باريس: يرى عدد من الخبراء ان العملية العسكرية التي وافق عليها مجلس الامن الدولي للتصدي للمجموعات الاسلامية المسلحة في شمال مالي محكومة بالفشل لعدم توافر الوسائل الضرورية لديها ولانها ستواجه عدوا تصعب محاصرته.

وحذر الخبراء من ان قوات التدخل الدولية التي وافق مجلس الامن الدولي في قرار الخميس على نشرها في مالي قد لا تنجح في اتمام مهمتها في مواجهة مجموعات متكيفة تماما مع الظروف على الارض وسيتسنى لها الاستعداد وستتجنب تقديم اهداف واضحة، وهم يرون ان النزاع قد يطول.

وقال ضابط فرنسي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه quot;من المرجح انهم سيتجنبون القتال بشكل مباشر لانهم لن يحظوا باي فرصة فيه. واذا ما كانت القوات المواجهة لهم ذات مصداقية، سينسحبون بالتاكيد من المدن ويعودون الى ملاذاتهم في المناطق الجبلية القريبة من الحدود الافغانية مثل ادرار ايفوراس، وهناك سيكون من الصعب للغاية مطاردتهمquot;.

وقال الرئيس السابق لجهاز استخبارات طلب هو ايضا عدم كشف اسمه quot;اننا نسير نحو طريق مسدود في هذه القضية. اننا في مازق وهم يعرفون ذلك جيدا في المقلب الاخر. لا يمكننا الوقوف مكتوفي الايدي، ومن جهة اخرى ان قمنا بتحرك ما، لن يكون ذلك كافيا بشكل تام. اننا نواجه وضعا سيستمر لفترة طويلة جداquot;.

ووافق مجلس الامن الدولي الخميس على ان quot;تنتشر في مالي لفترة اولية تمتد عاما القوة الدولية لدعم مالي بقيادة افريقيةquot; ولكن على مراحل ومن دون تحديد جدول زمني لاستعادة السيطرة على شمال هذا البلد الذي يسيطر عليه اسلاميون.

ومن المقرر نشر 3300 عنصر برعاية الاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو) بدون تدخل مباشر من القوات الغربية. وقال الموفد الخاص للامم المتحدة الى الساحل رومانو برودي ان القوة لن تكون جاهزة لمباشرة عملياتها قبل ايلول (سبتمبر) 2013.

وقال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات quot;ان اردنا استئصال المشكلة فعلا سيترتب علينا ارسال قوات افريقية وغربية، اغلاق الحدود -تتصورون حجم المهمة؟- وتمشيط المنطقةquot;.

واضاف quot;لن تكون قوة من ثلاثة الاف عنصر كافية، بل سيترتب ارسال اكثر من ذلك بمئة مرة ولفترة طويلة. اننا بعيدون كل البعد عن هذه الامكانات. خذوا مثل افغانستان، وسوف تفهمونquot;.

وقال quot;سوف نسدد ضربة في الفراغ. الخصم لن يكون حيث نتوقعquot; مضيفا quot;سوف ينسحبون، يلجأون الى الجبال ويهاجمون لاحقا، في وقت لا ننتظر ذلك، ضمن مجموعات صغيرة تضرب وتنسحب على الفور. هذه الاسس البديهية لحرب الشوارعquot;.

وفي مواجهة قوة منظمة، من المؤكد ان يعمد مقاتلو حركة الجهاد والتوحيد في غرب افريقيا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وانصار الدين الى الانسحاب من المدن الكبرى التي يحتلونها، وعندها قد يكون من الممكن ترصدهم، لكن ذلك يتطلب مشاركة قوات جوية غير متوافرة حاليا.

وقال الضابط الكبير quot;باشرنا رصد طرق الانسحاب التي يمكن ان يسلكونها لمغادرة مراكز مثل تمبكتو وغاو وكيدال ووضع خرائط لها بواسطة التنصت على الاتصالات الهاتفية والمراقبة الجوية وعبر الاقمار الصناعيةquot;.

وتابع ان quot;المشكلة هي ان الوسائل الجوية لمهاجمة هذه الارتال من الشاحنات الصغيرة غير متوافرة، اقله في الوقت الحاضر. الجيش الفرنسي ليس لديه مثل هذه الوسائل في المنطقة والطائرة الاميركية بدون طيار الاقرب الى المنطقة هي في جيبوتي، اي خارج نطاق العمل. ينبغي ان يقتربوا من مسرح العمليات هذا، وهو امر ممكن لكنه غير مدرج على جدول الاعمال حالياquot;.

والعقبة الاخرى التي يترتب تخطيها تكمن في اعداد قوات التدخل وتدريبها وتسليحها. واقر الجنرال كارت هام قائد القيادة العسكرية الموحدة الاميركية لافراقيا في مداخلة مؤخرا امام مركز دراسات في واشنطن بان quot;قوة سيدياو تم تدريبها وتجهيزها بشكل واف من اجل القيام بمهام حفظ السلام، لكن ليس من اجل نوع المهمة التي قد تكون ضرورية في شمال ماليquot;.