يبدو أن العمليات العسكرية التي تنقذها المعارضة في سوريا خاصة في العاصمة دمشق، لا تهدف إلى السيطرة على الأراضي والمنافسة على المناط بل تنفيذ هجمات شبيهة بحرب العصابات لترويع النظام وإثبات قوة الثوار.

تعتمد المعارضة السورية المسلحة استراتيجية جديدة تمتد عبر خطوط العاصمة الأكثر تفجراً وطائفية، فيما تشن قوات النظام السوري حملة شرسة على الثوار وتسعى لمنع تقدمهم.
وفي الوقت نفسه، شن الثوار هجمات هذا الاسبوع على حركة فلسطينية رئيسية مؤيدة للأسد، فيما يبدو أن المجتمع الفلسطيني في سوريا منقسم حيال الثورة، فبعضهم يدعم الأسد والبعض الآخر يتعاطفون مع السنة ويقاتلون للاطاحة بالرئيس.
وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن أحداث العنف الأخيرة في دمشق تتضمن سلسلة من عمليات القتل والاستهداف والاغتيالات لشخصيات بارزة مرتبطة بالحكومة.
وبحسب الصحيفة فأن تكتيكات المعارضة في العاصمة ترتكز على قدرة الثوار على الضرب المستمر في قلب حكومة الأسد على الرغم من الحماية الأمنية المشددة، بما في ذلك عدد كبير من نقاط التفتيش. وهذا الصيف، تمكنت الحملة العسكرية السورية التي شنها النظام من طرد الثوار من مناطق مثل الميدان وبرزة، وخلفت العديد من القتلى، مما اضطر الثوار للتراجع إلى حواف العاصمة.
وتهدف استراتيجية المعارضة الجديدة إلى التخويف من خلال استخدام التفجيرات والسيارات المفخخة التي توقع ضحايا مدنيين، بدلاً من السيطرة على الأراضي، في سلوك يبدو أقرب إلى حرب العصابات.
ويمكن للتكتيكات الحالية التي يعتمدها الثوار بحسب الصحيفة تعقيد الجهود الرامية لتأمين الدعم الدولي في الوقت الذي تشعر فيه الحكومات الغربية بالقلق من تدفق المسلحين الأجانب والمتطرفين إلى البلاد. وتعتبر الحكومات الغربية ان السيارات المفخخة والهجمات الطائفية تبدو أقرب للأعمال المتطرفة من الديمقراطية التي يسعى اليها الثوار.
وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قيادة المعارضة الاسبوع الماضي على quot;مقاومة المتطرفين الذين يسعون لاختطاف الثورة السوريةquot;.
ويوم الاربعاء، أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بياناً قالت فيه ان quot;عصابات مسلحة شنت هجوماً شرساًquot; على اللاجئين في منطقة اليرموك في ضواحي العاصمة. وقالت الجماعة انها صدت المهاجمين الذين أطلقوا عشرات من قذائف الهاون انتقاماً.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ان قذائف هاون سقطت يوم الأربعاء في مزة الجبل، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة، نصفهم في حالة حرجة. واتهمت وسائل الاعلام الرسمية quot;الارهابيينquot; بهذا الهجوم، لا سيما وأن مزة الجبل تعتبر موطن لكثير من الضباط العلويين وأسرهم.
وقالت وسائل اعلام الدولة إن الهجوم بقذائف الهاون جاء بعد يومين من انفجار سيارة ملغومة في ميدان مزدحم في نفس المنطقة، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً واصابة العشرات.
يوم الثلاثاء، ضربت ثلاث قنابل أخرى معقل العلويين في ضاحية قدسيا. وقالت الحكومة إن ستة أشخاص قتلوا على الاقل وأصيب أكثر من عشرين.
ونفى مسؤول الثوار وجود أي دوافع طائفية وراء هجمات بقذائف المورتر يوم الاربعاء. وقال انه كان من المفترض أن تضرب القذائف أهداف الحكومة والأمن، بما في ذلك القصر الرئاسي، وليس المدنيين.
quot;نحن لا ننفذ العمليات التي تضرب المدنيين أو تضرهم، بغض النظر عن طائفتهمquot;، قال أبو هادي، المتحدث باسم لواء حوران الأحرار، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات بقذائف المورتر يوم الاربعاء، مضيفاً: quot;نحن لسنا طائفيين ولا نفكر في الطائفيةquot;.
جنباً إلى جنب مع التفجيرات وعمليات القتل التي تستهدف الشخصيات الحكومية، يبدو أن المعارضة تعمد إلى استهداف الشخصيات الموالية للنظام أيضاً، فيوم الأربعاء، ذكرت وكالة الانباء الرسمية ان quot;مجموعة مسلحة ارهابيةquot; اغتالت القاضي عباد ندوة باستخدام عبوة ناسفة علقت أسفل سيارته.
وجاء مقتل القاضي بعد يوم من مقتل شقيق رئيس البرلمان المؤيد للأسد من خلال تفجير سيارته في دمشق وهو في طريقه للعمل.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اختطف الثوار الممثل السوري من اصل فلسطيني محمد رافع بعد أن اتهمه الثوار بأنه مخبر لدى الحكومة، فيما قال الأهل والأصدقاء انه قُتل على خلفية دعمه للرئيس الأسد.