في لقاء جمع التحالف الديمقراطي السوري مع القيادة المركزية الأميركية، غاب عنه المجلس الوطني السوري، أسرّ التحالف للأميركيين تخوفه من وصول التشدد الاسلامي إلى السلطة في سوريا بعد الأسد.


التقى وفد من التحالف الديمقراطي السوري القيادة المركزية الأميركية للتباحث في الوضع السوري الراهن. ويضم هذا التحالف عددًا من الأحزاب والمنظمات السورية المعارضة كالمجلس الوطني الكردستاني السوري واتحاد القبائل والعشائر العربية السورية والتيار المسيحي الديمقراطي والوفاق الكردستاني. والملاحظ أن غالبية مكونات هذا التحالف ذات توجه ليبرالي، يجتمعون على العداء للتيار السلفي ولنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

إلتقت quot;إيلافquot; شيركوه عباس، رئيس الوفد، في مقابلة لتبيان أجواء الاجتماع الذي حصل مع المسؤولين الأميركيين. قال شيركوه: quot;لقد بيّنا وجهة نظرنا للمسؤولين الأميركيين في المسألة السورية، وأكّدنا لهم أن تسلّم الإسلام المتشدد الحكم لا يصبّ في صالح أحد، ولن يغير ذلك من الأوضاع الحالية شيئًا، كما أوضحنا أن وجود دكتاتور في الحكم ينتج الكوارث والمآسيquot;.

التقاعس يعني حربًا أهلية

أضاف عباس أن الوفد الديمقراطي السوري طرح الموضوع بكل شفافية، وأكّد للأميركيين أن التقاعس عن دعم الثوار quot;ونحن بينهم، لتغير النظام في سوريا سيدخل البلاد في أتون الحرب الأهلية، ما يعزّز وجود السلفيين والقاعدة، وسيكون ذلك وبالًا مدمرًا على السوريين والمجتمع الدوليquot;.

وفي معرض كلامه لـ quot;إيلافquot;، قال عباس إن وجهات النظر مع الأميركيين كانت متطابقة، quot;وشرحنا دور القبائل والعشائر في عملية التغيير، فوافقونا في ذلك من تجربتهم في العراق، كما لمسنا تغييرًا إيجابيًا في الموقف الأميركي تجاه الثورة السوريةquot;.

وفي ردٍ على سؤال حول إمكانية تقديم أكراد سوريا تسهيلات للأميركيين لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، كالسماح لهم ببناء قاعدة عسكرية على أراضيهم، قال عباس: quot;لا توجد أراضٍ كردية محررة حتى الآن، بل هناك فراغ أمني نسبي. أعتقد أن كل السوريين في المناطق الساخنة يرغبون في تسهيل مهمة من يكف عنهم بلاء هذا النظام السوري الممعن في قتل الشعب السوري وتدمير البلدquot;.

العرب ينتقدون فقط!

ثمة من يقول إن هذا الإجتماع ليس إلا حربًا نفسية على النظام السوري، إلا أن عباس أكد أن القصد منه ليس حربًا نفسية، وإنما quot;يمكننا القول إن المجتمع الدولي برمّته يقف متفرّجًا حيال ما يجري في سوريا الآن، بينما يبدي الأميركيون عدم رضاهم عمّا يجري على الساحة السورية، إعلاميًا على الأقلquot;.

وعبّر عباس عن أسفه من صمت الدول العربية والإسلامية قائلاً :quot; للأسف يوجه المجتمع العربي والإسلامي الكثير من الانتقادات من دون أن يساعدوا في حل الأزمة، فيتسع المجال أمام النظام لقتل المزيد من السوريين وتدمير مدنهم وقراهم، فمن الأولى تقديم المساعدة المجدية لإنهاء هذه الكارثةquot;. وتابع: quot;نبذل قصار جهودنا من أجل إيقاف حرب الإبادة هذه ضد الشعب السوريquot;.

غاب عن هذا اللقاء المجلس الوطني السوري الذي يرأسه حاليًا عبد الباسط سيدا، الذي يضم الإخوان المسلمين وإعلان دمشق والمؤتمر السوري للتغير. وعن هذا الغياب، يقول شيركو عباس: quot; يبدو أن الأميركيين لا يرون في هذا المجلس أي قدرة لحل القضية السورية، وإلا لماذا لم يتمثل في هذا الاجتماع؟quot;.

المركزية تضم 20 دولة

القيادة المركزية الأميركية واحدة من 10 قيادات مقاتلة في الجيش الأميركي. لستّ من هذه القيادات، من ضمنها القيادة المركزية الأميركية، مناطق مسؤولية هي مناطق جغرافية محددة من العالم يتولون العمليات فيها.

أما منطقة القيادة المركزية فتغطي 20 دولة، وهي أفغانستان والبحرين ومصر وإيران والعراق والأردن وكازاخستان والكويت وقيرغيزستان ولبنان وعمان وباكستان وقطر والسعودية وسوريا وطاجيكستان وتركمانستان والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان واليمن.

وتقول الولايات المتحدة الأميركية إن مهمة القيادة المركزية الأميركية تعزز مع الشركاء الوطنيين والدوليين التعاون بين الدول، وتستجيب للأزمات وتعيق أو تهزم العدوان من الدول أو غير الدول، وتدعم التنمية و- عند الضرورة - إعادة الإعمار بتهيئة الظروف للأمن والاستقرار والرخاء الإقليمي.