دنفر: ارتكب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن هفوة صبت في صالح الجمهوريين قبل اقل من 24 ساعة من اول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للرئاسة، اذ قال ان الطبقة الوسطى quot;طمرتquot; خلال السنوات الاربع الاخيرة.
ومع تواري الرئيس الديموقراطي باراك اوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني عن الانظار للاستعداد لمواجهتهما، سلطت الاضواء على هفوة بايدن التي سارع الجمهوريون الى اعتبارها اعترافا من الديموقراطيين قبل خمسة اسابيع من انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وتساءل بايدن مخاطبا مؤيدين في شمال كارولاينا حول خطة رومني الضريبية quot;كيف يمكنهم تبرير زيادة الضرائب على الطبقة الوسطى التي كانت مطمورة في السنوات الاربع الاخيرة؟quot;
وسعى البيت الابيض على الفور الى الحد من الاضرار فاوضح ان بايدن كان يقصد كيف ان سياسات الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش ظلت تضر بالطبقات الوسطى حتى في ولاية اوباما.
وقام بايدن نفسه بتصحيح هفوته فكتب في حسابه على موقع تويتر quot;ان الطبقة الوسطى طمرت بفعل السياسات التي دعمها رومني و(مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول) راينquot;.
غير ان الجمهوريين الذي يؤكدون ان الطبقة الوسطى تضررت جراء خطط اوباما الاقتصادية على مدى اربع سنوات، سارعوا الى اغتنام هذه الفرصة غير المنتظرة.
وكتب رومني في حسابه الرسمي على موقع تويتر quot;اننا اوافق جو بايدن الراي، الطبقة الوسطى طمرت فعلا خلال السنوات الاربع الاخيرة، ولذلك نحن بحاجة الى تغيير في تشرين الثاني/نوفمبرquot;.
كما رد راين بدوره فقال خلال تجمع في ايوا quot;البطالة تخطت 8% على مدى 43 شهرا واقتصادنا متعثر حاليا. قال نائب الرئيس جو بايدن اليوم ان الطبقة الوسطى كانت مطمورة خلال السنوات الاربع الاخيرة واننا نوافقه الرايquot;.
وتابع quot;هذا يعني ان علينا ان نوقف تدهورنا بانتخاب ميت رومني رئيسا مقبلا للولايات المتحدةquot;.
واشار الجمهوريون الى انه بوسع رومني استغلال هذا الامر في المناظرة التلفزيونية غير ان فريق اوباما حذر من انه سيترتب على المرشح الثري بالاحرى ان يوضح ان كانت اصوله وشركاته في الخارج تهدف الى التهرب من دفع ضرائب.
والمحت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير عشية المناظرة في دنفر الى ان الترتيبات الضريبية التي اجرتها quot;باين كابيتالquot;، شركة الاستثمار التي انشأها رومني، قد تكون ساهمت في زيادة ثروته.
وقال جين بساكي المتحدث باسم اوباما الاربعاء quot;هذا يطرح الكثير من التساؤلات يجب على حملة رومني ان ترد عليهاquot;.
واضاف quot;نتطلع الى سماع ما سيقولهquot;.
ودققت الصحيفة في الاف الوثائق الخاصة بشركة باين وغير المنشورة سابقا تتعلق بعشرات الشركات في الخارج quot;اوفشورquot; مقرها في جزر كايمان.
وكتبت الصحيفة ان الترتيبات سمحت في بعض الحالات لرومني بتجنب دفع ضرائب على حسابه التقاعدي لدى باين وقد تكون خفضت الضرائب على الدخل المترتبة عليه.
وفي هذه الاثناء يستكمل المرشحان التحضيرات للمناظرة التي سيتابعها عشرات الملايين وقد تشكل المحطة المحورية في حملة انتخابات 2012 وتساهم في رسم المسار السياسي المستقبلي للخصمين.
وسيسعى اوباما الى اثبات جدارته كقائد اعلى استطاع ان يخرج اميركا من انكماش اقتصادي خطير، فيما سيستهدف رومني سجل الرئيس في السياسة الخارجية ويلقي عليه مسؤولية البطء الذي يسجله النهوض الاقتصادي.
وقضى المرشح الجمهوري نهاره برفقه كبار مساعديه وسناتور اوهايو روب بورتمان الذي يلعب دور اوباما في مناظرات تدريبية. وحين خرج المرشح من خلوته لتناول الغداء في احد مطاعم دنفر ساله صحافيون ان كان جاهزا فقال quot;تقريباquot;.
كذلك اخذ اوباما استراحة وسط خلوة الاستعداد للمناظرة لزيارة سد هوفر الضخم على نهر كولورادو والذي يشكل رمزا لمشاريع الاشغال العامة التي جرت في اعقاب ازمة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
وقال متجاهلا اسئلة الصحافيين حول سير تمارينه quot;انه مذهل، لم يسبق لي ان شاهدتهquot;.
من جهتهم يعمل منظمو المناظرة على وضع اللمسات الاخيرة على القاعة التي ستجري فيها وقد علقت فوق المنصة لوحة ضخمة عليها النسر الاميركي وعليها لافتة كتب عليها quot;الاتحاد والدستور الى الابدquot;.
وقالت جانيت براون المديرة التنفيذية للجنة المناظرات الرئاسية انه سيطلب من الحضور الذي سيضم الف شخص معظمهم مدعوون وطلاب من جامعة دنفر ان يلتزموا بالسلوك المطلوب.
وقالت quot;القواعد المتبعة تفرض على كل من يدخل ان ياخذ نفسا عميقة ثم ان يحبس انفاسه على مدى تسعين دقيقة. لا ضجيج، لا تصفيق، لا مداخلة من اي نوع كانتquot;.
وتابعت quot;الهدف من ذلك هو ابقاء التركيز على المرشحين وارائهماquot;.
ويتقدم اوباما على رومني حاليا بست نقاط على المستوى الوطني بحسب اخر استطلاع يومي للراي اجراه معهد غالوب، كما يتفوق عليه في معظم الولايات الاساسية بما فيها اوهايو وفرجينيا.
وفي واشنطن كشف استطلاع للراي اجرته صحيفة واشنطن بوست وتلفزيون ايه بي سي عن تقدم اوباما فقط ب49% مقابل 47% لرومني، غير انه اظهر في مؤشر مهم ان الناخبين المترددين في الولايات التي لم تحسم امرها بعد يؤيدون الرئيس ب52% مقابل 41%.
التعليقات