تسبب بطء وتيرة الانتعاش نتيجة إعصار ساندي في توليد حالة من الإحباط والغضب في كل أنحاء نيويورك الجمعة، في الوقت الذي بدأ يعاني فيه السكان نقصًا في الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، وتولد شعور بين هؤلاء الموجودين في الأقسام الخارجية للمدينة بأن معاناتهم يتم تجاهلها، ولا يتم الاكتراث بها بأية حال من الأحوال.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: في حي استاتن آيلاند، حيث توفي 19 شخصاً نتيجة الإعصار، أكثر من أي مكان آخر في ولاية نيويورك، امتزج الغضب هناك نتيجة نقص المساعدة الفيدرالية باليأس والمرارة.

نقلت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن جيم برينان، أحد رجال مطافئ نيويورك المتقاعدين، قوله: quot;لا أرى وجود لسلاح المهندسين. ولا حرس وطني. ولا صليب أحمر. ولا إدارة خاصة بحماية البيئة في نيويورك. ولا شاحنات قمامة. والأعلام الأميركية ترفرف في أنحاء هذا الحي كافة. والسؤال الآن أين حكومتنا؟quot;.

وألغى العمدة، مايكل بلومبيرغ، ماراثون كانت إقامته مقررة يوم غد الأحد في نيويورك، بعدما رضخ لآراء المنتقدين، الذين قالوا إنه سيكون من غير اللائق أن يستضيفوا حدثاً رياضياً بينما ما زالت السلطات تقوم بإخراج الموتى من حطام الإعصار.

وقال بلومبيرغ متحدثاً للصحافيين صباح يوم الجمعة quot;بينما عاد جزء كبير من مدينتنا إلى طبيعته، فقد خلف الإعصار الذي أفقد بعض من سكان الولاية أحباباً لهم جرحاً أظن أنه لن يلتئم. ولمن فقدوا منازلهم أو أعمالهم، فإن التعافي سيكون صعباً وطويلاًquot;.

هذا وقد ارتفع عدد القتلى في الولاية إلى 41 من إجمالي 100 شخص راحوا ضحية الإعصار. ولفت في هذا الإطار كوري بوكر، عمدة نيويورك، إلى أن هناك روايات كثيرة عن الصعوبات والمحن التي لم يتم التحدث عنها، لافتاًً إلى أنهم سيواصلون الجهود.

وأضافت الصحيفة أن السكان على طول الساحل الشرقي بدأوا يتعاملون مع حالة الخراب التي نجمت من الإعصار، والتي وجّهت لطمة غير مسبوقة إلى اقتصاد المنطقة، ما أدى إلى وقوع خسائر تزيد على 50 مليار دولار، وإجبار مئات الآلاف على إعادة بناء حياتهم.

وفي ظل الأزمة التي بدأ يواجهها كثير من السائقين بخصوص نقص الوقود، وهو ما بدأ يؤثر بالتالي على أعمالهم، بدأت تتعامل إدارة أوباما مع الأزمة، حيث سيتم توفير ما يقرب من 22 مليون غالون من الوقود للمناطق المنكوبة في كل أرجاء منطقة نيويورك.

وأكد بلومبيرغ في هذا الإطار أنهم ماضون نحو إعادة كل جوانب الحياة هناك إلى طبيعتها، ثم سرد كثير من السكان أوضاعهم المأساوية مع الإعصار الذي جاء على الأخضر واليابس، مستنكرين في الوقت عينه نقص المساعدات من جانب أطراف عدة هناك.