فنزويلي يمر أمام ملصقات إنتخابية لهوغو تشافيز

يدلي الناخبون الفنزويليون بأصواتهم اليوم الأحد في أكبر تحدٍ انتخابي يواجهه الرئيس المنتهية ولايته هوغو تشافيز خلال 14 عامًا في السلطة، في مواجهة مرشح المعارضة الشاب انريكي كابريليس رادونسكي.


كراكاس: قبل أسبوع من الاقتراع في الانتخابات الفنزويلية، تشير غالبية استطلاعات الرأي الى تقدم الرئيس المنتهية ولايته، لكن كابريليس (40 عامًا) تمكن من تقليص الفارق بين المرشحين الى حد كبير واصبح يشكل اكبر تهديد انتخابي يواجهه تشافيز منذ انتخابه للمرة الاولى في نهاية 1998.

وفتحت مراكز التصويت ابوابها في الساعة 6:00 بالتوقيت المحلي (10:30 ت غ). وحتى قبل افتتاح صناديق الاقتراع بدأت طوابير الانتظار تتشكل امام بعض مراكز التصويت البالغ عددها 13800 في البلاد. وتستمر عمليات التصويت حتى الساعة 18:00 لكن مراكز الاقتراع لا يمكن ان تقفل طالما بقي ناخب واحد ينتظر دوره للتصويت. وقد انتشر حوالى 139 الف عسكري في كافة ارجاء البلاد لضمان امن الاقتراع.

وقبل بزوغ الفجر قام انصار الرئيس المنتهية ولايته بنفخ الابواق في كل مكان تقريبا من العاصمة لدعوة الناخبين للتوجه باسرع وقت الى صناديق الاقتراع لكي يتأكد النصر quot;قبل الظهرquot; كما طلب هوغو تشافيز من مناصريه اثناء اخر مهرجانات حملته الانتخابية.

ودعي نحو 19 مليون ناخب فنزويلي للادلاء باصواتهم اليوم الاحد للاختيار بين الرئيس اليساري هوغو تشافيز (58 عاما) الحاكم منذ 1999، والحاكم السابق المدعوم من ثلاثين حزبا في المعارضة انريكي كابريلس رادونسكي (40 عاما).

وقال تشافيز في مؤتمر صحافي السبت: quot;تلقينا بالاجماع من القطاعات السياسية ورئيس المؤتمر الاسقفي ومالكي وسائل الاعلام، تأكيدًا لفاعلية وشفافية ومصداقية النظام الانتخابي الفنزويليquot; الذي يعتمد على اجهزة الكترونية للتصويت.

مرشح المعارضة الشاب انريكي كابريليس رادونسكي

وكان تشافيز الذي يتمتع بحضور كبير وواجه محاولة انقلاب في 2002 ثم اصيب بالسرطان ما جعله يخضع لعمليتين جراحيتين وعلاجات طبية قاسية في الاشهر ال15 الاخيرة، وعد بأن تصبح quot;الثورة الاشتراكية غير قابلة للتراجعquot; في السنوات الست المقبلة اذا فاز في الاقتراع.

وما زال زعيم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية البالغ من العمر 58 عامًا ويقود الدولة التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، يتمتع بدعم شعبي كبير بعد 13 سنة في السلطة، خصوصًا بسبب البرامج الاجتماعية العديدة التي طبقها والممولة من عائدات النفط.

اما كابريليس الذي اختاره في شباط/فبراير حوالي ثلاثين حزبًا يمينيًا معارضًا، فقد وعد بانهاء الانقسام السياسي بين مؤيدي تشافيز ومعارضيه ومكافحة غياب الامن والمصالحة بين القطاعين العام والخاص، مستوحيًا من النموذج الذي يطبقه يسار الوسط في البرازيل.

وقد دعا تشافيز في مؤتمر صحافي في قصر الرئاسة السبت quot;كل الاطراف السياسية الفاعلة من اليسار واليمين والوسط الى الاستعداد نفسيًا لقبول النتائجquot;. واضاف أن quot;العالم لن ينهار امام أحدquot; ايًا كانت نتيجة هذه الانتخابات.

وقال تشافيز quot;انني واثق من أن كل شيء سيجري بطريقة سلمية وأن الاطراف السياسية الفاعلة الرئيسية ستعترفquot; بالنتائج الرسمية التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني. الا أنها يمكن أن تبقى مفتوحة طالما أن الناخبين الحاضرين لم يدلوا بأصواتهم بعد.

لذلك دعا المرشحان والمجلس الانتخابي الوطني الناخبين الى التوجه الى مراكز الاقتراع في وقت مبكر حتى لا يتأخر اعلان النتائج الذي يتوقع بعد حوالي ثلاث ساعات من اغلاق آخر مركز للتصويت. لكن المجلس الانتخابي اكد ايضًا أنه لن يعلن أي نتائج الا بعد أن quot;يصبح اتجاهها غير قابل للتغييرquot;.

وسينتشر حوالي 139 الف جندي في البلاد لضمان أمن العملية الانتخابية. كما اغلقت فنزويلا السبت حدودها امام quot;الافراد والمركباتquot; في اجراء يشرف عليه الجيش على الحدود مع البرازيل وكولومبيا وغويانا.

وفي اطار التدابير الامنية ايضًا، منع المواطنون من حمل السلاح منذ بعد ظهر الجمعة وحتى بعد ظهر الاثنين، وكذلك بيع المشروبات الروحية، وامرت الشرطة بالبقاء في ثكناتها ووضعت تحت تصرف الجيش. وستجري الانتخابات تحت انظار عشرات الآلاف من المراقبين من الحزبين وهيئات مستقلة الى جانب حوالي مئتي quot;مواكب دوليquot; لها.