قال رئيس quot;تيار بناء الدولة السوريةquot; إنه يرفض المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الثاني، الذي من المقرر أن تدعو دمشق إلى عقده.


موسكو: أفرز الحراك الاحتجاجي في سوريا تيارات سياسية معارضة داخلية وخارجية كثيرة، جعلت المتابعين لنشاطه يخلطون حتى في تسميتها وأسماء مؤسسيها، فيما ازدادت مهمة الدول الغربية الداعمة لهذا الحراك صعوبة في جمع أطراف هذه التيارات تحت مظلة واحدة في مواجهة النظام في سوريا.

لكن بعض قادة هذه التيارات، ومنهم الكاتب والناشط السياسي المعارض لؤي حسين، لا يرى في هذه الكثرة عيبًا، بل quot;دليل على انفتاح الحياة السياسية في البلادquot;، حسب تعبيره.

وقال حسين في حديث مطول لـ quot;أنباء موسكوquot;: quot;نحن لا نحتاج قطبًا سياسيًا واحدًا في مواجهة السلطة. نحن في صراع على الحريات والحقوق، وبالتالي من الحريات والحقوق ما هو صناعة حياة سياسية من المفترض أن تغتني بالتشكلات السياسية والمدنية في البلاد، وهذا لا يعيبها.. هذا تنوع، وليس تشرذمًا، وهو يدل على حيويتهاquot;، معتبرًا أن الغرب يريد قطبًا معارضًا موحدًا quot;ليرتاح، ويختزل الصراع في سوريا من صراع جذري إلى صراع على السلطةquot;.

وأكد حسين أنه اعترض - منذ بداية الكلام عن تشكيل مجالس وحكومات - على مسألة أن تمثل أي هيئة أو تحاول أن تدّعي أنها تمثل المعارضة أو تمثل الشارع أو أن تدعي أنها هي هيئة انتقالية، بمعنى أنها بديل من السلطة.

ولفت حسين، وهو أحد مؤسسي quot;تيار بناء الدولة السوريةquot;، إلى أنه quot;إن حاول الغرب صناعة قطب معارض سنرفضه بكل بساطة، ولن نتيح له المجال لأن يكون منبرًا أو ممثلاً لقوى الاعتراض في الداخلquot;.

وفي معرض تعريفه لـquot;تيار بناء الدولة السوريةquot;، الذي تأسس قبل نحو أسبوعين فقط، أكد حسين أن هذا التيار هو كيان سياسي لا حزبي، بمعنى أنه quot;لا يتوخى خوض الانتخابات ولا المحاصصة في السلطات السياسية، ولا يسعى في اتجاه أن يكون قطبًا سياسيًا واحدًا في البلاد، إنما يحاول تشكيل فضاء سياسي لأشخاص وشبان دخلوا قديمًا أو حديثًا إلى الحياة العامة والحياة السياسية السورية وتشجيعهم على تشكيل الأحزاب وتشكيل التعابير السياسية والمجتمعية المتنوعة والمتعددةquot;.

وأعلن حسين أنه وتياره يرفضان المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الثاني الذي من المقرر أن تدعو القيادة السورية إلى عقده في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ويتمسكان بالتظاهر سبيلاً quot;لإسقاط السلطةquot;، معللاً رفضه بأنquot; الشروط الموضوعية للحوار لم تحقق بعد. بمعنى أن لا حوار يمكن أن يكونحول الحريات والحقوق، فما زلنا نحن مسلوبي الحريات والحقوق، فضلاً عن أن هذا الحوار ليس أكثر من وسيلة ديماغوجية تعتمدها السلطة للقفز فوق جوهر الصراع الحالي في البلاد، وهو الحرياتquot;.

ورغم إعلانه رفضه وتياره محاورة السلطة، أكد حسين أنه يقبل بوساطة خارجية بين السلطة والمعارضة، على أن يكون الوسيط محايدًا، وهو شرط لا ينطبق برأيه على الوسيطين الروسي والتركي.

وقال: quot;الطرف الروسي لم يثبت صدق نواياه تجاه البلاد، لذلك لدينا تحفظات كثيرة عليه، والأتراك ربما يريدون أن يكونوا أوصياء على البلاد، المشكلة أن الوسيط يجب أن يحظى بثقة الطرفين، وهي معادلة صعبة، لأن السلطات ليس لديها الكثير من الأطراف التي تثق فيها، نحن نقبل مثلاً بوساطة جنوب أفريقية أو برازيلية وهنديةquot;.

لكن المشكلة برأي حسين تكمن بالأساس quot;في عدم وجود نية لدى السلطة لإحداث أي تغيير سياسي يقوم على الاعتراف بأن هناك طرفًا سياسيًا آخر في البلادquot;.

وردًا على الدعوات المطالبة باختبار نوايا القيادة السورية ومنحها فرصة لتطبيق الإصلاحات الموعودة، أكد حسين أن السلطات السورية اختبرت مرارًا منذ انطلاق الحراك الاحتجاجي قبل نحو سبعة أشهر بكل شيء quot;وهي أجابت مرارًا بإطلاق النار وأثبتت أنها غير صادقة وغير جادة في إنقاذ البلاد من مهاو خطرة، ولم تثبت أهليتها في إدارة البلادquot;.

ووصف حسين quot;تيار الطريق الثالثquot; المنادي باختبار كهذاللسلطة بالتيار quot;الانتهازيquot; موضحًا أن quot;من سمّى نفسه بالتيار الثالث، بمعنى التشكلات السياسية، هو تيار انتهازي، يحاول أن يتهم الشارع الاحتجاجي والتظاهري، وبالتالي يثب فعله ونشاطه باتجاه خدمة السلطات، هو يحاول أن يدعي أن هناك في الشارع ما يهدد أمن البلاد، وهذا الكلام هو كلام السلطة الأمنيةquot;.

وأعرب حسين عن اعتقاده بأن المسار الذي يسير ضمنه الصراع السياسي في سوريا أوشك على الوصول إلى نهايته، وأن الأيام والأسابيع القليلة المقبلة ستشهد تحولاً في هذا الصراع quot;إما إلى بدايات واضحة لاقتتال أهلي أو إلى بدايات واضحة لمصالحة وطنيةquot;، حسب تعبيره.

وختم حسين بالقول: quot;لم يعد حال الصراع الراهن يكتفي بآلياته التي استمرت 7 أشهر، فأداء السلطة القمعي ومنع التظاهر أعتقد أنه سيولد مجموعات مسلحة، خاصة من الشبان الملاحقين، الذين باتوا يخافون على مصيرهم، وقد تكون هذه المجموعات منظمة أو مشرذمة، وهذا سيقود البلاد باتجاه حرب أهليةquot;، مشددًا في الوقت نفسه على رفضه فكرة الكفاح المسلح وإلتزامه بفكرة تغيير النظام بسبل سلمية وآمنة.