاخيرة في مؤشر واضح لضراوة المعارك الدائرة بين طرفي النزاع في مدن الجبل الغربي والشريط الساحلي بين الثوار وكتائب القذافي.
واوضح مصدر طبي تونسي في المنطقة الحدودية التونسية الليبية في الجنوب الغربي في تصريح صحفي ان هؤلاء الجرحى من الثوار وصلوا إلى الدائرة الصحية بالذهيبة والمستشفى المحلي بولاية تطاوين قبل ان يتم ترحيلهم جميعا بسيارات الاسعاف إلى مصحات خاصة في وسط البلاد التونسية وشمالها.

من ناحية اخرى نقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية عن مصدر امني تونسي تاكيده أن حركة العبور في اتجاه ليبيا تكثفت في اليومين الأخيرين عبر المركز الحدودي (وازن - ذهيبة) ايضا ليتجاوز عدد المغادرين للاراضي التونسية 1200 شخص مقابل توافد نحو1400 شخص من ليبيا الى الاراضي التونسية.
وعزا المصدر ذاته الارتفاع الملحوظ لعدد الوافدين عبر هذا المعبر في اقصى المنطقة الحدودية الصحراوية الى غلق معبر (رأس جدير) الحدودي الرئيسي بين البلدين من جهة وتنامي الحركة التجارية بين مدن الجبل الغربي الليبية وولاية تطاوين للتزود بالوقود والمواد الغذائية من جهة اخرى.

من جانبها اكدت مصادر تونسية في المنطقة الحدودية في معبر (راس جدير) في ولاية مدنين المجاورة لليبيا ان الحركة التجارية سجلت خلال الساعات الاخيرة عودة الحركة التجارية بنسق بطيء نسبيا بين البلدين عبر المعبر بعد توقف شبه كلي خلال اليومين الماضيين جراء التطورات الأمنية الميدانية الأخيرة للمواجهة العسكرية في غرب ليبيا بين الثوار وكتائب القذافي.
واضافت المصادر ذاتها ان هذا الوضع ادى إلى تجمع بعض الشاحنات التي بقيت على مشارف البوابة الحدودية في رأس جدير قبل ان تسمح السلطات الليبية لعدد منها بالدخول الى أراضيها وتخصيص مكان في منطقة (بوكماش) على الجانب الليبي من الحدود لتنزيل محتوياتها من السلع والبضائع.

كما اكدت مصادر جمركية تونسية انه اذا ما تواصل نسق التبادل التجاري على هذا المستوى الضعيف عبر معبر (راس جدير) خلال الايام المقبلة فان ذلك سيؤدي حتما الى تعميق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها منطقة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا منذ أيام عديدة.
وتوقع مراقبون تونسيون أن تؤثر هذه الأزمة التجارية والاقتصادية الخانقة في منطقة راس جدير وبن قردان على نشاط الميناء التجاري في جرجيس القريبة من الحدود الليبية الجنوبية الغربية والذي قد يواجه ازمة حادة على مستوى تخزين البضائع المستوردة الموجهة الى السوق الليبية والتي لا يمكن ادخالها الى ليبيا بسبب التصعيد العسكري والامني قرب الحدود التونسية من الجانب الليبي