يتجول الإسلاميون في مناطق عدة من شمال مالي، يستوقفون النساء الحوامل ويسألونهن quot;من جعلكن حوامل؟quot;، في وقت تُتهم فيه الجماعات الإسلامية الحاكمة هناك بارتكاب عمليات اغتصاب وإجبار النساء على الزواج القسري.


كشف مسؤولون أمميون وماليون وضحايا وجماعات منوطة بحقوق الإنسان النقاب عن أن المتشددين الإسلاميين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال مالي خلال فصل الربيع الماضي قد بدأوا يكثفون وحشيتهم ضد السكان هناك.
وهي الهجمات التي يتم تنفيذها في الوقت الذي تقوم فيه أميركا والدول الأوروبية والقوى الإقليمية بإعداد قوة أفريقية لإعادة السيطرة على شمال مالي بعد أشهر من التردد.
بيد أن خطوة كهذه، إن وافق عليها مجلس الأمن، لن تبدأ على الأرجح حتى الصيف أو الخريف المقبلين، طبقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون وغربيون، في وقت تضيف فيه الاضطرابات السياسية الحاصلة في المنطقة الشمالية المزيد من الغموض حول ما يحصل هناك.
وهو ما أثار المخاوف من احتمالية أن يُحكِم المتطرفون من قبضتهم على تلك المنطقة التي تقترب مساحتها من مساحة ولاية تكساس ومن أن يزيدوا إرهاب المدنيين، لاسيما السيدات والأطفال. ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن سادو ديالو وهو العمدة السابق لمدينة غاو الشمالية قوله :quot; بدأ يفقد الناس كل الأمل. فقد عاشوا على مدار الأشهر الثمانية الماضية بلا أي حكومة، وبدون اتخاذ أي إجراءات ضد الإسلاميين. والآن يشعر الإسلاميون أن بمقدورهم فعل أي شيء مع الناسquot;.
وبدأ يسرد اللاجئون الهاربون من الشمال قصصاً أكثر سواداً من تلك التي تم سردها في مقابلات خلال فصل الصيف الماضي. ورغم عدم إمكانية التحقق من روايات هؤلاء اللاجئين بشكل مستقل، نظراً لأن الإسلاميين يهددون بقتل أو خطف كل من يزور المكان، أوضح ناشطو حقوق الإنسان ومسؤولون أمميون أنهم سمعوا تقارير مماثلة عن وجود انتهاكات فظيعة وأن بعضها يرقى إلى درجة جرائم الحرب.
ومن ضمن الراويات التي سردها اللاجئون قيام الإسلاميين باغتصاب السيدات وإجبارهن على الزواج، وتجنيد الأطفال للاستعانة بهم في الصراعات المسلحة. وقال نشطاء حقوق إنسان إنه قد سبق للإسلاميين أن قاموا قبل ثلاثة أسابيع بجلد ثلاثة رجال وثلاث سيدات 100 مرة لكل واحد وواحدة منهم في تمبكتو لعدم زواجهم.
وتحدثت صحيفة واشنطن بوست عن قصة امرأة تدعى فاطمة الحسن، اقتادتها الشرطة الإسلامية من منزلها الواقع في مدينة تمبكتو، حيث ضربوها وحبسوها تمهيداً لمعاقبتها بالجلد 100 جلدة بسلك كهربائي، فقط لأنها أعطت مياهاً لأحد زوار المكان من الرجال.
وقالت الحسن إن من حسن الحظ أنها كانت تمنح صديقها كوباً من الماء من شرفة المنزل، مضيفةً quot; إن كانوا وجدوني معه قرب غرفة النوم، لكانوا أطلقوا علينا النار في الحالquot;.
ثم عاودت الصحيفة تقول إن الإسلاميين المتشددين نجحوا بالفعل في تحويل مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية في الشمال إلى مقاطعة خاصة بمسلحي القاعدة وغيرهم من الجهاديين. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الناس محرومون من الحريات الأساسية، وتم تدمير المقابر التاريخية، وبات ينظر إلى أي ممارسات ثقافية على اعتبار أنها ممارسات غير إسلامية يحظر إقامتها، ويتم حرمان الأطفال من التعليم، وبدأ يموت المرضى وكبار السن بسبب هروب عدد كبير من الأطباء والممرضين، في الوقت الذي تعرضت فيه بالفعل معظم العيادات والمستشفيات للسلب أو التدمير.
وقال في هذا الصدد كوريني دوفكا، الباحث البارز المتخصص في الشأن المالي لدى منظمة هيومان رايتس ووتش :quot; باتت شبكة المحاكم والشرطة الإسلامية أكثر تنظيماً الآن. وقد نجح الإسلاميون في سلب متعة الحياة من السكان هناكquot;. وقد علم المسؤولون الأمميون والماليون بكثير من حالات الاغتصاب والزواج القسري من جانب مسلحين إسلاميين في الشمال. وأضاف ألكايا توريه وهو أحد مسؤولي جماعة كري دي كوير المالية المنوطة بقضايا حقوق الإنسان :quot; يتجولون ويسألون كل امرأة حامل عن الشخص الذي جعلها حاملاً. وهم يعتمدون كذلك على الجواسيس بداخل التجمعات السكنية في كل من غاو وتمبكتو وغيرهما من الأماكنquot;.