مجسم لبوابة براندنبورج البرلينية في شوارع ميونيخ

ميونيخ: شهدت مدينة ميونيخ احتفالات صاخبة شارك فيها سياسيون، وشخصيات عامة، ومشاهير من المجتمع الألماني. واحتشد المشاركون في وسط المدينة احتفالا بمناسبة مرور 22 عام علي الوحدة الألمانية.

وتستمر الاحتفالات الكبيرة لمدة يومين، وقد شارك في بداية احتفالات الأمس أكثر من 1500 شخص، على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، والرئيس الألماني، يواخيم جاوك ورئيس ولاية بافاريا هورست ذي هوفر.

وبدأت الاحتفالات بتجمع كافة الضيوف في كنيسة سانت مايكل في وسط المدينة وحضور قداس تحدث فيه الكاردينال راينهارد ماركس و المطران هاينريش بيدفورد- حيث حذر من اتجاه ألمانيا الي انتهاج الحكم الآحادي والغطرسة في حل المشاكل الأوروبية.

أما موربرت لاميرت رئيس البرلمان الألماني فقد دعى خلال حفل لاحق في دار الأوبرا البافارية الى أن تعود أوروبا موحدة وقوية وقال في هذا الصدد إن أوروبا هي أكبر من مجلس إدارة يدير شؤونها الحكام، وهي أكبر من جهاز لإبرام العقود بل هي أكبر حتى من اليورو، لذلك يجب أن يتم حل قضايا القارة بعيدا عن البيروقراطية، مشدداً على أن ألمانيا ليست وحدها في القارة وعليها التعامل مع الشركاء الأوروبيين.

هذا وأغلق شوارع وسط المدينة بالكامل، ففي شارع لودفيح الطويل أقيمت نماذج لأشهر المواقع الألمانية، حتى يخيّل لزائر أنه قام بجولة حول ألمانيا.

وأثبتت ولاية بافاريا بتنظيمها للمهرجان إنها جديرة بالرئاسة الدورية لمجلس الولايات الألمانية، ذلك إن احد لا يستطيع التفوق عليها في هكذا تنظيم، بالإضافة إلى أن الولاية تعتبر في طليعة الولايات الألمانية.

وفي سياق متصل انتهزت الولاية هذه الاحتفالات الصاخبة للقيام بالتعريف عن نفسها بين الولايات الأخرى والعالم الخارجي وقدمت للمشاهدين والزوار كل المعلومات المتاحة عن متانتها الإقتصادية.

وكان لحضور الرئيس الألماني يواخيم جاوك الاحتفالات نكهة خاصة، فهي المرة الآولى التي يحضر فيها احتفال للوحدة بصفته الرسمية خاصة وانه كان احد اهم ناشطي حقوق الإنسان في ألمانيا الشرقية سابقاً. وكان جاوك قد حصل قبل انتخابه رئيساً للجمهورية على تأييد واسع وصل إلى 68% من مواطني الشرق و71% من مواطني الغرب وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجراه معهد quot;دامبquot; آنذاك.

وهذه النتيجة أكدت على تقارب كبير بين شرق وغرب ألمانيا في وجهات النظر والتوجهات خاصة بعد الوحدة وهذا ما يدحض الادعاءات القائلة بأن هناك ثمة فوارق جوهرية لا يمكن ان يتفق فيها مواطنو الشرق والغرب.

القادة الالمان في الاحتفال

من جهة أخرى أكدت دراسة معهد quot;جون استيوارت ميل لدراسات الحرياتquot; حول الإحساس الذاتي بالحرية لدى الألمان ان الفوارق بين الشرق والغرب قد تقلصت الي ادني مستوي لها، حيث أعطى المان الشرق تقييماً متوسطاً حول إحساسهم بالحرية الشخصية وهذا يعني ان الإحساس بالحرية المتزايدة لدى مواطني الشرق هي الأكثر تعبيراً عن التقارب بين الجانبين. كما تقدم الدراسة نتائج أخرى تثبت quot;التوجه القوي نحو الحريةquot; لدى الشباب الألماني، حيث وافق 56% من الشرق و58% من الغرب من بين الشباب دون الثلاثين على ان الحرية تصنع السعادة.