تامبا: كشف ميت رومني الذي يسعى للحصول على ترشيح حزبه الجمهوري للرئاسة عن ان دخله يبلغ 20 مليون دولار سنويا وانه يدفع ضرائب تقل عن تلك التي يدفعها العديد من الاميركيين، وذلك في احدث تطور في السباق المحتدم على الرئاسة في العام 2012.
ويرجح ان تتسبب هذ الارقام في احداث صدمة بين الاميركيين الذين يتركز اهتمامهم على quot;الحرب بين الطبقاتquot; وتزايد تفاوت الدخل بين الاغنياء والفقراء والذي ادى في الاشهر الاخيرة الى انطلاق احتجاجات quot;احتلواquot; في العديد من المدن الاميركية.

وتحت الضغوط، اضطر حاكم ماساشوستس السابق الذي يتنافس مع نيوت غينغريتش على ترشيح الحزب الجمهوري في تشرين الثاني/نوفمبر، الى الكشف عن سجله الضرائبي على الانترنت.
واظهرت تلك الارقام ان دخل رومني، رجل الاعمال الطائل الثراء، بلغ 21,7 مليون دولار خلال العام 2010 من عائدات الاستثمارات، و20,9 مليون دولار في العام 2011، ولكنه لم يدفع سوى نحو 3 ملايين دولار كضرائب خلال العام 2010، او نسبة 13,9% من دخله وهو ما يقل كثيرا عن ما يدفعه الكثير من الاميركيين.

وتصل نسبة ما يدفعه الاميركيين العاملين برواتب نحو 35% من دخلهم كضرائب فدرالية.
وقبيل الانتخابات التمهيدية الرئيسية التي ستجري في فلوريدا في 31 كانون الثاني/يناير، وافق رومني اخيرا على الكشف عن دخله بعد ان نادى المنتقدون الديمقرواطيون والمنافسون الجمهوريون بالكشف عن الثروة الهائلة التي حصل عليها من استثماراته.

ويتهم رومني بنهب الشركات وتدمير الوظائف خلال عمله لمدة 15 عاما في شركة quot;بين كابيتالquot; للاستثمار.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطاب حالة الاتحاد الى تغيير القوانين الضريبية بحيث يدفع الجميع حصصهم العادلة من الضرائب. وقال quot;ان كنتم تجنون اكثر من مليون دولار في السنة، فيجب ان لا يقل ما تدفعونه عن 30% من الضرائبquot;.

واضاف quot;وان كنتم تجنون اقل من 250 الف دولار في السنة مثل 98% من العائلات الاميركية، فيجب الا تزيد ضرائبكمquot;.
واكد رومني في مناظرة جرت بين متنافسين جمهوريين في وقت متاخر من الاثنين انه quot;لن يعتذر عن انه شخص ناجحquot;.

وقال الناقدون ان ارتفاع دخل رومني وانخفاض نسبة الضرائب التي يدفعها يؤكدان على الصعوبات التي يواجهها في التواصل مع الاميركيين العاديين في مسعاه للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري.
واظهر استطلاع نشرته مؤسسة quot;ببليك بوليسيquot; للاستطلاع تقدم غينغريتش بخمس نقاط مئوية متفوقا على رومني في ولاية فلوريدا الحاسمة في الانتخابات حيث بلغت النسبة 38% مقابل 33%، في تراجع عن التفوق الذي احرزه رومني في استطلاع اجري في نفس الولايات الاسبوع الماضي.

ولا يزال الاقتصاد الاميركي الذي يعد اكبر اقتصاد في العالم، يحاول التعافي من اسوأ ركود شهده منذ عقود، حيث بلغت نسبة البطالة نحو 8,5%، وسط نقاش حاد حول كيفية اصلاح قانون الضرائب.
وتظهر الوثائق التي نشرت الثلاثاء ان رومني، الذي يعد واحدا من الشخصيات الاكثر ثراء التي تسعى الى الحصول على الرئاسة -دفع نحو 6 ملايين دولار خلال العامين الماضيين كضرائب على دخل زاد عن 40 مليون دولار.

وقال ديفي بلوف، احد كبار مساعدي اوباما، ان ثراء رومني وانخفاض الضرائب التي يدفعها، يبرر راي الرئيس اوباما بان الوقت قد حان لاعادة هيكلة قانون الضرائب.
واوضح ان هذا quot;مثال جيد على حاجتها لتغيير قانون الضرائبquot;.

وصرح لتلفزيون ان بي سي quot;نريد مكافأة الثراء والازدهار والنجاح، ولكن اذا كنا نرغب في التقدم الى الامام كبلد وخفض العجز الذي نعاني منه والاستثمار في امور مثل التصنيع والتعليم، فكيف سنسدد تكاليف ذلك؟quot;
ويامل غينغريتش، الرئيس السابق لمجلس النواب، في ان يعزز وعد زوجة احد اصحاب الكازينوهات بضخ 5 ملايين دولار في حملته الانتخابية، موقفه في الحرب من اجل الحصول على ترشيح حزبه في ولاية فلوريدا.

وهزم غينغريتش منافسه رومني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ساوث كارولاينا السبت، حيث تقدم عليه باكثر من 12 نقطة مما عزز امال حملته الانتخابية التي اعتبرت بمثابة الميتة.
الا انه يتعرض لانتقادات شديدة بسبب كسبه 1,6 مليون دولار من عمله مستشارا لشركة فريدي ماك العملاقة للرهون العقارية خلال انهيار سوق الاسكان الذي ادى الى ركود الاقتصاد الاميركي.