أكدت أدلة جديدة من داخل سجن مصراته، التعذيب الذي يتعرض له الكثير من المعتقلين المؤيدين للزعيم الليبي السابق معمر القذافي، إذ دعت مفوضة حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة نافي بيلاي المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا الى بسط سيطرته الكاملة على كل السجون في البلاد.
التعذيب مستمرفي السجون الليبية |
طرابلس: برزت ادلة جديدة تشير الى ان مؤيدي الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي يتعرضون للتعذيب في سجون النظام الليبي الجديد.
وكشف عدد من معتقلي سجن في مصراته إنهم تعرضوا للضرب والجلد والصعق بالتيار الكهربائي، حيث أكد أحدهم quot;انهم تعرضوا للعذاب لفترات مطولة وللجلد بالاسلاك الكهربائيةquot;.
بينما اعلن سجناء آخرون إنهم تعرضوا للضرب حتى قبل وصولهم الى السجن.
وأوضح احدهم: quot;حقق معي في موقع تابع للجيش الوطني، كنت مصابا في ساقي حتى قبل بدء التحقيق، ولكنهم اصروا على ضربي على ساقي المصابة اثناء التحقيق حتى تورمت.quot;
وتأتي ادعاءات التعذيب الجديدة بعد مرور 100 يوم بالضبط على قيام المتمردين بقتل العقيد القذافي.
الا ان قائد المجلس العسكري في المدينة نفى هذه التهم.
ولكن المسؤولون عن السجن صرحوا إنهم على علم بأن النزلاء يتعرضون للتعذيب، ولكنهم عاجزون عن منع ذلك، حيث ان العديد من هذه السجون خاضعة لسيطرة ميليشيات مسلحة لا تأتمر بامر الحكومة.
ومن جانبها مفوضة حقوق الانسان لدى الامم المتحدة نافي بيلاي دعت المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا الى بسط سيطرته الكاملة على كل السجون في البلاد.
كما ان منظمة اطباء بلا حدود اعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري إنها بصدد تعليق عملياتها في احد سجون مصراته نظرا للعدد الكبير من حالات التعذيب التي اطلعت عليها.
وكانت المفوضة بيلاي قد عبرت يوم الجمعة الماضي عن قلقها من المعاملة التي يتلقاها السجناء في ليبيا، وعلى وجه الخصوص الافارقة الذين تتهمهم الميليشيات بموالاة القذافي.
وقالت المسؤولة الأممية لوكالة الاسوشييتيد بريس quot;هناك تعذيب واعدامات غير قانونية وحالات اغتصاب تطال النساء والرجال. ينبغي اتخاذ اجراء فوري لمساعدة السلطات الليبية لاستعادة سيطرتها على السجون ومراكز الاعتقال.quot;
ولكن ابراهيم بيت المال، الحاكم العسكري في مصراته، ينفي تهم التعذيب نفيا كاملا، ويتهم بدوره موجهي التهم بتنفيذ quot;آجندة خفية.quot;
ويقول بيت المال quot;اعتقد ان العاملين تحت ستار منظمات حقوق الانسان او اطباء بلا حدود هم في الحقيقة طابور القذافي الخامس. قد يكون بعض المتمردين قرروا الانتقام بشكل فردي، ولكن هذا لا يعني ان مكتبي امر السجون بتعذيب المعتقلين.quot;
وتقدر الامم المتحدة عدد المعتقلين في السجون الليبية بحوالي 8500 معتقلا، معظمهم متهمون بالولاء للقذافي.
وكانت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان قد ذكرت في وقت سابق إن اشخاصا عدة توفوا تحت التعذيب في السجون التي تديرها الميليشيات الليبية المختلفة.
وقالت المنظمة إنها شاهدت حالات عدة لمعتقلين في طرابلس ومصراته والغريان يعانون جروحا واصابات في الرأس والأطراف والظهر جراء تعرضهم للتعذيب.
في غضون ذلك، اعلنت منظمة اطباء بلا حدود انها بصدد تعليق عملياتها في مدينة مصراته بعد ان قامت بمعالجة 115 مصابا بجروح جراء التعذيب.
وعبرت الامم المتحدة من جانبها عن قلقها من الظروف التي يتعرض لها المعتقلون.
وقالت ناطقة باسم العفو الدولية في لندن يوم الخميس quot;إن جهات عسكرية وامنية رسمية، وميليشيات مسلحة متعددة تعمل خارج الهياكل القانونية، تقوم كلها بتعذيب المعتقلين.quot;
واضافت الناطقة دوناتيلا روفيرا quot;بعد الوعود التي قطعتها الجهات الحاكمة في ليبيا باخضاع المعتقلات للسيطرة الحكومية، صعقنا لاكتشاف انها لم تتقدم قيد انملة باتجاه وقف استخدام التعذيب.quot;
وقالت العفو الدولية إن معتقلين في السجون الليبية وصفوا اساليب التعذيب المتبعة هناك، ومنها الجلد بالسياط والاسلاك الكهربائية والضرب بخراطيم المياه البلاستيكية والسلاسل المعدنية والقضبان والصعق بالتيار الكهربائي.
من جانبها، قالت اطباء بلا حدود إنها استغلت من قبل الجهات التي تقوم بالتعذيب، حيث كانت تحيل المصابين اليها بين جلسات الاستجواب لافاقتهم.
وقال كريستوفر ستوكس المدير العام للمنظمة quot;إن دورنا يتلخص في توفير العناية الطبية لمصابي الحروب والمعتقلين المرضى، وليس لمعالجة المعتقلين بين جلسات التعذيب.
يذكر ان اكثر من 8500 معتقل، معظمهم متهمون بموالاة نظام العقيد معمر القذافي، تحتجزهم هذه الميليشيات في أكثر من 60 مركز اعتقال حسب ما افادت به نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان.
وقالت بيلاي quot;إن غياب الرقابة من جانب السلطة المركزية يخلق بيئة تساعد على استشراء التعذيب وسوء المعاملة.quot;
واضافت المسؤولة الدولية quot;لقد اطلع موظفو المفوضية على تقارير مرعبة عن وقوع انتهاكات في مراكز الاعتقال التي يزورونها.quot;
التعليقات