ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري النظامي افتتح هذا اليوم الأحد بقصف عنيف على أحياء في جنوب العاصمة السورية، وأن المعارك على أشدّها في مناطق سورية عدة، بين الثوار والجيش السوري.


بيروت: حذر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد من تكثيف تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة مؤكداً أنها ستزيد في quot;انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظمquot; في المنطقة. وفي افتتاح اجتماع في طهران بمبادرة من ايران حليفة نظام دمشق من اجل quot;حوار وطني في سورياquot;، قال صالحي إن quot;بعض (الدول) تنوي ارسال اسلحة ثقيلة ونصف ثقيلة الى المعارضةquot; السورية.

واضاف quot;أنها في الواقع تبحث عن اضفاء الشرعية رسميًا عن ما قد سبق وفعلته في الخفاءquot;، منددًا quot;بتدخل واضح في شؤون بلد مستقلquot;. وحذر صالحي من أن quot;مثل هذه القرارات ستشكل سابقة في العلاقات الدولية وستساهم في انتشار انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم في المنطقةquot;.

ويتهم النظام السوري وحليفتاه الاساسيتان ايران وروسيا بعض الدول العربية والغربية بتزويد قوات المعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، بالاسلحة سرًا منذ اشهر. واعلنت فرنسا الخميس أنها ستطرح على شركائها الاوروبيين مسألة رفع الحظر عنquot;الاسلحة الدفاعيةquot; لمساعدة المعارضة.

وجاءت هذه المبادرة في سياق تشكيل quot;الائتلاف الوطنيquot; السوري التحالف الكبير الذي يشمل حركات المعارضة السورية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر في الدوحة، واعترفت به فرنسا وعدة دول بالمنطقة بما فيها تركيا ودول الخليج على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري.

وطلب الائتلاف اعترافًا دوليًا واسلحة من اجل الاطاحة بنظام دمشق والاسراع في انهاء النزاع الذي اوقع منذ اذار/مارس 2011 نحو 39 الف قتيل حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وحذرت روسيا الدول التي تساند ائتلاف المعارضة السورية من أنها ترتكب quot;انتهاكاً فاضحاًquot; للقانون الدولي اذا زودت قوات المعارضة بالاسلحة. ولا يشارك أي من اعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض في اجتماع طهران الذي دعيت اليه quot;حركات تؤيد الحوارquot; مع نظام دمشق، حسب الحكومة السورية.

ميدانياً،ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات النظامية تقصف اليوم الاحد عدداً من احياء جنوب دمشق بينما تدور اشتباكات بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين في شمال البلاد. وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 146 شخصًا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد.

وقال المرصد في رسالة الكترونية quot;تتعرض الاحياء الجنوبية في مدينة دمشق للقصف من القوات النظاميةquot;، متحدثًا عن مقتل رجل جراء قصف على حي الحجر الاسود بعد منتصف ليل السبت الاحد. وتحدث عن quot;قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها بريف دمشقquot;.

كذلك تحدث المرصد عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من حافلة جامعية على الطريق السريع بين دمشق ودرعا (جنوب)، ما ادى الى اصابة شخص بجروح. من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل إن quot;ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزةquot; في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية.

وكان المرصد افاد صباح اليوم عن سماع دوي انفجار شديد لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86. كما تحدث عن انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت الاحد في المزة استهدفت كشكًا تجاريًا صغيرًا quot;يقع مقابل حديقة الطلائع في الحيquot;.

واستهدف هذا الحي مرارًا في الفترة الاخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي ادى تفجير احداها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري الى مقتل 11 شخصًا، بحسب حصيلة اوردها الاعلام الرسمي.

وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية لا سيما منها العامرية والصاخور وكرم الجبل والاذاعة وسيف الدولة.

وفي ريف حلب، اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة تدور في محيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي، ادت الى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة على هذه القاعدة الاستراتيجية المشرفة على مدينة الاتارب والبعيدة عنها نحو خمسة كيلومترات، وتقوم القوات النظامية من الموقع العسكري بقصف مناطق في ريف حلب.

واوضح المرصد أن المدفعية قصفت ايضاً مناطق في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق) حيث استولى المقاتلون المعارضون السبت بعد اسابيع من القتال على مطار زراعي تستخدمه مروحيات سلاح الجو.

واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرًا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة مناطق سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، الىأن 56 مدنيًا و42 مقاتلاً معارضاً و48 جنديًا نظاميًا قتلوا السبت. واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرًا.