قرب بني وليد: ينتظر الثوار الليبيون قرب بني وليد قرار الهجوم على المدينة او دخولها سلميا، ويقضون اوقات فراغهم في الصلاة ورفع معنوياتهم عبر السخرية من معمر القذافي الذي حكم البلاد بيد من حديد لاكثر من اربعة عقود.
وعلى بعد حوالى 25 كلم من بني وليد التي تشكل ممرا استراتيجيا الى معاقل القذافي الاخرى في الجنوب، يجلس ثلاثة من الثوار على صناديق للذخائر الحربية ويكبرون كلما مرت شاحنة للثوار محملة بالاسلحة ومتجهة صوب المدينة.
ويقول ضيف الله بن دلة (20 عاما) quot;نمضي وقتنا في الصلاة، لكننا نتبادل ايضا قبل حلول يوم السبت آخر عبارات السخرية من القذافي ونحاول ان نشجع بعضنا البعض عبر تداول بعض الاحاديث المرحة والمضحكةquot;.
وتنتهي السبت المهلة التي حددت الى بن وليد للاستسلام على ان يدخلها هؤلاء الثوار، اذا لم تنجح محادثات التسليم، بالقوة. ويتوجه بن دلة الى رفاقه الثوار بالقول quot;ربما تمتلك اليابان قنبلة جديدة تجربها هنا على قوات بو شفشوفة (في اشارة الى القذافي وتسريحة شعره)quot;، فيما يرد عليه مصطفى ابو جنيدة (25 عاما) قائلا quot;القذافي افضل قنبلةquot;.
ويقول ابو جنيدة ان القذافي quot;يظن نفسه ارسطو او سقراط، لكنه ليس الا جرذ جرذان افريقياquot;. ويتابع quot;مللنا من نظرياته السخيفة الواردة في كتابه الاخرق (في اشارة الى الكتاب الاخضر) الذي قضى على مستقبلنا وجعلنا نركض وراء لقمة العيش ولا نتزوج الا عندما نهرمquot;.
وفي موقع اقرب الى بني وليد، تتقاسم مجموعة من المقاتلين الجالسين على اكياس ترابية تحت خيمة ممزقة، الطعام وهو عبارة عن حلوى وتمر، فيما تتنقل بينهم بين الحين والآخر مجموعات من الصحافيين الاجانب.
ويتلو بائع الاجهزة الالكترونية رشاد (26 عاما) على رفاقه قصيدة تقول quot;من انتم فنحن للظلم نقول لا لا، معمر والنظام يجب ازالته، مهبول وجاته الحالة (اصيب بالجنون)، ولا يريد يقدم الاستقالةquot;.
ويضيف على وقع ضحكات الثوار الآخرين quot;سلف وقروض ومشاريع اسكان، والذي تقراه تحت الضوء نقراه في الظلام، اتزرع الفتنة يا زارع الالغام؟ تعبنا من الجماهيرية، نريد جمهورية، لا كتابات خضر، ولا كتابات ورديةquot;.
ويعلو تصفيق الثوار المتسلحين بالرشاشات استحسانا لقول رشاد quot;لا تفكر ولا تحتار يا المرسوم على الدينار، نادولك الثوار اللي ما يبيت فيهم ثار، اولاد ليبيا احرار، نحن احفاد عمر المختارquot;. ويقف هؤلاء تحية الى قارئ القصيدة حين يختمها قائلا quot;شرق وغرب وجنوب كلنا اولاد الدار، اعلنا عليك الحرب وولعنا فيك النارquot;.
وفيما يهم مقاتل كان يعيش مع عائلته في مدينة مانشستر الانكليزية قبل ان يغادرها للقتال في ليبيا، بجمع الاوساخ عن الارض ووضعها في صندوق، يقاطعه طارق (36 عاما) ويطلب منه التروي ليخبر الجميع quot;آخر نكتةquot;.
وقال quot;اتجه احدهم بشاحنة يحمل فيها البندورة للثوار، لكنه وصل عن طريق الخطا الى موقع تحتله كتائب القذافي التي امرته بان ياكل كل ما في الشاحنةquot;. ويضيف quot;بدا الرجل بالاكل وكان يصرخ مع كل لقمة يا ويل محمد، وعندما سالوه من هو محمد، قال لهم الرجل سيصل الى هنا بعد قليل بشاحنة محملة بالفلفل الحارquot;.
وتتحول احاديث هؤلاء فجاة الى روايات عن بداية احداث الثورة التي اندلعت في منتصف شباط/فبراير واطاحت بالعقيد الليبي الفار الذي يقول الثوار انه قد يكون مختبئا مع اثنين من ابنائه في بني وليد. ويروي احدهم قصة امراة عجوز quot;كانت تنقل السلاح الى الثوار من مدينة الى مدينة، تخبئها في سيارة حفيدها وتتنقل بها معه، وعندما تدخل الى بلدة ما، يبدا الثوار بتقبيلها وبالتصفيق لهاquot;.
ويسود الصمت للحظات وسط همسات quot;الله اكبرquot;، قبل ان يقاطع رشاد الثوار الذين يمزجون في ملابسهم العسكري بالمدني بالهتاف quot;اقولها لكم من الاخير، الشعب الليبي شعب كبير، ونحن قررنا المصير: القضاء على نظام القردافي الحقيرquot;.
التعليقات