هذه دنيا صارت فيها المغنية توليسا مخترعة laquo;البنسلينraquo; ووين روني من كبار العلماء. وهذا بينما يجلس آنشتاين في طاقم قضاة laquo;إكس فاكتورraquo; ويقنع ستيفن هوكينغ بالعمل مصففا للشعر... مرحبا بكم الى العالم تبعا لثلث تلاميذ المرحلة التعليمية الوسطى في بريطانيا.
لو استخف شخص ما بسطوة التلفزيون (والإنترنت) في الغرب خصوصا، فلينظر الى تلاميذ بريطانيا في عمر التعليم المتوسط (11 إلى 14 عاما).
فقد أظهر مسح وسط وسط هؤلاء الصبية أن حوالي ثلثهم يعتقد أن ألبرت اينشتاين نجم لامع في سماء برامج الواقع التلفزيونية. وليس هذا وحسب، بل أن 29 في المائة يقولولون إنهم رأوا بأعينهم صاحب النظرية النسبية وهو يتخد مقعده وسط طاقم الحكّام إما في X Factor laquo;إكس فاكتورraquo; (العلامة الفارقة) أو Britain's Got Talent laquo;بريتينز غوت تالانتraquo; (بريطانيا تتمتع بالموهبة) ، وكلاهما من برامج منافسات المواهب الفنية.
وقس على ذلك... فقد أخفق أكثر من ثلث تلاميذ المدارس اولئك في التعرف على أهم العلماء في تاريخ بريطانيا والعالم وانجازاتهم العلمية الهائلة، مثل السير آيزاك نيوتين واكتشافه الجاذبية. وهذا رغم أنه واكتشافه جزء من المقرر الدراسي.
ومن باب رش الملح على جراح الذي يجأرون بالشكوى من تدني المستويات التعليمية بسبب زحف التلفزيون والإنترنت، فإن 6 في المائة من التلاميذ يعتقدون أن شرف اختراع laquo;البنسلينraquo; يعود الى توليسا كونتوستفالوس، مغنية البوب البريطانية التي تزداد بريقا الآن لكونها أحد قضاة laquo;إكس فاكتورraquo;،
وفي غضون ذلك فإن أكثر من مليون تلميذ يعتقدون أن مغني laquo;الرابraquo; ، بروفيسير غرين، إنما هو أكاديمي محاضر بالجامعات. وأضف الى هذا أن35 في المائة يعتقدون أن بوريس جونسون، عمدة لندن الذي لمع اسمه وسط اليافعين بشكل خاص مع نجاح ألعاب 2012 الأولمبية، هو الذي اكتشف الجاذبية (وليذهب نيوتن حيث شاء).
ووجد البحث، الذي موّلته مؤسسة laquo;هايرraquo; للأدوات المنزلية الكهربائية ونقلت فحواه صحيفة laquo;ديلي ميلraquo;، أن 25 في المائة يعتقدون أن وين روني، نجم laquo;مانشيستر يونايتدraquo;، من أعمدة العلوم أيضا. وإذا كان روني عالما، فمن الحري ببروفيسير الفيزياء ستيفن هوكينغ أن يكون laquo;مصفف شعرraquo; تبعا لنحو 22 في المائة من التلاميذ.
وتُرجع هذه النسبة الأخيرة نفسها تأسيس laquo;فيس بوكraquo; الى توماس اديسون، مخترع المصباح الكهربائي (رغم أن البقية أجابت صوابا ونسبته الى مارك زوكربيرغ). ورغم أن المتوسط الاسبوعي الذي يمضيه اولئك التلاميذ أمام شاشة التلفزيون يبلغ 17 ساعة و34 دقيقة، فقد عجز 45 في المائة منهم عن التعرف الى مخترعه جون بيرد.
ويقول جيف مودي، أحد المشرفي على البحث في مؤسسة laquo;هايرraquo;: laquo;لا شك في أن من دواعي التنبّه الى حال التعليم أن يكون اسم مارك زوكربيرغ معروفا لتلاميذ اليوم، بينما الذين يقفون وراء اختراعات أحدثت الثورات العلمية العظمى في العالم الحديث مجهولون تماما لديهمraquo;.
التعليقات