بين القوائم الدولية التي لا تتطلع اليها غالبية الدول وتتوجس خيفة كلما اقترب موعدها تلك التي تصدرها سنويا منظمة laquo;الشفافية الدوليةraquo; وتتعلق بانتشار الفساد الحكومي. وقائمة هذه السنة - كالمعتاد - لا تحمل أي أنباء سارة بالنسبة إلى الدول الإسلامية عموما والعربية خصوصا.


لندن: جاءت دولتان إسلاميتان في المرتبة الأولى في قائمة أكثر دول العالم فسادا في 2012، وهما الصومال وأفغانستان اللتان احتلتا مرتبة الصدارة بالاشتراك مع كوريا الشمالية. وجاء السودان بعد هذه الدول الثلاث في المرتبة الرابعة.

وبهذا تصبح هذه الدول الإسلامية صاحبة ثلاثة مراكز من مجموع أربعة في قائمة العار، ولولا كوريا الشمالية لانفردت هذه الدول بصدارتها في سائر أنحاء الدنيا. ولدى توسيع النطاق الى laquo;دول المراتب العشر الأكثر فساداraquo;، تجد ثلاث دول إسلامية أخرى هي: أوزبكستان (في المرتبة السادسة)، وتركمانستان (في السابعة) والعراق (في الثامنة).

وتقتسم 12 دولة المراتب الأسوأ الأولى، وهي - بالإضافة الى الدول الإسلامية الست وكوريا الشمالية - ميانمار (في المرتبة الخامسة)، وكل من تشاد وهايتي فنزويلا وبوروندي (في التاسعة).

والقائمة، التي تعدها سنويا laquo;منظمة الشفافية العالميةraquo;، تصنّف رقاع العالم (176 دولة في قائمة العام الحالي) تبعا لعدد النقاط الإيجابية التي يسجلها كل منها، وذلك في سلم من 100 درجة (الأكثر رشدا وشفافية) الى صفر (الأكثر فسادا). ويتركز مؤشر الفساد رئيسا على أداء القطاع العام في كل دولة، وفقا لشهادات المراقبين والمحللين والخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين سواء على الصعيد المحلي أو الأجنبي. وعموما فقد سجل ثلث عدد هذه الدول فقط مجموعاً فوق عتبة الخمسين نقطة، بما يعني أن الفساد لا يزال يهضم حقوق الشعوب في الغالبية العظمى من بقاع العالم.

وتصدرت الصومال وأفغانستان وكوريا الشمالية الدول الأكثر فسادا برصيد 8 نقاط فقط. وبينما كان المراقبون يتوقعون أن يبدأ laquo;ربيع العربraquo; صفحة مشرقة في تاريخ هذه المنطقة، فقد خابت الآمال بالكامل. وعلى سبيل المثال فإن نصيب تونس ومصر واليمن وليبيا من النقاط تراوح بين 20 و41، أي دون عتبة الخمسين نقطة التي تميّز معسكر الدول الرشيدة والدول الفاسدة.

وحتى أوروبا لم تسلم من سوس الفساد، خاصة دول منطقة اليورو التي تعاني ويلات الأزمة المالية. وعلى سبيل المثال احتلت اليونان المرتبة 94 (نزولا من 80 في 2011) رئيسا بسبب المراوغة وتفادي الضرائب بكل الوسائل الممكنة. وجاءت ايطاليا في المرتبة 72، بستة مراكز تحت رومانيا (نموذج اوروبا الشرقية الفقيرة) التي جاءت في المرتبة 66.

وفي ما يتعلق باللاعبين الكبار فقد جاءت المانيا في المرتبة 13، وبريطانيا (17) بالاشتراك مع اليابان، والولايات المتحدة (19)، وفرنسا (22)، والبرازيل (69)، والصين (80)، والهند (94). لكن الملفت للنظر هو أن كل هذه القوى العظمى جاءت وراء باربيدوس التي احتلت المرتبة 15.

أما المراكز العشرة الأولى من حيث الشفافية وقلة الفساد فكانت من نصيب الدنمارك وفنلندا ونيوزيلندا (في الأولى مشتركة). وشغلت بقية هذه المراتب السويد (4) وسنغافورة (5)، وسويسرا (6) واستراليا (7)، والنروج (8)، ثم كندا وهولندا (9 مشتركة).

وكان ترتيب الدول العربية والشرق أوسطية (عدا تلك المذكورة في قائمة العشر - الذيل) كالتالي:
- قطر بالاشتراك مع الإمارات: 27
- إسرائيل: 39
- البحرين: 53
- تركيا: 54
- الأردن: 58
- عمان: 61
- السعودية بالاشتراك مع الكويت: 66
- تونس: 75
- المغرب: 88
- الجزائر: 105
- مصر: 118
- لبنان: 128
- إيران: 133
- سوريا: 144
- اليمن: 156
- ليبيا: 160