بعد أشهر من سباق محموم وانفاق مئات ملايين الدولارات على الدعاية الانتخابية، يستعد الأميركيون ليوم الإقتراع. وتشهد الساعات الأخيرة التي تسبق بدء الانتخابات أكثر من أربع عشرة جولة انتخابية يقوم بها المرشحان في ثماني ولايات.


واشنطن: يستعد الأميركيون يوم الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية ليختاروا بين مرشحين، الرئيس الديموقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني.

وسيكون انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة في أيدي ناخبي عشر ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الاخيرة في الحملة. ويصب هذا النظام الى حد ما في صالح الرئيس باراك أوباما الذي يكفيه الفوز بعدد منها فقط ليبقى في البيت الابيض، في حين يتعين على منافسه الجمهوري ميت رومني الفوز فيها كلها تقريبًا وخاصة اوهايو.

وقال محللون إن أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة قد تحسم النتيجة النهائية للانتخابات حيث تشير استطلاعات الرأي إلى فروق لا تذكر بين المرشحين ما يجعل من المتعذر التكهن بالفائز في السباق الانتخابي.

لذلك قرر رومني تمديد حملته الانتخابية التي بدأها قبل 18 شهرًا حتى الثلاثاء، أي يوم الاقتراع، لكي يعود لزيارة ولاية اوهايو المهمة وولاية بنسلفانيا التي تميل الى الديموقراطيين. غير أن الاستطلاعات تظهر تقدم الرئيس باغلبية بسيطة ولكن ثابتة في اوهايو، وقد تكون الفرصة اكبر امام اوباما للفوز في الولايات القليلة الحاسمة التي ستقرر نتيجة الانتخابات.

أما أوباما فاختتم مساء الاثنين حملته الانتخابية في ايوا (وسط) مستعيدًا ذكريات بداية سباقه الى البيت الابيض في 2008 في هذه الولاية لكي يقنع الاميركيين بمنحه ولاية ثانية الثلاثاء.

وامام حوالي عشرين ألف شخص تجمعوا وسط الصقيع في وسط العاصمة دي موين تطرق اوباما الى سنتي 2007 و 2008 حين لم يكن quot;احد بامكانه لفظ اسميquot; مشيرًا الى أن تجمعاته الانتخابية آنذاك لم تكن تجتذب سوى 20 شخصاً. واضاف quot;من هنا انطلقت حركتنا من اجل التغيير، وهنا خلف المنصات يوجد المبنى الذي كان يضم مقر حملتنا في 2008quot;.

وفي مطلع 2008 وفي ايوا التي تنظم تقليديًا اول عمليات الاقتراع ضمن الانتخابات التمهيدية، فاز السناتور اوباما انذاك على المرشحين الاوفر حظاً لدى الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون وجون ادواردز ما اطلق عملية ترشيحه للرئاسة.

وقال اوباما الذي بدت عليه علامات التأثر والتعب بعد خمسة ايام متتالية من الحملة الانتخابية بوتيرة متسارعة quot;بعد كل ما عايشناه وبعد كل ما قاتلنا من اجله، لا يمكننا التخلي عن التغيير الآنquot;. وختم بالقول quot;انا احبكم جميعا، اذهبوا للتصويت ولنواصل المضي الى الامامquot; قبل أن يتوجه الى شيكاغو في ولاية ايلينوي المجاورة، معقله حيث سينتظر نتيجة الانتخابات مساء الثلاثاء.

دعوى في فلوريدا

وقدم الديموقراطيون في فلوريدا دعوى أمام القضاء الفيدرالي غداة مشاكل واجهها ناخبون خلال اقتراعهم المبكر، ما اعاد الى الاذهان ما شهدته الانتخابات الرئاسية قبل 12 عاماً حين اعيد فرز ملايين الاصوات في معمعة فاز في نهايتها جورج بوش على آل غور.

وفي هذه الولاية quot;المتأرجحةquot; التي تعد اكبر عدد من كبار الناخبين في المجمع الانتخابي، والتي تعتبر الكفة المرجحة لكلا المرشحين، قدم الحزب الديموقراطي دعوى فيدرالية يحتج فيها على ظروف تنظيم عمليات الاقتراع المبكر المخصصة للناخبين الذين لا يمكنهم التصويت الثلاثاء.

والسبب في الاعتراض هو قانون اصدره قبل عام حاكم الولاية الجمهوري ريك سكوت وخفض بموجبه عدد الايام المخصصة لعمليات الاقتراع المبكر من 14 يوماً الى ثمانية ايام تنتهي رسميًا السبت، علمًا بأن عمليات الاقتراع المبكر يستفيد منها تقليديًا في هذه الولاية الديموقراطيون.

ولكن الاحد تم ابلاغ ناخبي مقاطعة ميامي ديد أنه لا يزال بامكانهم الادلاء بأصواتهم وفق نظام الاقتراع المبكر في هذا اليوم بين الساعة 13:00 والساعة 17:00، ولكن ما هي الا ساعة واحدة بعد فتح مكتب الاقتراع ابوابه، عاد المكتب واقفل ابوابه بدعوى استحالة أن تتمكن الطوابير الطويلة من الناخبين الذين حضروا، من الادلاء بأصواتهم في الفترة المخصصة.

وبحسب صحيفة ميامي هيرالد فان غلق المكتب اثار حفيظة حوالي 200 ناخب كانوا ينتظرون امامه ولم يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم فما كان منهم الا أن اخذوا يهتفون quot;نريد أن نصوت، دعونا نصوت!quot;. ويطالب الحزب الديموقراطي في دعواه القضاء الفيدرالي أن يجبر منظمي الانتخابات في مقاطعة ميامي ديد وكذلك ايضًا في مقاطعتين أخريين على تنظيم عمليات اقتراع مبكر.

وتأتي هذه الحادثة لتضاف الى سلسلة من نظيراتها يؤكد في غالبيتها الديموقراطيون أن اخصامهم الجمهوريين يقفون خلفها لاحباط عزيمة الناخبين الذين يريدون الإدلاء بأصواتهم قبل موعد الانتخابات أو بالمراسلة.