يشكو الثوار السوريون من عجزهم عن الصمود في المناطق التي يستولون عليها بعد معارك كر وفر شرسة مع الجيش النظامي، بسبب لجوء الأسد إلى سلاح الجو، الذي لا يستطيعون إلى تحييده سبيلًا.
الجيش السوري الحر يهاجم جنود النظام السوري على الحدود الجنوبية، لكنه يعرقلهم فقط لفترة كافية من أجل إدخال الإمدادات والمقاتلين من لبنان. ومثل هذه الأساليب لا تكسر الجمود القاتم في المعركة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
الجيش السوري الحر يفتقر إلى الأسلحة التي يحتاج إليها ليصمد في وجه الضربات الجوية التي تشنها قوات النظام. بدلاً من ذلك، يهاجم الثوار مواقع الجيش السوري على طول الحدود الجنوبية، فيسرقون بذلكالمزيد من الوقت ليتمكنوا من إدخال الإمدادات والمقاتلين من لبنان، ثم ينسحبون بسرعة قبل عودة طائرات النظام.
تمكن الثوار في شمال سوريا من السيطرة على منطقة تمتد بين حلب والحدود التركية، والتي أطلقوا عليها إسم quot;سوريا الحرةquot;. لكن القصة مختلفة للغاية بالنسبة للمنطقة الممتدة بين حمص والحدود مع لبنان.
المعركة التي لا نهاية لها تؤكد التحديات التي تواجه الثوار غير القادرين على السيطرة على مناطقهم، في الوقت الذي يدخل فيه الصراع السوري شهره الـ 21. وبسبب النقص في الإمدادات والأسلحة الثقيلة لمواجهة قوافل النظام الذي يعتقد أنه يحصل على المساعدة العسكرية من روسيا وإيران وحزب الله، يناضل الثوار للخروج من مأزقهم، وهم في حاجة ماسة للتغيير، إما من خلال الحصول على الأسلحة أو من خلال اعتماد تكتيكات جديدة يمكن أن تقلب الموازين لصالحهم.
وتحدثت صحيفة الـ quot;ساينس مونيتورquot; عن رحلة اثنين من مقاتلي الجيش السوري الحر، مشيرة إلى أنهما لا يحملان الأسلحة ولا اللباس اللازم للقتال، أو حتى للتسلل بأمان عبر الحدود.
ويلجآن في منزل رجل لبناني ينتمي إلى الطائفة السنية ويقطن على بعد حوالي 10 أميال من السورية، ويساعد على تدريب الثوار.
العبور من سوريا إلى الأراضي اللبنانية خلال ليلة واحدة من أجل تأمين اللوازم الطبية، يجعل الثوار عرضة لمعارك متنقلة نظراً لعدم قدرة الثوار على الحفاظ على قواعدهم.
الثوار في منزل مضيفهم اللبناني ينتمون إلى وحدة quot;الجهاد لتحرير سورياquot; التي تتألف من 25 فرداً . وتنقّل هؤلاء بين نحو 25 قرية داخل سوريا يسكنها اللبنانيون من الطائفتين الشيعية والسنية، والتي انقسمت إلى معسكرات طائفية منذ اندلاع الحرب في سوريا.
ووفقاً للصحيفة، يقدم اللبنانيون السنة الدعم للجيش السوري الحر ، فيما يدعم الشيعة النظام السوري، وحليفه حزب الله اللبناني، الذي يعتقد أن أفراده يقاتلون إلى جانب قوات نظام الأسد، فالطائفة مهمة في هذه المناطق اكثر من الحدود والجنسية.
ويقول الثوار إنهم يقاتلون أفراد حزب الله وليس جنوداً من الجيش السوري النظامي، فعلى الرغم أنهم يرتدون بزات الجيش السوري، إلا أنهم ليسوا كذلك quot;ويرتدون عصبات رأس تحمل عبارة (يا علي)quot;.
الجيش السوري الحر وحزب الله على معرفة بالتضاريس الحدودية لكلا البلدين. لكن على الرغم من وجود اتفاق ضمني بعدم الاشتباك بين الطرفين في لبنان، إلا أن هذه المعرفة تستخدم في سوريا ويتم استغلالها من قبل الطرفين على أرض المعركة.
إلى جانب وجود مقاتلي حزب الله في سوريا، يقول الثوار إنهم غير قادرين على مواجهة القوة الجوية التابعة للجيش النظامي دون أسلحة مضادة للطائرات، وبالتالي فإنهم يضطرون دائماً إلى التراجع من أي معركة يدخلون فيها مع الجيش السوري بسبب خوفهم من الهجمات الجوية.
وقال ربيعة، أحد الثوار للصحيفة إن المقاتلين السوريين لديهم اليوم أسلحة أكثر من قبل، لكنها تبقى غير كافية. كما أن مدافع الـ (23 ملم المضادة للطائرات) التي بحوزتهم غير قادرة على اسقاط طائرات النظام.
quot;الهدف الرئيسي من قيام الجيش السوري الحر بمهاجمة قواعد الجيش السوري هو الاستيلاء على الأسلحة والتراجع بسرعةquot;، يقول الرجل الذي يعمل على تدريب المقاتلين على الطرف اللبناني من الحدود السورية، مضيفاً: quot;نحن بحاجة إلى نظام دفاع جوي. لا يمكننا السيطرة على أي قواعد على أرض المعركةquot;.
التعليقات