تشكل زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر بالنسبة إلى إسرائيل مصدر قلق وخوف من احتمال تأسيس تحالف استراتيجي ضد تل أبيب.


أنقرة: يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مصر يوم 12 سبتمبر/أيلول الحالي. وقالت وكالة أنباء موسكو التي أوردت الخبر اليوم إن زيارة أردوغان تأتي في وقت تشهد فيه علاقات أنقرة مع تل أبيب أزمة بعد الإعلان عن التقرير الأممي بشأن الهجوم على السفينة التركية quot;مرمرةquot;، وما ترتب عليه من إعلان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين تركيا وإسرائيل إلى درجة سكرتير ثان وتعليق كل الاتفاقيات العسكرية.

وأفادت الوكالة أن برنامج زيارة رئيس الوزراء التركي للقاهرة يتضمن التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين في المجالات العسكرية والاقتصادية.

ونقلت الوكالة عن صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية تحدثها بقلق عن زيارة أردوغان لمصر، مشيرة إلى أن مصدر القلق الإسرائيلي هو احتمال تأسيس تحالف استراتيجي ضد إسرائيل.

وكان وزير خارجية تركيا أعلن خلال الأسبوع الماضي عن عزم أنقرة نقل ملف الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وحصار غزة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. كما دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الدول العربية إلى دعم التوجه التركي في مواجهة إسرائيل.

في سياق ذي صلة، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الثلاثاء ان التوتر المتزايد بين اسرائيل وتركيا، وهما حليفتان للولايات المتحدة، quot;يقلقquot; ادارة الرئيس باراك اوباما.

وقالت المتحدثة في تصريح صحافي quot;نحن قلقون ازاء الوضع الحالي للعلاقةquot; بين البلدين، وواشنطن تعمل لدى الطرفين لتسهيل quot;وقف التدهورquot; وquot;تجنب المواجهات في المستقبلquot;. واضافت المتحدثة ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دعت الى الشيء نفسه خلال لقائها في الاسبوع الماضي في باريس نظيرها التركي احمد داود اوغلو، مشيرة الى ان الادارة الاميركية quot;اجرت حوارات عدة خلال الايام القليلة الماضيةquot; مع اسرائيل بشأن هذه الازمة.

وكانت تركيا اقرّت خلال الاسبوع الماضي عقوبات على اسرائيل التي ترفض الاعتذار عن تسببها بمقتل تسعة اتراك العام 2010 خلال هجومها على سفينة كانت متوجهة الى قطاع غزة لنقل مساعدات انسانية.

ليفني: quot;آن الأوان أن تتحدث تركيا وإسرائيل عن المستقبلquot;
وقالت رئيسة حزب quot;كاديماquot; زعيمة المعارضة الإسرائيليه تسيبي ليفني إنه يجب على تركيا أن تكون quot;جزءًا من السلامquot;. وأضافت ليفني، في تصريح أذاعه راديو quot;صوت إسرائيلquot; مساء اليوم quot;لقد آن الأوان لتتحدث إسرائيل وتركيا عن المستقبل من دون الاكتفاء بالماضي فقطquot;.

وشددت رئيسة حزب quot;كاديماquot; على أنه رغم الاختلافات في الرأي بين البلدين إلا أنه quot;يجب عدم التصرف بصورة انفعاليةquot;. وقالت ليفني إن لإسرائيل وتركيا quot;مصلحة في احتواء الأزمة، وعلى زعيمي البلدين عدم إطلاق تصريحات علنية، وإنما حل المشاكل وراء أبواب مغلقةquot;.

وكان حزب الليكود الإسرائيلى قد اتهم أخيرا ليفنى بأنها تسهم في زيادة الضغط الدولي على إسرائيل. يذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن في، وقت سابق اليوم، عن quot;تعليق كاملquot; للعلاقات العسكرية والتجارية مع إسرائيل، التي ترفض تقديم اعتذار عن قتل تسعة أتراك خلال مهاجمتها قافلة quot;أسطول الحريةquot; التي كانت متوجهة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة نهاية مايو 2010.

وقال أردوغان quot;سنعلق تماما العلاقات التجارية والعلاقات العسكرية في ما يتصل بمجال الصناعات الدفاعية، وسنتبع هذا من خلال وسائل مختلفة، وستستمر تركيا في فرض عقوباتها بالتصميم نفسه، وفي ضوء التطورات الجديدة ستتخذ خطوات جديدةquot;. معتبرا أن إسرائيل فقدت فرصة أن تكون شريكا لتركيا في المنطقة.

وكانت تركيا قد طردت السفير الإسرائيلي في أنقرة وخفضت تمثيلها الدبلوماسي لدى إسرائيل إلى مستوى السكرتير الثاني، كما قررت رفع دعوى على إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، وذلك على خلفية رفضها الاعتذار عن مداهمتها quot;أسطول الحريةquot;.