أردنيون يطالبون بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة

من دون الاكتراث إلى عرض سخي قدّمته إليه عشيرته أو إلى تهديد بأنّها ستتبرأ منه ما لم يعتذر عن قبول المنصب، غلّب وليد عبيدات الوظيفة على إرادة العشيرة وقبل تعيينه سفيرًا للأردن في إسرائيل، فاتحًا شهيّة الإخوان المسلمين على المطالبة باستفتاء عام حول اتفاقية وادي عربة.


زكي بني ارشيد

عمّان: أدى السفير وليد عبيدات اليمين القانونية أمام الملك عبد الله الثاني يوم الاثنين بمناسبة تعيينه سفيرا للأردن لدى إسرائيل.

من المناسب استحضار البيئة السياسية التي أنتجت اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، والتغيير الجوهري الذي وضع العالم العربي في مناخ سياسي واجتماعي جديد. فمن هنا، يمكن القول إن خطوة إعادة تعيين الحكومة الاردنية سفيرًا لها في تل أبيب لم يراع هذا المتغير المفصلي في إدارة السياسة الخارجية، وتحديدًا في ما يتصل بالعلاقة مع اسرائيل. هذا ما صرح به زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، لـ quot;ايلافquot; في حوار صريح حول موقف الحركة من قرار تعيين السفير الاردني وليد عبيدات في تل أبيب.

وعن مدى فعالية العلاقة الاردنية الاسرائيلية، قال بني ارشيد: quot;إذا كانت النخب الرسمية قد تفهمت مسوغات الدولة في اقامة العلاقة واستمرارها وعلى كل المستويات عند توقيع المعاهدة، فإن تلك المبررات لم تعد تقنع أحدًا، لأنه لم يتحقق للأردن أي فوائد من اتفاقية وادي عربة، لأن المخاطر التي كانت

وليد عبيدات لحظة ادائه القسم الدستور مساء الإثنين

تهدد الدولة الاردنية لم تتوقف بل ازدادت في ظل اليمين الإسرائيلي المتطرف ومشاريع ليبرمان واللداد والوطن البديلquot;.

وأضاف: quot;لم يتوقف البحث في موضوع احتلال اسرائيل للاردن في العام 2003، والاعتداءات المتواصلة والمستمرة للمقدسات، ما يعني انتهاك إسرائيل نصوص المعاهدة، ما يستوجب إعادة النظر فيها، ومن هنا معارضتنا إعادة السفيرquot;.

العشيرة تقدم عرضًا... فتتبرأ

في هذا السياق، أكدت عشيرة عبيدات أنها قدمت لولدها وليد، الذي أدى اليوم الاثنين اليمين الدستورية كسفير لبلاده في إسرائيل، قدمت له عرضًا مغريًا ليرفض مهمة سفير المملكة الأردنية الهاشمية في تل أبيب.

وقال المهندس عبدالله عبيدات، أحد وجهاء العشيرة ونقيب المهندسين الأردنيين لـ quot;إيلافquot;: quot;عرضت عشيرتنا على وليد عبيدات، أن يتقاضى راتبًا مدى الحياة يكون ضعف راتبه في السفارة، أي ما يعادل خمسة ملايين دينار، مقابل رفض الوظيفة في إسرائيلquot;.

عبدالله عبيدات

والعرض لا ينتهي عند الحدود المالية، إذ كشف نقيب المهندسين أن وفد العشيرة، الذي فاوض السفير ووالده، عرض على وليد إعلانه فورًا مرشحًا باسم إجماع العشيرة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة إذا رفض الوظيفة، الأمر الذي يشكل له ضمانة أكيدة للحصول على مقعد برلماني ولعدة دورات مقبلة.

وانتقد عبيدات ما وصفه quot;بالاستقبال الفاتر الذي حظي به وفد العشيرة خلال لقائه السفير وليد، كون والده لا يزال يرفض وبقوة الخضوع لرأي العشيرة، وهو ما يدل على أن السفير الشاب حسم خياره، وهو ميّال لقبول الوظيفة حفاظًا على مستقبله الوظيفي في الدولةquot;.

وهذا يعني، بحسب نقيب المهندسين، أن quot;قبيلة ابيدات في طريقها لإعلان البراءة من وليد عبيدات، إذا ما ذهب في قراره حتى النهاية، وقبل تولي مهام وظيفته الجديدة في تعبير جديد وغير مسبوق للتأزم على المستوى العشائري الاجتماعيquot;.

جودة يستهجن

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن الأردن quot;تعرض خلال السنوات الماضية لضغوط كبيرة من أجل تعيين سفير أردني في اسرائيل، لكننا اخترنا التوقيت بكامل حريتنا، ويصب هذا التعيين في خدمة مصالح الاردن العليا وحماية للقضية الفلسلطينية وفي مقدمها الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس التي هي تحت الرعاية الاردنيةquot;.

وزير الخارجية الأردني ناصر جودة

واستغرب جودة الجدل الدائر حول هذه المسألة، وقال: quot;نؤكد أن السفير وليد عبيدات سيقوم بواجبه كدبلوماسي محترف، ولا أجد أن ذلك يستحق هذا الجدال، فمصر التي يحكمها الاخوان المسلمون قررت هي أيضًا تعيين سفير لها في تل أبيب، فلماذا هذا الهجوم على الحكومة؟quot;.

إعادة النظر بكامب دايفيد مسألة وقت

وفي رد على تساؤل جودة حول إخوان مصر وتعيينهم سفيرًا لدى إسرائيل، أكد أرشيد أن الحركات الإسلامية المنتمية لتيار الإخوان المسلمين ترفض الاعتراف بإسرائيل أو إقامة أية علاقات معها، علمًا أن معاهدة كامب ديفيد ليست من إنتاج الإخوان، وإنهم - اي الاخوان - quot;دفعوا ثمنًا باهظا لمناهضتهم تلك الاتفاقيةquot;.

يقول: quot;ما زال برنامج الاخوان في مصر في بداياته الاولى داخليًا وخارجيًا، ومن المبكر استنتاج تساوي الموقف الرسمي الاردني والمصري، بمعنى آخر ننتظر الايام لتجيب بوضوح عن الموقف المصري، وهناك فرق بين من يسعى للخروج من قفص المعاهدة وفقًا لجدولة زمنية معينة، وبين من يسعى لتكريسها ويعتبرها مصدرًا لشرعية الوجود والبقاءquot;.

كما ثمن بني ارشيد موقف عشيرة عبيدات quot;الوطني لرفضهم تعيين أحد ابناء العشيرة لذلك الموقع، والسفير المعين مخيّر الآن بين قبوله المنصب رسميًا حكوميًا، مثل أي موظف يعين في أية وظيفة، وبين حرصه على الانتماء للعشيرة الكريمة، بل وللمصالح الاردنية العليا، وفقًا لرؤية كل القوى الوطنية التي رفضت المعاهدة المشؤومة وكل ما صدر عنهاquot;.

يذكر بني أرشيد بان quot;الوحيد الذي أعلن رفضه اتفاقية وادي عربة بوضوح عند التصويت عليها في العام 1994 هو دولة الأستاذ أحمد عبيدات، الذي يعتبر أبرز رموز العشيرةquot;.

وأضاف: quot;إذا حصل استفتاء شعبي اليوم على المعاهدة لتم رفضها بنسبة تفوق 99 بالمئة، وهي النسبة نفسها التي أعلنتها بعض مراكز الأبحاث حين مسحت آراء الأردنيين ووقفت على رفضهم للسياسة الصهيونية الاميركيةquot;.