يقدّم الأمير تشارلز مثالاً يحتذى في فن laquo;العلاقات العامةraquo; من خلال إقامته موقعًا إلكترونيًا يجيب في إحدى زواياه عن أسئلة تتعلق بما يُشاع عنه وسط العامة. والغرض من هذا هو إضاءة جوانب عديدة في حياته ظلت مثار تكهنات تصوّره إنسانًا غريب الأطوار.


صلاح أحمد: في كتابه laquo;عن الملكيةraquo; الصادر في 2006، يقول المؤلف والصحافي المذيع التلفزيوني البريطاني الشهير، جيريمي باكسمان، إن من عادات الأمير تشارلز الغريبة أن تُسلَق له سبع بيضات لإفطاره يختار منها واحدة فقط، هي تلك التي يكون صفارها على درجة الصلابة التي تروق مذاقه.

الواقع أن ولي العرش البريطاني ظل منذ فترة طويلة مغناطيسًا يجتذب القال والقيل، خاصة لجهة شطوح شخصيته، وخروجه عن المألوف، وسباحته ضد التيار العام.

لهذا أقام الأمير موقعًا إلكترونيًا خاصًا له ولأسرته، أبرز ملامحه زاوية تسمّى laquo;أسئلة كثيرة التداولraquo;. ويقدم فيها إجابات يفترض أن تكون laquo;شافيةraquo; عن تساؤلات تدور في أذهان العديد من الناس حول الأمير، سواء داخل بريطانيا أو على مستوى العالم.

على سبيل المثال، يتعرّض الموقع لما أورده باكسمان في كتابه (نقلاً عمّن قال إنه صديق مقرّب لتشارلز نفسه) عن إفطار البيض المسلوق هذا، فيقول إنه غير صحيح البتة، سواء في الإفطار أو في غيره، وإن الأمير عندما يتناول البيض، فهو يأخذ ما يُقدم إليه.

وحتى الآن يحتوي الموقع الأميري الجديد على 26 سؤالاً (وإجاباتها) تتعلق كلها بأمزجة الأمير تشارلز وlaquo;أطواره الغريبةraquo; - إن كان للمرء أن يصدّق كل ما يُقال عنه - وأيضًا عن زوجته كاميلا. ومن هذه ما يلي:

س: لدى وراثته العرش، هل أبدى أمير ويلز (لقبه الرسمي) رغبته في أن يتم تتويجه ملكًا في احتفال تتمثّل فيه كل الأديان؟
ج: على عكس ما أوردته التقارير الصحافية في هذا الشأن، فإن سمو الأمير الملكي لم يعقد أية مباحثات أو أجرى أية استعدادات تتعلق بمراسم تنصيبه، سواء الآن أو في ما مضى، ولن يفعل هذا ما دامت الملكة على قيد الحياة.

س: لماذا يتدخل الأمير في الشؤون السياسية (المحظور على أفراد العائلة المالكة الخوض فيها)؟
ج: ليس من العدل أن يقال إن الأمير يتدخل في ما لا يعنيه. وهو يبدي رأيه مُضمّنًا في مراسلات مغلقة في مشاريع القوانين التي يرفعها إليه البرلمان (بموجب الدستور)، ولا يدلي بموقفه منها إلا إذا صارت مطروحة أمام الجميع على منبر الرأي العام.

س: هل ستصبح كاميلا ملكة بعد تولي الأمير العرش؟
ج: لن تصبح كاميلا laquo;ملكةraquo;، وإنما سيسبغ عليها لقب laquo;صاحبة السمو الملكي، الأميرة عقيلة الملكraquo;.

س: هل يوظف الأمير شخصًا يضع المعجون على فرشاة أسنانه فعلاً؟
ج: الأمير يوظّف 161 شخصًا يديرون شؤون مزارعه وأطيانه وحدائقه، ولا يكلّف أحدًا لأداء مثل هذه المهمة.

س: هل يكره الأمير المعمار الحديث؟
ج: هذا غير صحيح، والدليل على هذا.. أنه يرعى العديد من المعماريين الحديثين عبر جمعيته الخيرية.

س: هل أقلعت كاميلا عن عادة التدخين؟
ج: نعم، منذ سنوات مضت.

س: معروف أن الأمير من المدافعين عن البيئة والداعين إلى الرأفة بها. فلماذا يملك سيارات laquo;بينتليraquo; وlaquo;جاغوارraquo; وlaquo;آستون مارتنraquo; المعروف أنها تستهلك قدرًا كبيرًا من البنزين وأدخنته ضارة بالبيئة؟
ج: هذه السيارات جزء من الترتيب الأمني المتعلق بحماية الأمير وأفراد أسرته. وقد أصرّ على أن تكون هذه السيارات laquo;خضراءraquo;، فعُدّلت، بحيث صارت محركاتها تعمل بالوقود الحيوي بدلاً من البنزين والمازوت.

س: هل يدفع الأمير أية ضرائب على دخله الشخصي من مشاريعه التجارية؟
ج: يدفع الأمير ضرائبه كافة، وهي 50 في المئة من مداخيله (الفئة الضرائبية العليا)، بعد خصم تكاليف مشاريعه التجارية. وفي السنة 2011 - 2012 دفع الأمير 5 ملايين جنيه (8 ملايين دولار) لمصلحة الضرائب.

س: هل يقف الأمير إلى جانب عقاقير لم تخضع للتجارب المختبرية، وتصنّف تاليًا عقاقير خطرة على الصحة؟ (السؤال يتعلق بدعم الأمير الطب البديل، وله جمعية خيرية في هذا المجال).
ج: لم يقل الأمير هذا مطلقًا، وإنما هو يدعم الرعاية الصحية المتكاملة، التي تأخذ في الاعتبار سبل الوقاية. وهو يشدد على أن أسلوب الحياة والبيئة التي يعيش فيها المرء جزء من العافية التي ينشدها الجميع.