تمنعحركة الشباب الاسلامية في الصومال دخول المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها، بعدما ضربت موجة الجفاف والمجاعة الصومال مخلفة عشرات الآلاف من القتلى. وناشدت الامم المتحدة المجتمع الدولي للتدخل وعدم الوقوف مكتوف اليدين.


بيروت: هل سيقف العالم مكتوف اليدين ليشاهد 750 ألف صومالياً يموتون جوعاً؟ ضربت موجة الجفاف والمجاعة الصومال مخلفة عشرات الآلاف من القتلى، في الوقت الذي تمنع حركة الشباب الاسلامية دخول المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها.

وأطلق مسئولون بالأمم المتحدة الخميس تحذيرات شديدة من امكانية وقوع كارثة قد تعصف بحياة نحو750 الف صومالي بسبب نقص الطعام ، مناشدين المجتمع الدولي بالتدخل وعدم الوقوف مكتوف الأيدي.

ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأمريكية عن مسؤولي الامم المتحدة - في تقرير بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت- قولهم ان جماعة الشباب الإسلامية المتطرفة بالصومال تعرقل وصول أية مساعدات من وكالات الاغاثة الخارجية إلى المناطق التي تسيطر عليها، مشيرة إلى ان 750 ألف صومالي لن يجدوا الطعام خلال الأشهر القليلة القادمة هذا فضلاً عن عشرات الآلاف الذين لقوا حتفهم قبل ذلك.

وأشارت وكالات الاغاثة إلى أن الأمطار سوف تهطل قريباً على الصومال، إلا ان ذلك سيحدث قبل نمو أية محاصيل زراعية، كما أن الأمراض مثل الملاريا والكوليرا والتيفوئيد والحصبة ستكون قد اجتاحت السكان quot;ذوي المناعة الضعيفةquot; الأمر الذي سيؤدي إلى وفاة أعداد مهولة من الشعب الصومالي.

وذكّرت الصحيفة ببدايات عام 1990 حين عانت الصومال من مجاعة مشابهة وقامت مجموعة من quot;البلطجية قساة القلبquot; -على حد وصف الصحيفة- باعتراض شاحنات المساعدات الغذائية المتجهة للصومال مما اسفر عن تجويع الأطفال الذين تحولوا إلى صور مروعة لهياكل عظمية في الرمال.

وأشارت الصحيفة إلى أن العالم كان أكثر استعداداً للتدخل عام 1990، فقد احتشدت الامم المتحدة وراء اكثر من 25 الف جندي أميركي في بعثة كلفت ملايين الدولارات لصد المسلحين المتطرفين وتمهيد الطريق لإرسال الإمدادات الغذائية للشعب الجائع.

أما النقيض لذلك، فهو ما حدث الاسبوع الماضي في القمة الاقليمية quot;الباهتةquot; لبحث المجاعة في القرن الافريقي والتي عقدت في العاصمة الكينية نيروبي، فقد اقترح رئيس الوزراء الاثيوبي ماليز زيناوي بناء ممرات انسانية بالقوة لمساعدة قافلات المساعدات الانسانية بتسليم شحناتها للمناطق التي تسيطر عليها جماعة الشباب، الأمر الذي لاقى ترحيباً من عدد قليل من الدول المانحة الغربية.

وأشار العديد من المحللين إلى أن القوات العسكرية الاجنبية لم تنجح في حل المشكلة الصومالية ولا يبدو أنهم سيستطيعون حلها في الوقت الراهن، فهذه المجاعة ليست نتيجة منع جماعة الشباب إدخال المساعدات الغذائية الى البلاد، بل نتيجة دولة محطمة تسبب فيها مخربون.

واتخذ المحللون مثالاً على ذلك العاصمة الصومالية مقديشو حيث انسحب منها جماعة الشباب تاركين الحكومة الانتقالية الصومالية مسيطرة على مساحات كبيرة من المدينة، وبدلاً من ان تترجم الحكومة سيطرتها في مساعدة الشعب الصومالي، قام جنود الحكومة بنهب شاحنات المساعدات وإطلاق النيران على الناس الجوعى.