اسلام اباد: يختتم المسيحيون في حي صغير في مهراباد تتحدر منه الشابة المسيحية ريمشا المتهمة بحرق آيات قرآنية، سنة مليئة بالمضايقات التي تعرضوا لها من جيرانهم المسلمين ما اضطرهم اضافة الى ذلك ان يتجنبوا المظاهر الاحتفالية بالاعياد.
وفي هذا الحي في ضواحي اسلام اباد حيث تكثر الازقة الترابية وترعى الابقار والماعز مستفيدة من الاعشاب الطرية بين اكياس من البلاستيك مهملة، كانت تعيش ريمشا الشابة المسيحية حتى اتهامها بحرق quot;صفحات من المصحفquot;.
وهذه الجريمة عقوبتها السجن مدى الحياة بموجب القانون حول التجديف المطبق في باكستان البلد المسلم السني المحافظ حيث تقول الاقليات -- المسيحية والشيعية والهندوسية والاحمدية -- انها عرضة للتمييز باستمرار.
وينص القانون الباكستاني حول التجديف الذي يقول الليبراليون انه اداة لتسوية خلافات شخصية، ويدافع عنه المسلمون المتطرفون بكل ما اوتوا من قوة، على عقوبة الاعدام للاشخاص الذين يسيئون للنبي محمد وعلى السجن مدى الحياة لكل من يحرق القرآن.
وكان حشد غاضب هاجم المنزل المتواضع لعائلة ريمشا. وفر مسيحيون على اثر ذلك من الحي خشية حصول quot;غجرة اخرىquot; وهي مدينة في وسط البلاد حيث احرق شبان مسلمون متشددون سبعة مسيحيين احياء واضرموا النار في منازل في العام 2009 بعد مجرد انتشار شائعة عن اساءة الى الاسلام.
واتهمت الشرطة الباكستانية اخيرا اماما في الجوار بانه فبرك quot;قضية ريمشاquot; بهدف طرد المسيحيين من مهراباد. واسقط القضاء لاحقا التهم الموجهة الى الشابة التي ستحتفل بعيد الميلاد هذه السنة مع عائلتها في منزل تحت المراقبة.
وفي ضواحي مهراباد، لا يزال منزل عائلة ريمشا مقفلا. كما ان المئة عائلة المسيحية التي لا تزال تقيم في المكان لا تشعر فعلا بانها يمكن ان تستعيد بهجة الاعياد مع اقتراب عيد الميلاد.
وقال امجد شهزاد الرسام المقيم في المبنى وهو يتنهد quot;كنا نتحدث منذ بضعة ايام عن الطريقة التي سنزين بها شجرة الميلاد عندما تعرض لنا مسلمون بالتعنيف وسخروا منا وهم يقولون +تتحدثون عن هذا الامر، لكنكم لن تجرأوا ابدا على تزيين شجرتكمquot;.
واعرب عن الاسف قائلا quot;في العادة نزين ايضا خارج منازلنا مستخدمين نجوما، لكن هذا امر اخر لن يكون في امكاننا القيام به هذه السنةquot;.
ويمثل المسيحيون حوالى اثنين بالمئة من عدد السكان في باكستان.
وقال اشرف مسيح وله تسعة اطفال في منزله الحقير المؤلف من غرفتين من دون تدفئة في حين ان البرد القارس يصيب العظام في هذه الايام في العاصمة الباكستانية quot;نحن خائفون، مرتعبون، لا يمكننا ان نتجمع هنا ونتكلم بصوت عال والاحتفال علانية لاننا مهددونquot;.
واضاف quot;اذا ما تجمعنا للاحتفال، فان مالكي منازلنا وهم من المسلمين، سياتون ليسالوننا عما نفعلquot;. وخلفه تتكدس طبول ومنصة الخطابة التي تم انقاذها من كنيسة اقيمت على عجل في منزل صغير من الباطون مقفل منذ quot;قضية ريمشاquot;.
واقام مالك هذه quot;الكنيسةquot; جدارا من الاسمنت داخل المبنى ليجعل منه منزلين. ولا يزال احد الجدران مزينا بالصلبان المصنوعة من ورق مذهب وصورة للمسيح في حالة ابتهال.
وتساءل اسلام مسيح وهو بستاني quot;عيد الميلاد يحل ونحن مضطربون. ماذا ترانا سنفعل هذه السنة؟quot;.
واضافت زوجته كالسون ان quot;الجو سيء للغاية وكنيستنا مقفلةquot;.
وفي ازقة مهراباد، يتجول حماد مالك متهم ريمشا، وهو الجار المسلم، بحرية مؤكدا ان بامكان الشابة وافراد عائلتها استئناف حياتهم هنا دون خشية على سلامتهم.
وقال quot;اذا رفع احد يده عليهم، فاني ساحميهمquot;، مؤكدا انه ليس نادما على اتهاماته التي غيرت الى الابد حياة الشابة المسيحية وعائلتها. واكد quot;قمت بواجبي لانقاذ صفحات القرآن، لست خجلا من ذلكquot;.
التعليقات