صورة مأخوذة من مقطعفيديو نشره موقع quot;شام نيوزquot; لتظاهرة في حماه في 3 كانون الثاني (يناير) 2012 ضد النظام السوري

أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أنّ الجيش اقتحم يوم الثلاثاء مدينة حماه من جهتها الغربية. وأعلنت المعارضة السورية عن مقتل 52 شخصاً على الأقل، معظمهم في حمص، وذلك بعد قصف استهدف أبنية في المدينة، بينما أفادت السلطات السورية أن اثنين من عناصر الأمن قتلا قرب إدلب.


دمشق: أعلنت لجان التنسيق المحلية، التي تمثل الحراك المعارض في داخل سوريا، عن مقتل 52 شخصاً، بينهم 39 سقطوا في حمص، بينما سقط خمسة قتلى في حماه، وثلاثة في درعا، إلى جانب قتيلين في إدلب، وقتيل في كل من الرقة ودمشق.

وأفاد ناشطون أن القوات السورية قامت صباح الأربعاء بعملية عسكرية في مدينة حماه (وسط) استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة، ما أسفر عن سقوط ضحايا وهدم لبعض المنازل.

وذكرت لجان التنسيق المحلية، وهي الهيئة التي تقوم بمتابعة أحداث الحركة الاحتجاجية ميدانيًا، أن quot;الجيش السوري يقصف مدينة حماه مستخدمًا أسلحة ثقيلة من مدرعات بي ام بي، ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سيquot;.

وأضاف البيان، الذي أصدرته اللجان، quot;أن الشبيحة (عناصر مدنية موالية للنظام) والأمن مدعومين بالآليات العسكرية والدبابات يقصفون حي باب قبلي من كل الجهاتquot;.

وأكد البيان quot;أن هناك أنباء عن تهدم أبنية عدة،وسقوط جرحى وقتلىquot;، مشيرًا إلى أن quot;الأهالي لم يتمكنوا من الوصول إليهم نتيجة القصف العشوائي المستمرquot;.

وقالت اللجان إن الجيش يطلق قذائف آر بي جي وقنابل مسمارية على المنازل، كما قام بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة في حي جنوب الملعب. كما أشارت اللجان إلى quot;تجمع للمدرعات عند دوار كازور مع انتشار حوالى 4000 جندي داخل المدينةquot;.

ودعت الهيئة العامة للثورة السورية رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد الدابي quot;إلى زيارة المدينة ورؤية المدرعات الثقيلة قبل أن تدمّر المدينة، ثم يقوم النظام السوري بسحبها إلى مطار حماه العسكري، الذي لا يبعد عن المدينة سوى عشر دقائقquot;.

بالتزامن مع حملة اعتقالات غير مسبوقة وإطلاق رصاص بشكل جنوني، تم قطع كامل لخدمات الكهرباء والإنترنت والاتصالات عن المدينة.

وذكرت صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الأسدquot; على موقع quot;فايسبوكquot; أنه quot;في الوقت الذي نقترب فيه من ذكرى مجزرة حماه، يقوم النظام باقتحام مدينة حماه لارتكاب مجزرة جديدة في حق هذه المدينة الصامدة الأبية، التي رفضت الذل والهوان... وكأن التاريخ يعيد نفسه، لكن النهاية هذه المرة حتمًا ستكون مختلفةquot;.

أما في حمص، فقد قصفت آليات النظام العسكرية أمس المنازل والمباني السكنية بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين تحت الأنقاض. ففي حي باب تدمر، ذكرت صفحة quot;الثورة السورية في حمص - تنسيقية بابا عمروquot;، أن quot;ميليشيات الشبيحة الطائفيين اقتحمت الحي، وأطلقت النار بشكل عشوائي وكثيف، كما أقدمت على تكسير أقفال البيوت، وسرقة محتوياتها، وتدمير ممتلكات المنازلquot;.

وفي حي كرم الزيتون في حمص، أظهرت مقاطع فيديو وصور، نشرتها مواقع المعارضة السورية، أطفالاً ورجالاً ونساء، تم انتشالهم من تحت الأنقاض على خلفية تعرّض منازلهم لقصف عنيف quot;بالصواريخ وقذائف الهاون، بعد هجوم للشبيحة والأمن على الحي، مما أدى إلى انهيارأبنية عدة، وسقوط العديد من القتلى والجرحىquot;.

من جهتها، ذكرت صحيفة الوطن السورية الخاصة، والمقرّبة من السلطات، الأربعاء، أن الوضع الميداني quot;يبدو أنه يذهب إلى مزيد من التصعيد في حماه وإدلب (شمال غرب)، بينما يستمر الوضع متأزمًا في حمص (وسط)quot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن التصعيد quot;بدأ فعليًا وعمليًا بعد انتهاء المؤتمر الصحافي لرئيس وزراء قطر، فسارعت مجموعات مسلحة بالهجوم على حواجز الجيش والمفارز الأمنيةquot;. ونقلت الوطن عن مصدر لم تكشف هويته quot;أن الجهات المختصة قررت حسم الموقف كليًا ونهائيًا، لتريح المدينة من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعيةquot;.

ولفتت الوطن إلى أن هذا التصعيد حصل بعدما quot;حاولت مجموعات مسلحة تدين بالولاء إلى ما يسمّى بالجيش السوري الحر تعطيل حياة المدينة، من خلال السيطرة على أحياء عدة، وإغلاق مداخلها ومخارجها، وتعطيل الدوام في المدارس، واستهداف عناصر الجيشquot;.

وتابعت quot;إن جهود مراقبي الجامعة العربية، الذين عملوا خلال الأيام الماضية بالتنسيق مع الجهات المحلية، لم تفلحفي تهدئة الأجواء (...) ما جعل تدخل الجهات المختصة لإنهاء هذا الوضع مطلبًا جماهيريًا وأمرًا ضروريًاquot;. واتهمت الصحيفة المسلحين بممارسة التصعيد quot;وقتما يشاء مجلس إسطنبول، وشيوخ الفتنة وقنوات التحريضquot;.

تعزيز الإجراءات الأمنية في دمشق

هذا وعززت السلطات السورية إجراءاتها الأمنية في محافظة دمشق، حيث ازداد عدد الحواجز ونقاط التفتيش، فيما تقترب الحركة الاحتجاجية، التي اندلعت منذ عشرة أشهر، شيئًا فشيئًا من العاصمة. وباتت السياسة حديث كل سكان العاصمة السورية، بعد الهجمات الدامية الأخيرة التي أثارت قلقًا كبيرًا.

ففي 23 كانون الأول/ديسمبر، أوقعت عمليتان انتحاريتان ضد مقرين أمنيين في دمشق عشرات القتلى، وأكثر من 100 جريح. وفي السادس من كانون الثاني/يناير أوقع انفجار في حي الميدان في العاصمة عشرات الضحايا.

واتهم النظام quot;مجموعات إرهابية مسلحةquot; بالوقوف وراء هذه الاعتداءات، في حين نسبها معارضون إلى النظام السوري. كما أعلنت السلطات أخيرًا عن مقتل ضابط على أيدي quot;إرهابيين مسلحينquot;، بينما كان متوجّهًا إلى مقر عمله في دمشق، التي كانت حتى الآن في منأى نسبيًا عن أعمال العنف.

ودارت مواجهات مسلحة في نهاية الأسبوع بين منشقين وجنود في دوما، التي تبعد 20 كلم فقط عن العاصمة، في حين أعلن ناشطون خلال الأسبوع الماضي عن استيلاء الجيش السوري الحر، الذي يضم منشقين، على مدينة الزبداني على بعد 45 كلم شمال غرب دمشق.

وفي ضواحي دمشق الشرقية، في زملكا وسقبا وحمورية وكفر بطنا quot;التي حررت الأحد، باتت أعلام الاستقلال ترفرف في الساحاتquot;، بحسب ما صرح معارض لفرانس برس، طالبًا عدم الكشف عناسمه. ومنذ بدايتها، طالت حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد، ضواحي دمشق، حيث نزل الشبان العاطلون عن العمل إلى الشوارع للتظاهر احتجاجًا على القمع.

إلا أن دمشق، التي بقيت في مرحلة أولى بعيدة عن الاحتجاجات المناهضة للنظام، باتت تشهد الآن تظاهرات احتجاجية، وإن كانت قصيرة وقليلة العدد. وشملت هذه التظاهرات أحياء سكنية، مثل الميدان والمزة وكفر سوسة. ونتيجة لذلك، نشرت السلطات قوات الأمن والجيش بأعداد كبيرة.

ويقول الناشطون على موقع quot;الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011quot; على فايسبوك quot;إن دمشق أشبه بثكنة عسكريةquot;، ويؤكدون أنه يصعب التظاهر في العاصمة السورية. وازدادت الحواجز مع التدقيق في الهويات. وأقيمت سواتر ترابية قرب مقار قوات الأمن في ساحة العباسيين وحي القابون. وأغلقت شوارع قريبة من المقار الأمنية أمام حركة السير.