آخر تحديث: الأربعاء 3 أكتوبر الساعة: 9:00 ت. غ

بتكتم بالغ، شيّع حزب الله جثمان القيادي علي حسين ناصيف وآخريْن في بلدة بوادي البقاعية. ويقول الجيش السوري الحر إنه قتل ناصيف ومرافقيه في كمين نصبه لهم بالقرب من حمص.


بيروت: قتل ثلاثة قياديين من quot;حزب اللهquot; في كمين نصبه لهم الجيش السوري الحر بالقرب من مدينة حمص يوم الأحد في 30 أيلول (سبتمبر). وأكّد الجيش السوري الحر أن بين القتلى إلى جانب القيادي علي حسين ناصيف (شمص) الملقب بـ quot;أبو عباسquot;، عناصر من حزب الله. وقد أصيب في الكمين مرافقان لناصيف أحدهما من آل مصطفى والآخر من آل سماحة. ويخضع الأخير حالياً للعلاج في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.

وأكدت مصادر في بعلبك لوكالة quot;رويترزquot; أن quot;أبو عباسquot; ومرافقيه سقطوا قرب الحدود السورية اللبنانية، حيث تدور مواجهات بين الثوار السوريين وقوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت المصادر ذاتها أن الثلاثة قضوا نتيجة سقوط صاروخ على غرفة كانوا يرابطون فيها قرب بلدة القصير الحدودية بين لبنان وسوريا.

من جنازة القيادي في حزب الله اللبناني علي حسين ناصيف

ويضطلع ناصيف بمهام تنفيذية عسكرية ذات غايات أمنية منها ملاحقة مطلوبين لحزب الله. وقد أسندت إليه مؤخرًا مهمة الإستطلاع وقيادة جميع أعمال quot;حزب اللهquot; في سوريا، بالإضافة الى عمليات التنسيق بين القوات السورية وquot;حزب اللهquot;.

تفاصيل العملية

وكشفت المعارضة السورية تفاصيل عملية ناصيف وقالت إن ناصيف قتل بتفجير لغم أرضي أثناء مرور موكب كان يقله مع عناصر أخرى بالقرب من مدينة القصير.

وأشارت إلى أن القائد العام لكتائب الفاروق في مدينة القصير كلف quot;كتيبة البراءquot; في المدينة بشن هجوم على أهم نقطة استراتيجية للقوات السورية الحكومية في ريف المدينة، لوقوعها على الطريق الدولي باتجاه لبنان، ولوجود عناصر من حزب الله اللبناني في هذا الحاجز، المؤلف من مدرستين وفرقة حزبية ومستوصف.

وأضافت المعارضة أن الكتيبة حاصرت الحاجز لمدة 8 أيام متواصلة بالاشتراك مع كتيبة الزبير بن العوام وكتيبة الشيخ أحمد أمون وبعض كتائب الفاروق، مشيرة إلى أنه تم قتل قائد الحاجز الرائد رامي العلي و15 عنصراً من quot;الشبيحةquot;، بينما أصيب الملازم باسل شعبان وقتل 3 من عناصر من حزب الله كانوا يرتدون الزي الأسود.

وأوضحت المعارضة السورية المسلحة أن هذه العملية دفعت القوات الحكومية إلى إرسال تعزيزات لانتشال جثث عناصر حزب الله، بهدف إزالة أي آثار أو إثباتات لتورط حزب الله في دعم النظام السوري.

وكان على رأس هذه التعزيزات القيادي علي حسين ناصيف، وهو واحد من أهم القياديين في حزب الله داخل سوريا، بالإضافة إلى العقيد قيس كنجو وبعض عناصر الحزب وجنود النظام السوري.

وترافقت هذه التعزيزات مع غطاء جوي مؤلف من طائرة ميغ 23 ومروحيتين، وقصف شديد للحاجز العسكري، الأمر الذي منح هذه التعزيزات إمكانية الدخول للحاجز عبر طريق البساتين المتجهة من قرية النزارية في ريف القصير.

وقالت المعارضة السورية المسلحة إنه عند خروج هذه التعزيزات من منطقة الحاجز، تم تفجير لغم زرع على الطريق العام ما أدى إلى مقتل quot;أبو عباسquot; وقيس كنجو و3 من المرافقين، واستعاد عناصر كتائب الفاروق السيطرة على الحاجز قبل أن يتم تفجيره لمنع القوات الحكومية من العودة إليه والتمركز فيه.

قتل في مكان غامض

وقد شيّع حزب الله وأهالي بلدة بوداي البقاعية وجوارها جثمان ناصيف. ويقول التصريح الرسمي الصادر عن حزب الله إن ناصيفومرافقيه قتلوا أثناء أدائهم quot;الواجب الجهاديquot;، من دون ذكر المكان الذي أدوا فيه هذا الواجب.

وحضر تشييع ناصيف رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، ورئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيد، وعدد من العلماء والفعاليات الاجتماعية والحزبية والسياسية. وألقى الشيخ يزبك كلمة عدّد فيها مناقب الراحل الذي quot;عاهد على إكمال مسيرة الجهاد والمقاومة حتى النصرquot;.

عمليات دفن سريّة

ويعيد نبأ مقتل ناصيف إلى الواجهة الجدل الدائر حول ضلوع حزب الله في عمليات القتال إلى جانب نظام بشار الأسد. وكانت الولايات المتحدة اتهمت حزب الله بتوفير quot;التدريب والإرشاد والدعم اللوجيستي الواسعquot; للحكومة السورية، وهو ما نفاه الحزب.

وأعرب مسؤولون لبنانيون أيضًا عن اعتقادهم بأن حزب الله منخرط في الصراع الدائر في سوريا، مستشهدين في ذلك بعمليات دفن سرية لمقاتليه في مناطق يسيطر عليها الحزب. وبدأت رسائل النعي تظهر في بعض الصحف اللبنانية، دون ذكر الظروف والتفاصيل.

الحزب ينفي

من جانبه، نفى حزب الله لسكاي نيوز عربية مقتل ناصيف داخل سوريا. وقال مصدر مسؤول في الحزب إن هذا الاتهام بمشاركة الحزب في الأعمال القتالية داخل سوريا ليس بجديد، خصوصاً من قبل المعارضين للنظام.

ولفت المصدر إلى أن تشييعه جرى بطريقة علنية، وأن بيان الحزب قال إنه quot;استشهد خلال قيامه بواجبه الجهاديquot;، وهو تعبير يستخدمه حزب الله للإعلان عن مقتل عناصره من دون تحديد الأسباب أو المكان الذي قتلوا فيه. غير أن مصدر حزب الله أكد مقتله داخل الأراضي اللبنانية، رافضاً الدخول في أي تفاصيل كي لا تزج القضية في سجال إعلامي كما قال.