تلاحظ الصحافة الغربية - بشيء من الحسد - أن فضائية laquo;الرأيraquo; المملوكة للإعلامي العراقي مشعان الجبوري صارت المنبر الإعلامي الوحيد الذي يتحدث عبره العقيد معمر القذافي الى بقية العالم.


مشعان الجبوري

لو كنت طاغية عربيا أطاحك شعبك لتوّه ووجدت نفسك هاربا من العدالة وفي الوقت نفسه مفعما بالأمل في عودة الأيام الخوالي، فماذا تفعل؟ تناشد أنصارك بالطبع حمل السلاح وبدء laquo;المقاومةraquo;. ولكن كيف؟

في حالة القذافي - تبعا لصحيفة laquo;غارديانraquo; البريطانية فهناك مشعان الجبوري، السياسي العراقي اللاجئ الى سوريا حيث أقام فضائية laquo;الرأيraquo;. وفي الأيام الأخيرة أصبحت هذه الفضائية المنبر الإعلامي الوحيد الذي ينقل عبره العقيد أوامره الى مناصريه بحمل السلاح والمقاومة من أجل عودته الى الحكم.

وتنقل laquo;غارديانraquo; أن الجبوري حاور القذافي أربع مرات على الهواء منذ هروبه بعد سقوط طرابلس، آخرها في الرابعة صباح الخميس. فهاجم العقيد كعادته الثوار laquo;الجرذانraquo; ونفى بشدة الأنباء التي تحدثت عن هروبه الى النيجر ونذر على نفسه الا يغادر ليبيا مدى الدهر.

وقال الجبوري لغارديان في محادثة من مقره في دمشق إنه كان قد أتى الى ختام برنامجه الحواري المسائي المعتاد عندما رن جرس هاتفه وسمع صوت العقيد على الطرف الآخر. وأضاف قوله: laquo;انا على يقين من أنه كان يتحدث من داخل ليبيا، ولكن ليس بوسعي القول من أين على وجه التحديدraquo;. ومضى ليكشف - تبعا لمعلوماته - أن سيف الإسلام ومعتصم أيضا في مكان ما على الأراضي الليبية laquo;ولكن ليس مع ابيهماraquo;.

ويقول الجبوري: laquo;القذافي لا يحب التسجيلات، وكنا أيضا قلقين إزاء أن يتعرّف الناتو الى مكانه (بتتبع إشارات الهاتف)raquo;. ويقول إن فضائيته laquo;تدعم النضال ضد كل المحتلين الأجانب... في العراق وفلسطين وليبياraquo;، وأنها laquo;على اتصال مع كل قادة المقاومة في الشرق الأوسطraquo;. ويضيف الجبوري المزيد عن موقفه الشخصي المؤيد للعقيد بقوله: laquo;كنت ضد صدام حسين، لكنني قاتلت الاحتلال عندما غزت القوات الأجنبية العراق. والشيء نفسه ينطبق على ليبيا الآنraquo;.

القذافي
ويقول السياسي - الإعلامي العراقي إنه استفاد كثيرا من خبرته التي اكتسبها أثناء إدارته فضائية laquo;الزوراءraquo; (المتوقفة الآن) التي يصفها بأنها كانت منبرا للمقاومة العراقية السنيّة وتمكنت من الإفلات من شبكة التشويش الأميركية على مختلف المحطات العربية.

وتنقل الصحيفة عن مصادر عربية قولها إن العقيد القذافي استثمر في الآونة الأخيرة السابقة لاندلاع الثورة في فبراير/ شباط الماضي أموالا طائلة في المعدات الإذاعية والتلفزيونية الجوّالة، التي تتخذ قواعدها في سرت المعتبرة حتى الآن حصنا للموالين له. ووفقا لأحد تلك المصادر فإن القذافي laquo;مهووس بأجهزة الإعلام، على طريقة بقية حكام المنطقة. وهذا يشرح السبب في أن الانقلابات العسكرية العربية تبدأ من محطات التلفزيونraquo;.

وتنقل الصحيفة عن مصادر عربية أخرى أن القذافي اشترى laquo;الرأيraquo; بمبلغ 25 مليون دولار وعيّن مواليا له، هو أحمد الشاطر، رئيسا لمجلس إدارتها. ورغم أن الجبوري ينفي هذا، فهو يقر بأنه تسلم أموالا من نظام القذافي لكنه يقول إنها مبالغ صغيرة يقل مجموعها عن مليون دولار. ويضيف قوله: laquo;القذافي لا يتصف بالكرم لكننا نسانده في كل الأحوال... وفخورون بسجلّناraquo;.

ويذكر أن الحكومة الأميركية وجهت في 2008 ضربة موجعة للجبوري وزوجته السورية عندما أصدرت قرارا يحظر على الشركات الأميركية التعامل معهما وجمدت أصولهما في الولايات المتحدة. وكان السبب في هذا وقتها هو أن فضائية laquo;الزوراءraquo; كانت تبث شرائط عن الهجمات التي يتعرض لها الجنود الأميركيون في العراق.

وما لا شك فيه هو أنالجبوري يشعر بالأمان في سوريا لأن الرئيس بشار والأسد ونظامه مشغولان بما هو أهم كثيرا من فضائية الرأي. وعلى الأرجح فلن يعيرا أي اهتمام للشكوى البريطانية - الأميركية المشتركة التي تقول إن هذه الفضائية توفر للقذافي منبرا غاليا في وقت يجب أن يُحرم فيه من الاوكسجين الإعلامي.