برلين: استبعدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين اي خطر لانهيار ائتلافها مع الليبراليين غداة هزيمة تاريخية لحلفائها في الانتخابات المحلية في برلين.

وفي معرض ردها على اسئلة الصحافيين حول احتمال انهيار ائتلافها اكدت ميركل quot;ان الحكومة ستواصل عملهاquot;. واضافت quot;لا اعتقد ان (هذا العمل) سيصبح اكثر صعوبةquot; بسبب مصاعب الحزب الليبرالي الديموقراطي، فيما يرى مراقبون في هزيمة الحزب الليبرالي الاحد خطرا على استقرار الحكومة في خضم ازمة اليورو.

واكدت ميركل quot;ثقتهاquot; في ان غالبيتها ستوافق على خطة الانقاذ المالية الاوروبية خلال تصويت اساسي في البرلمان في 29 ايلول/سبتمبر.

ويبدو ان تبني خطة الانقاذ الاوروبية من قبل مجلس النواب امر مؤكد اذ ان المستشارة ضمنت دعم قسم كبير من النواب الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر. لكن سيكون ذلك مهينا ان اتى تبني النص بدعم من المعارضة.

وعبرت ميركل عن quot;ارتياحها الكبيرquot; لنتيجة الاتحاد المسيحي الديموقراطي المتقدمة (23,4%) في برلين، اذ احتل المرتبة الثانية خلف الاشتراكيين الديموقراطيين (28,3%).

وقد مني الحزب الليبرالي الديموقراطي المتحالف مع المحافظين بزعامة ميركل داخل الحكومة الفدرالية منذ 2009، بهزيمة نكراء الاحد بحصوله فقط على 1,8% من الاصوات، اي اقل بحوالى ست نقاط عن الانتخابات المحلية التي جرت في 2006.

وبحصولها على 9% من الاصوات حققت حركة القراصنة التي خاضت للمرة الاولى هذه الانتخابات تقدما كبيرا على الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي اتى حتى وراء النازيين الجدد في الحزب الوطني الديموقراطي (2,1%).

وعنونت صحيفة بيلد صباح الاثنين quot;الحزب الليبرالي في انهيارquot; وquot;يا للعارquot;. وكتبت الصحيفة الواسعة الانتشار في المانيا quot;ان هزيمته في برلين تعاقب سنة فاشلة داخل الحكومة الفدرالية ومصداقية متآكلة على المستوى الوطنيquot;.

ومن اصل الانتخابات السبع التي اجريت في العام 2011 لم يتمكن الحزب الليبرالي الديموقراطي في خمس منها من الحصول على ممثلين في البرلمان المحلي. وقبل سنتين حقق الليبراليون نتيجة تاريخية بحصولهم على اكثر من 14% في الانتخابات التشريعة مما سمح لهم بدخول الحكومة مع المحافظين في الاتحاد المسيحي الديموقراطي.

وقد تميز حليف ميركل في الاسابيع الاخيرة بمواقف معارضة لخطط مساعدة اليونان في مسعى منه لتحسين موقعه لكن بدون جدوى.

وراى كارستن برزيسكي الخبير الاقتصادي لدى آي ان جي ان الحزب الليبرالي الديموقراطي quot;يخشى على بقائهquot; ويجد نفسه مجددا في وضع quot;حرجquot; مضطرا لبذل كل ما بوسعه لquot;ترميمquot; صورته. واعتبر ان ذلك سيكون له وقع على الجدل الالماني حول ازمة الديون في منطقة اليورو.

واعتبر انه سيتعين على الحزب الليبرالي quot;اسماع صوته بشكل صاخبquot; خلال الاسابيع المقبلة.

في المقابل راى هولغر شميدينغ الخبير الاقتصادي لدى مصرف بيريبنبيرغ ان هذه الهزيمة ستحث الحزب الليبرالي على quot;التفكير مرتينquot; قبل اثارة ازمة حادة داخل الائتلاف مما قد يؤدي الى اجراء انتخابات مبكرة.

وفي الحالة الراهنة لاستطلاعات الرأي يتوقع ان لا يعود الحزب الليبرالي ممثلا في البوندستاغ (البرلمان الفدرالي) ما سيشكل سابقة منذ قيام جمهورية المانيا الفدرالية.

وفي الوقت الذي تتهم فيه المانيا من قبل شركائها الاوروبيين بالمماطلة منذ بدء الازمة اليونانية، فان الشكوك في قدرة المستشارة لاعادة لحمة الصف في معسكرها تثير القلق.

واكد الامين العام للحزب الليبرالي الديموقراطي كريستيان ليندنر صباح الاثنين ان حزبه لن يغير نهجه لكنه سيحاول صون الائتلاف.

وللتصويت على توسيع خطة الانقاذ quot;نحن بحاجة لغالبية بسيطة في البوندستاغ (...) لسنا نحن من سيفشل ذلكquot;.