فالح الساري النائب عن المجلس الأعلى الاسلامي

انتقد التحالف الوطني العراقي quot;الشيعيquot; الرئيس جلال طالباني لتخصيصه جزءا كبيرا من خطابه الاخير في الامم المتحدة لاقليم كردستان على حساب الاوضاع العراقية العامة واعتبر النائب عن التحالف فالح الساري ان الاكراد يصعدون دائما من الحديث عن ظلم يدعون انهم يعانون منه من اجل الحصول على مزيد من المكاسب والامتيازات ضمن مؤسسات الدولة العراقية الاتحادية.


قال فالحالساري النائب عن المجلس الأعلى الاسلامي احد مكونات التحالف في حديث مع quot;إيلافquot; ان الاكراد يدركون جديا ان مطالبهم بدولة مستقلة لن تعود عليهم بمكاسب كالتي يحصلون عليها حاليا حيث انهم يتمتعون بامتيازات مزدوجة في اقليم كردستان وفي مؤسسات العراق بشكل عام .. وهنا نص الحديث :

**بماذا تفسرون تركيزالرئيس طالباني في خطابه الأخير بالأمم المتحدة على إقليم كردستان؟
.. إن الرئيس طالباني شارك في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة هي بصفته رئيسا للعراق ولذلك كان يجب ان يكون خطابه هناك مخصص للاوضاع العراقية بشكل عام أما إن يتطرق الى إقليم كردستان ويأخذ مساحة في الحديث أكبر مما هو معهود فأعتقد إن القومية الكردية التي ينتمي اليها قد غلبته وبالتالي اخذته الى تحويل موضوع جمهورية العراق الى حديث ضيق جدا يتناول اوضاع الإقليم علما أن نفقات سفر الرئيس ووفده الذي يرافقه قد بلغت مليونا دولار من اموال العراقيين .. لذلك فنحن غير مرتاحين وغير راضين عن خطاب الرئيس طالباني في نيويورك لأنه يثير الحساسية في اوساط الكتل السياسية .

** هل تعتقد ان طالباني تحدث عن الإقليم في الامم المتحدة لاثارة ضرورة قيام دولة كردية ؟
.. المطالبة بإقامة دولة كردية سواء على مستوى رئيس الجمهورية أوعلى مستوى رئيس اقليم كردستان هي دعوات تثار بين فترة وأخرى للحصول على مكاسب أكثر حاليا لان القادة الاكراد يدركون إن قضية أقامة الدولة الكردية ليس من صالح الإقليم لان هناك أضرارا كبيرة ستلحق بهم وضررا إقليميا ودوليا سيصيبهم في حين هم ألان في أفضل أحوالهم وطيلة فترة تاريخهم منذ اثارة مطاليبهم القومية قبل عقود عدة والى ألان فهم يتمتعون بمكاسب ونفوذ داخلي سواء في مجلس النواب او الحكومة المركزية .

** كيف ترد على من يقول ان الظلم الذي كان يعاني منه الأكراد قد حفز طالباني لعرض اوضاع الاقليم على العالم؟
.. الوضع السياسي الحالي للاكراد تشير كل دلائله على انهم قد استفادوا بشكل كبير من وضع العراق الحديث فهم يتمتعون بامتيازات كبيرة جدا قد تفوق الظلم الذي لحق بهم في المراحل السابقة . ان نظام الحكم في العراق الحالي هو نظام اتحادي يتمثل فيه ألأكراد في الوزارات الاتحادية والفيدرالية معا و في كل المؤسسات التابعة للوزارات وهو مالم يكونوا يتمتعون به في السابق مطلقا .. وهذا يعني أن الاكراد قد قفزوا على أكثر من حقوقهم فيما يخص مثلا استحقاقاتهم من واردات النفط فلديهم أكثر من 17 % من موازنة العراق السنوية .. ولكن مع الاسف فأنهم والى الان يثيرون مسالة شعورهم بالظلم والإجحاف .

** هل تعتقد ان دعوة النائب عن العراقية البيضاء حسن العلوي لقيام دولة كردية وراءها اتفاق ضد التحالف الوطني؟
.. قبل إن نحلل حديث العلوي ليس من مصلحة الاكراد السعي الى أقامة دولة كردية لان الأكراد في ظل الظروف الحالية يتمتعون بامتيازات تفوق امتيازات الدولة لو كانت مستقلة فهم ألان يشاركون الحكومة المركزية بوارداتها إضافة كما يتمتعون بالواردات التي تأتي الى الإقليم من نفطه دون إن تكون هذه الموارد ضمن الموازنة العامة ولذلك لا يمكن للأكراد قي ظل الظروف الحالية أقامة دولة وحمايتها من الإطماع والتهديدات الخارجية .. فهم بوجودهم ضمن العراق الفيدرالي الاتحادي سيضمنون دفاع القوات العراقية عنهم وعن حدود اقليمهم مع الدول المجاورة .


** ماهو موقفكم من الدعوات لبقاء مدربين اميركيين وخاصة في المناطق المتنازع عليها؟

.. الاتفاقية العراقية الأميركية لسحب القوات حددت نهاية العام الحالي 2011 موعدا لانسحاب أخر جندي أميركي أما قضية بقاء المدربين الاميركيين في العراق في ظل الظروف الحالية فأعتقد أن أي دولة بالعالم بحاجة الى فرق تدريبية سواء كانت هذه بريطانية أو أميركية أو عربية آو غيرها على اعتبار إن الجيش العراقيالحالي حديث التسليح والتدريب والإمكانيات فمن الممكن الاستعانة بهولاء المدربين ولكن لابد إن يكونوا في معسكرات تدريبية وفي أكاديميات خاصة .. اما في المناطق المتنازع عليها فأعتقد إن هذا جانب لا يمكن القبول به لان الاتفاقية تنص في حالة بقاء جزء من القوات للتدريب لابد أن تنظم باتفاقية ومعاهدة جديدة وهو امر غير مطروح في الوقت الحاضر.

** هل ترى ان مباحثات رئيس البرلمان اسامة النجيفي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني السبت الماضي قد أستهدفت عقد اتفاقات سرية ضد التحالف الوطني؟
.. الزيارة الأخيرة للنجيفي الى إقليم كردستان مضى عليها ايام والى الان لم تصلنا أي مؤشرات بأن هناك اتفاقات سرية لكن يجب القول بأن أمر تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية العراقية يجب ان لايكون عبر اتفاقات ثنائية أو ثلاثية بل إن يكون ضمن جلسة موسعة على مستوى جميع الكتل ومسؤوليها حتى يستطيعوا أن يحددوا نقاط الخلاف والإلية التي يتم بها تجاوز هذه الخلافات اضافة الى مناقشة القضايا العالقة سواء كانت في اتفاقية اربيل أو في تشكيلة الحكومة أو الوزارات الشاغرة المتبقية من اجل التواصل الى توافقات حول هذه الامور كلها .. وأعتقد إن الاتفاقات الثنائية غير ناجحة ولا يمكن إن تحل أزمة.

** باعتبارك عضوا في اللجنة المالية البرلمانية ماهي الصعوبات التي تعاني منها اللجنة مع سلطات اقليم كردستان من النواحي المالية؟
.. بالنسبة لقضية المخصصات المالية لاقليم كردستان فأن قانون الموازنة العامة يجيز للاقليم حق انتاج 100 إلف برميل يوميا من النفط وهذه ألأموال تودع في صندوق العراق المالي الخارجي وهناك معلومات تشير الى أن بعض هذه الكميات يهرب عبر إيران بصهاريج وبعلم من حكومة الإقليم .. وكل هذه الأمور أثرت على الموازنةالعامة وأثرت على التخصيصات المالية .. كما ان ديوان الرقابة المالية عاجز عن رقابة وتدقيق انفاق حصة الاقليم من الموازنة الاتحادية والبالغة 17 % من هذه الموازنة وبالتالي فأن ديوان الرقابة في الإقليم هو من يقوم بهذه الأموال ونحن لا نثق كثيرا بإجراءات الرقابة وتدقيقها التي يقوم بها ديوان الإقليم على عكس مايجري في بقية المحافظات العراقية الاخرى.