رام الله: وقف شبان فلسطينيون رغم المطر والبرد القارس صباح السبت عند الاشارة الضوئية على الطريق الرئيسي الملاصق لمقر الرئاسة الفلسطينية في راسم الله ورفعوا لافتة كتب عليها بالازرق quot;اذا كنت ضد المفاوضات زمرquot;، أو اطلق بوق سيارتك.

وعلا صوت ابواق المركبات لدى قراءة السائقين للافتة، وتفاوتت نسبة التفاعل، لكن من شاركوا اثنوا على طرافة الفكرة.

وامتنع احد السائقين في البدء عن اطلاق بوق مركبته، وفتح نافذة سيارته وقال quot;يا عمي عالفاضي، هم رايحين رايحينquot;، الا انه عاد وquot;زمرquot; مع ابتسامة عريضة.

وضغط سائق آخر على بوق مركبته لفترة طويلة، تأكيدا منه على تأييده الشديد للشبان في رفضهم للمفاوضات.

وقال الشاب عصمت قزمار لوكالة فرانس برس quot;هذه الفكرة جاءت لاشراك اكبر عدد من المواطنين معنا في هذه التظاهرة ضد محاولات انطلاق المفاوضات مع اسرائيل، وضد الاجتماعات التي تجري في الاردنquot;.

واضاف quot;قررنا كشباب فلسطيني ان نوصل صوتنا والاقتراب الى اقرب نقطة من مقر الرئاسة حيث يتم صناعة القرار الفلسطيني، ونقول لهم لا للعودة الى المفاوضات ومع الالتزام بقرار المجلس المركزي الذي اعلن عدم العودة للمفاوضات الا بوقف الاستيطانquot;.

واعلن مسؤول فلسطيني كبير الجمعة ان اجتماعا فلسطينيا اسرائيليا سيعقد للمرة الثالثة في عمان السبت لمواصلة الجولات الاستكشافية من اجل استئناف المفاوضات المجمدة منذ ايلول/سبتمبر 2010.

ورغم الاجواء الماطرة ودرجة حرارة متدنية وصلت الى 3 درجات فوق الصفر صباح السبت، تجمع عشرات الشبان امام مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله، وحملوا لافتات استوحوا بعضها من ثورات الربيع العربي، مثل quot; لقد هرمنا من المفاوضاتquot; و quot;قرفتونا مفاوضاتquot;، وquot;والله الشعب مش اهبلquot;.

وكتب على لافتة بالانكليزية quot;كفى لمحاولات خلق الحلولquot;.

وقالت الشابة اغصان البرغوثي لوكالة فرانس برس quot; هذ االاعتصام يأتي بتنظيم من مجموعات شبابية فلسطينية ضد اللقاءات التي تجري في الاردن في محاولة لاعادة اطلاق المفاوضاتquot;.

واضافت quot;طالما اسرائيل لا تلتزم بوقف الاستيطان ولا اطلاق سراح الاسرى، فنحن نطالب بوقف هذه المفاوضات، ونطالب القيادة الفلسطينية بوضع استراتيجية واضحة لمواجهة المخططات الاسرائيلية يشارك بها الجميعquot;.

وتنشط مجوعات شبابية فلسطينية، تحت اسم quot; مجموعات الحراك الشبابيquot; عبر صفحات التواصل الاجتماعي quot; فيسبوكquot;، بهدف تشجيع انخراط الشباب في التعبير عن رايهم على غرار ما يحصل في بلدان الجوار، في مصر وتونس خصوصا.

ونظمت تظاهرة السبت امام مقر الرئاسة حملت اسم quot;الكرامة الفلسطينيةquot; وشاركت فيها غالبية مجموعات الحراك الشبابي الفلسطيني.

وقال الشاب باسل الاعرج quot;بعد عشرين سنة من المفاوضات دون نتيجة، اعتقد انه صار لزاما على القيادة الفلسطينية العودة للشعب، من اجل تجديد شرعية القيادة لاتخاذ اي قرارquot;.

وجرت محاولات شبابية فلسطينية العام الماضي، عبر فيسبوك للضغط على القيادات الفلسطينية لانهاء حالة الانقسام، الا انها لم تنجح.

وقال المحلل السياسي خليل شاهين لوكالة فرانس برس، والذي شارك في التظاهرة quot;يبدو ان هناك محاولات شبابية لاحياء الحراك الشبابي في المجتمع الفلسطيني بعد التعثر الذي واجهوه في حزيران/يونيو الماضيquot;.

واضاف quot;هذه المحاولات يتم التعبير عنها اما من خلال الحملة الشبابية التي تمارس ضد التطبيع مع اسرائيل، او من خلال الضغط باتجاه عدم عودة المفاوضات دون اسس، مثل وقف الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967quot;.

واشار شاهين الى ان قوة هذا الحراك quot; تأتي من سهولة الاتصال بين الشبان الفلسطينيين عبر الانترنت في كافة اماكن تواجدهم داخل وخارج فلسطين، وفي اراضي ال48quot;.

ولقاء السبت في عمان بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي هو الثالث تحت عنوان quot;استكشافquot; امكانية العودة للمفاوضات قبل السادس والعشرين من هذا الشهر، وهو التاريخ الذي حددته اللجنة الرباعية للطرفين لتقديم وجهات نظرهما ازاء امكانية اطلاق المفاوضات.

وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني لصحيفة quot;الايامquot; الفلسطينية السبت quot;ان تاريخ السادس والعشرين من الشهر الجاري ما زال مفترق طرق، فاما ان يحصل تقدم من هذه اللقاءات الاستكشافية والا سنكون امام اتخاذا قراراتquot;.

ومن بين الخيارات التي قد يلجأ اليها الجانب الفلسطيني في حال لم يحصل اختراق في المفاوضات، مواصلة السعي لدى الامم المتحدة للحصول على العضوية الدائمة، ومحاولة الحصول على عضوية في المؤسسات الاممية على غرار ما حصلوا عليه في عضوية اليونسكو، وهو ما تعارضه اسرائيل.