مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالملك الزياني

إلى الواجهة يعود اسما أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالملك الزياني ومبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، اللذان يقضيان هذه الفترة مجدداً في محاولة إقناع أطراف العمل السياسي في اليمن بالوصول إلى مخرج يطفئ النار النائمة تحت الرماد.


تعز: كانت آخر رؤى مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر قبل مغادرته اليمن في أواخر الشهر الفائت أن الحل لن يكون إلا يمنياً.

وأضاف في حديث لـquot;إيلافquot; حينها إن الطريق مسدود، مبدياً أسفه للوضع الإنساني الذي يجري، بينما لا يزال السياسيون... كلٌّ متمسك برأيه.

منذ ذلك الحين لم يبرز إلى العلن أي شيء جديد سوى هدنة هشّة في تعز، بينما يستمر القتال في أبين وفي أرحب في صنعاء والجوف وغيرها من مناطق التوتر.

الوضع الاقتصادي ينهار، والخسائر تقترب من 20 مليار دولار وفقًا للتقديرات الرسمية، بينما لا يزال الرئيس ينتظر اللاشيء في الرياض.

ربما يكون الطرح الوارد على لسان نائب وزير الإعلام عبده الجندي إن الرئيس سيعود بعد ظهور نتائج التحقيقات بحادث جامع الرئاسة، وهنا تكمن القنبلة التي يمكن أن تكون فتيلاً لوضع لا تحتمل اليمن عواقبهبعد كل ما نالته خلال ستة أشهر من انفلات وانهيار إداري واقتصادي ومعيشي وأمني وسياسي.

لم يعد إلى صنعاء منذ حادثة دار الرئاسة في يونيو/ حزيران سوى رئيس الوزراء علي مجور وجثة رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، الذي توفي متأثرًا بجراحه جراء الحادث.

وحالياً، يعود إلى اليمن كلٌّ من الزياني وبن عمر لمحاولة بعث الروح في المبادرة الخليجية، حيث يقول الإعلام الرسمي إنهما جاءا للوصول إلى تسوية سياسية بهدف الوصول إلى حلول مقبولة وفقاً للدستور.

ويعرف المراقبون في اليمن إن مصطلح quot;وفقًا للدستورquot; يأتي دائمًا لتخريب المساعي، بينما يراه الجانب الرسمي أداةً للمناورة.

أما الأغرب في التصريحات هو تصريح نائب وزير الإعلام عبده الجندي، الذي قال فيه إن الرئيس سيعود للعمل مع شرفاء اليمن لتلافي الأخطاء السابقة، وهو الأمر الذي يراه الغالبية من الطرفين من سابع المستحيلات.

من جهةٍ أخرى، يتحدث المجلس الوطني لقوى الثورة عن ضرورة حماية العسكريين المساندين للثورة والمسيرات والاعتصامات، في حين يرى حميد الأحمر أن النظام يريد إخلاء الساحات لتصبح الثورة مسلحة.

مخاوف تكبر يوماً بعد آخر من تحول البلاد إلى بؤرة لصراع مسلح لن يفضي في النهاية إلى شيء سوى الخراب، لكن الزياني وبن عمر يحاولان إبقاء الأمور أكثر بعداً عن هذا الأمر.

ويقول المحلل السياسي عبد الغني الإرياني لـquot;إيلافquot; إن زيارة الزياني وبن عمر حالياً ليست سوى للتهدئة ومنع الإنفجار.

ويضيف إن الحل ليس في صنعاء، معتبراً أنهم quot;لم يصلوا إلى الحل في صنعاء، وإنما في الرياض، والمبادرة الخليجية هي الحل الأنسب للمشكلة اليمنية، وفي حال خسرنا المبادرة الخليجية، فنحن أمام طريق واحد وهو طريق السلاحquot;.

وأعرب الإرياني عن استغرابه من وجود جناح في النظام لا يرى العالم من حوله، ويعتقد أنه بالحرب يستطيع أن يحكم مرة أخرى.

وأشار إلى أن ما يحدث في ليبيا لم يغير شيئاً من الواقع اليمني، لأن جميع الأطراف في اليمن، عدا الشباب، كانت تؤجّل الحرب في الأشهر والأسابيع الماضية فقط، بينما هي تستعد لها.

ويرى الإرياني quot;أن ماحدث من مواجهات عسكرية في مناطق عدة من اليمن لم تكن سوى اختبار من قبل طرف في هذه العملية لتجربة قوته والاستعداد ربما لمواجهة مقبلةquot;.

وأوضح أنه quot;لا يوجد طرف واحد يتحمل مسؤولية الاستعداد لحرب، بل الطرفان متهمان بذلك ويتحملان المسؤولية الكاملة لإيصال اليمن إلى حافة الحرب الأهلية، وهما الجيش المنشق وجيش النظامquot;.

وأشار الإرياني إلى أن quot;البلاد منذ أشهر وهي تنتظر موافقة الرئيس على ما كان قد وافق عليه بنفسه وهو نقل السلطة، وها نحن نرى البلد تنزلق نحو الحرب الأهلية، وهو يرفض نقل السلطةquot;.

وأعرب عن مخاوفه من أن اليمنيين الآن في نقطة قريبة من انفجار الموقف عسكرياً، معتبرًا أنه أمر يعيب على الشخصين المسؤولين عن الأمر أن يعرّضا بلاد كاملة بشعبها وأرضها إلى هذا الخطر الكبير، وهما quot;شخصانquot;، ودعاهما إلى الرحيل كليهما لأجل هذا البلد.

كل شيء في اليمن حالياً يصلح للتنبؤ، حتى تصريح سكرتير الرئيس أحمد الصوفي، الذي يقول فيه quot;بدأنا نتلمس خيوطًا تؤدي إلى تسوية تحقق أهداف ثورة الشباب، ولا تخل بموازين القوى السياسية، ولا تحتم على علي عبدالله صالح الرحيلquot;.