آخر تحديث: الأربعاء6 ديسمبر الساعة 1:00 ت. غ

حملت المعارضة المصرية الرئيس محمد مرسي quot;المسؤولية الكاملةquot; عن العنف في مصر مشيرة إلى أن نظامه يفقد شرعيته يومًا بعد يوم. ومع ذلك أكدت المعارضة استعدادها للحوار في حال ألغى الرئيس الإعلان الدستوري.


القاهرة: قتل ثلاثة متظاهرين في المواجهات بين معارضي ومؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي حول القصر الرئاسي في القاهرة، حسب ما اعلن رئيس اجهزة الاسعاف المصرية ليل الاربعاء الخميس.
وقال محمد سلطان ان المتظاهرين الثلاثة قتلوا بالرصاص.
واضاف ان حوالى 350 شخصا جروحا ايضا في هذه المواجهات.
يشار الى انها اسوء اعمال عنف تشهدها مصر منذ انتخاب مرسي في حزيران/يونيو الماضي.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين دعت جميع المتظاهرين المؤيدين والمعارضين للرئيس محمد مرسي، الى الانسحاب من محيط القصر الرئاسي بالقاهرة حيث يتواجهون منذ ساعات، بحسب ما اعلن مساء الاربعاء مسؤول كبير لوكالة فرانس برس.
وقال محمود غزلان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين التي اتى منها الرئيس مرسي، quot;يجب على المتظاهرين ان ينسحبوا بشكل متزامن والتعهد بعدم العودة هناك بالنظر الى القيمة الرمزية للقصر الرئاسيquot;.
فاد مراسل فرانس برس وشهود ان متظاهرين مناهضين للرئيس محمد مرسي احرقوا مساء الاربعاء مقري جماعة الاخوان المسلمين التي اتى منها مرسي، في مدينتي الاسماعيلية والسويس، في شمال شرق مصر.
وقال مراسل فرانس برس ان مئات المتظاهرين توجهوا الى مقر الاخوان المسلمين في الاسماعيلية وكسروا الابواب والنوافذ واشعلوا فيه النار. وروى شهود احداثا مماثلا جرت في مدينة السويس.
وقد استقال ثلاثة من مستشاري الرئيس المصري محمد مرسي احتجاجا على الأزمة التي تقسم البلاد وتحولت الى مواجهات عنيفة امام القصر الرئاسي في القاهرة، بحسب ما اعلنت الاربعاء وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية.
واوضحت الوكالة ان المستشارين عمرو الليثي وسيف عبد الفتاح وايمن الصياد اعضاء هيئة مستشاري الرئاسة المصرية قدموا استقالتهم للرئيس مرسي.
يأتي ذلك، فيما قال محمد البرادعي احد اقطاب quot;جبهة الانقاذ الوطنيquot; المعارضة في مؤتمر صحافي مشترك مع كل من حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة وعمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية، ان الرئيس المصري يتحمل quot;المسؤولية الكاملةquot; عن العنف مؤكدا مع ذلك استعداد المعارضة للحوار في حال ألغى مرسي الاعلان الدستوري وأجّل الاستفتاء على مشروع الدستور.
وأكد البرادعي مع ذلك استعداد المعارضة للحوار في حال ألغى مرسي الاعلان الدستوري وأجّل الاستفتاء على مشروع الدستور. ودعا الرئيس مرسي الى الاستماع الى صوت الشعب quot;الذي قال كلمته واضحة وقويةquot; مؤكدا انه لا شرعية مع إقصاء غالبية الشعب والسماح لجماعة بالهيمنة على الشعب المصري، في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين. واضاف ان هذا التصرف quot;يمكن ان يؤدي بنا الى العنف وما هو أسوأquot;.
من جانبه، قال حمدين صباحي الوجه البارز في المعارضة المصرية مساء الاربعاء إن أي سفك للدماء امام قصر الرئاسة quot;يعني فقدان (الرئيس محمد) مرسي شرعيتهquot;، اثر مواجهات بين مؤيدي ومعارض الرئيس المصري ادت الى اصابات.
واضاف صباحي في مؤتمر صحافي مع رموز quot;جبهة الانقاذ الوطنيquot; المعارضة وبجانبه محمد البرادعي وعمرو موسى، quot;ان جبهتنا هدفها النضال ضد تحكم شخص او حزب في البلدquot; في اشارة الى الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين، وذلك قبل عشرة ايام من استفتاء على مشروع دستور جديد لمصر لم توافق عليه المعارضة.
واندلعت مواجهات بالزجاجات الحارقة (مولوتوف) والحجارة بين معارضي ومؤيدي الرئيس محمد مرسي أمام مقر الرئاسة في القاهرة مساء الاربعاء، حيث كان متظاهرون يحتجون على تعزيز صلاحيات الرئيس. وتراشق متظاهرون من الجانبين بالحجارة والزجاجات الحارقة، كما اندلعت النيران في بعض السيارات وسمع دوي إطلاق نار.
وتدخلت شرطة مكافحة الشغب المصرية مساء الاربعاء في محاولة لفض الاشتباك بين مؤيدي مرسي ومعارضيه. وتواصلت في الاثناء المواجهات بين الطرفين في الشوراع المحاذية للقصر الرئاسي. ودعا شيخ الازهر احمد الطيب المصريين الى quot;ضبط النفس واللجوء الى الحوار السلمي والحضاريquot; لحل المشكلة القائمة بين السلطة والمعارضة.
إسلاميو مصر يطاردون المتظاهرين
وفي وقت سابق، طارد الإسلاميون الأنصار لمرسي المتظاهرين المعارضين لإبعادهم عن القصر الرئاسي فيما أكد نائب الرئيس ان الاستفتاء على مسودة الدستور المثيرة للجدل سيجري كما كان مخططا له.
واستجاب آلاف الاسلاميين لدعوة جماعة الاخوان المسلمين فتظاهروا وهتفوا quot;الشعب يريد تنظيف الميدانquot; من متظاهري المعارضة وquot;مرسي يملك الشرعيةquot;. ووقعت صدامات طفيفة بالحجارة قبل مغادرة متظاهري المعارضة المنطقة، بعد ان حاصر عشرات الالاف منهم القصر الرئاسي الثلاثاء.
في تلك الاثناء اكد نائب الرئيس محمود مكي للصحافيين في القصر الرئاسي ان الاستفتاء حول مسودة الدستور المثيرة للجدل التي صاغتها جمعية تأسيسية مؤيدة للاسلاميين سيتم في 15 كانون الاول/ديسمبر كما كان مقررا.
وقال ان الاستفتاء سيجري quot;في موعده المحددquot; داعيا المعارضة الى تدوين اعتراضاتها على المواد في مسودة الدستور quot;بوثيقة مكتوبة من الجميعquot; لمناقشتها. وقال للصحافيين quot;هذه ليست مبادرة رسمية بل فكرة شخصيةquot;.
ودعت القوى المعارضة وايضا المؤيدة لمرسي أنصارهما الى التظاهر امام قصر الاتحادية الرئاسي في اجواء من التوتر الشديد والتجاذب الحاد بين الفريقين. فقد دعت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي انصارها الى التجمع لدعم الرئيس.
وقال محمود غزلان المتحدث الاعلامي باسم الجماعة في بيان ان الجماعة وquot;قوى شعبية اخرىquot; دعت الى التظاهر quot;لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة، الثلاثاء، تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوةquot;. واضاف ان الهدف هو quot;اظهار أن الشعب المصري هو الذي اختار هذه الشرعية وانتخبها، وأنه بإذن الله تعالى قادر على حمايتها وإقرار دستوره وحماية مؤسساتهquot;.
ودعت القوى المعارضة، التي حشدت بالفعل مساء امس عشرات الآلاف امام قصر الرئاسة في حي مصر الجديدة، الى تظاهرة جديدة في المكان نفسه كما صرح محمد وأكد المتحدث باسم الجبهة الوطنية للعدالة والديمقراطية. وقال quot;اتفقنا بالتنسيق مع القوى الثورية على التظاهر امام القصر الرئاسي. اذا لم يهاجمنا الاخوان المسلمون فان الامور ستجري على خير. واذا حدث العكس فاننا سنحمل مرسي المسؤوليةquot;.
الثورة تدق باب الرئيس
هذا وأمضى المئات من معارضي الرئيس المصري محمد مرسي الليل امام قصر الرئاسة في القاهرة بعد أن حاصروه مساء الثلاثاء لمطالبته بسحب الاعلان الدستوري الذي يوسّع صلاحياته واحتجاجًا على مشروع الدستور الجديد. وعنونت صحيفة الشروق quot;الانذار الاخيرـ الرئاسة تحت الحصارquot; فيما عنونت الوطن المستقلة quot;ثورة على باب الرئيسquot;.
كما واصل المئات غيرهم من المعارضين لمرسي الاعتصام في ميدان التحرير في وسط القاهرة في عشرات الخيم التي نصبوها منذ نحو اسبوعين. واطلق عشرات الناشطين دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لجمع الاغطية والمواد الغذائية لدعم المحتجين الذين اكدوا أنهم لن يتركوا الميدان قبل أن يلغي مرسي اعلانه الدستوري الذي اصدره في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتوافد الثلاثاء عشرات الآلاف من المواطنين على ضاحية مصر الجديدة او هليوبوليس حيث حاصروا قصر الاتحادية الرئاسي وهو ما لم يحدث حتى خلال الثورة على الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. وكانت تظاهرات الثلاثاء الاكبر في سلسلة تحركات تعبوية ضد مرسي، اول رئيس اسلامي لمصر، الذي حصن بهذا الاعلان قراراته من اي حكم قضائي كما حصن الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور الجديد، والتي يسيطر عليها الاسلاميون.
وقال احد المتظاهرين عند القصر الرئاسي quot;لماذا فعل كل ذلك؟ كان يجب ان يكون رئيسًا لكل المصريين وليس فقط لجماعة الاخوان المسلمينquot; التي ينتمي اليها. ويرى المعارضون أن الدستور الجديد الذي اقرته الجمعية التأسيسية على عجل لا يحمي الكثير من الحريات الاساسية مثل حرية التعبير كما يفتح الباب امام تطبيق متشدد للشريعة الاسلامية.
مرسي لا يقيم في القصر
ويوم أمس أكدت وزارة الداخلية المصرية أن مرسي غادر قصر الرئاسة في موعده المعتاد وبشكل طبيعي، وذلك بعد ورود أنباء حول مغادرته تحت حراسة مشددة مع وصول حشود المحتجين المشاركين في مسيرة quot;الإنذار الأخيرquot; إلى محيطه.
وقال أحمد حلمي، مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن العام لـ quot;سي ان انquot; ، إن مرسي quot;خرج عند السابعة والنصف تقريبًا من الباب المعتاد (لقصر الاتحادية) وبشكل طبيعي وبالتوقيت نفسهquot; مشيرًا إلى أن الرئيس لا يقيم في القصر ويغادره عند انتهاء عمله.
من جانبه، قال حسين سلطان، القيادي في حزب quot;الحرية والعدالةquot; الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إن محتجين هاجموا مقر الحزب الرئيس في محافظة المنيا جنوب القاهرة، وذلك باستخدام الحجارة والعصي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، كما اشتبك المهاجمون مع عناصر حماية المقر.
كلينتون تدعو إلى quot;حوار شفافquot;

ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء كافة الاطراف في مصر الى حوار quot;شفافquot; ضروري quot;بصورة عاجلةquot; بهدف ايجاد حل للازمة السياسية. وقالت كلينتون امام الصحافيين في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الحلف الاطلسي ان quot;الاضطرابات التي نشهدها حاليا (...) تدل على الضرورة العاجلة لحوار. ينبغي ان يجري في الاتجاهينquot;.