طرحت السعودية والبحرين من جديد ملف quot;الاتحادquot; خلال افتتاح قمة التعاون الخليجي في المنامة، فيما أعلنت الكويت إقامة مؤتمر دولي أواخر يناير لدعم الشعب السوري، في قمة تستمر حتى الغد.


الرياض: افتتح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى أعمال القمة الثالثة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون التي تستضيفها المنامة اليوم وغدا.
وحضرت في حفل الافتتاح كلمات ملك البحرين، وولي العهد السعودي الأمير سلمان الذي رأست بلاده الدورة السابقة، وأمير الكويت الشيخ صباح، وحملت كلمتي المملكتين السعودية والبحرينية تأكيدا على ملف quot;الاتحادquot; الذي تراه أنه سيضفي لبنة قوية للتعاون المتجاوز عمره الثلاثة عقود.
وأكد أمير الكويت الشيخ صباح الذي تتحفظ بلاده على quot;الاتحادquot;، خلال كلمته على الملف السوري،إدانة استمرار القتل وسفك الدماء، معلنا كذلك استضافة الكويت في شهر يناير مؤتمرا دوليا للمانحين للشعب السوري.
الملك حمد: التكامل والاتحاد
وقال العاهل البحريني رئيس الدورة القادمة، بعد أن هنأ المجلس بسلامة الملك عبدالله بعد عملية الجراحية التي أجراها مؤخرا، إن إنجازات مجلس التعاون التي تحققت ستؤدي الى التكامل والاتحاد، متمنيا خروج القمة الخليجية بقرارات تخدم دول المجلس وشعوبها.
وأضاف أن قيام مجلس التعاون الخليجي كان بداية تاريخية أحيت طموحات مواطني دول المجلس نحو غد أفضل، وأن المجلس قدم مثالا جديرا للتعاون الناضج والمثمر في العالم العربي الذي يموج بمتغيرات وتقلبات عدة.
وقال إن إنشاء المجلس في 1981 كان quot;إدراكا من القادة الحاليين والمؤسسين له بأهمية التعاون والاتحاد وتقديرا لمقومات القوة والمنعة الكاملة في وحدة الصف وضمان الدفاع عن الاوطان، وأعرب عن ثقته بأن يواصل المجلس مسيرته الناجحة في التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه دول المجلسquot;. ملك البحرين شكر الدول الخليجية على وقوفها إلى جانب البحرين معتبرا ما تواجهه من مسؤوليات quot;يتطلب العمل المشترك وسياسة موحدة وخططا عملية للتكامل الاقتصادي والدفاعي والامني تحقيقا للمواطنة الخليجية الكاملةquot; مشيرا إلى أن قمة المنامة تضيف لبنة بناء صرح خليجي وصفه بـquot;الشامخquot; على مدى ثلاثة عقود وللعمل المتواصل لتحقيق تطلعات وآمال ابناء دول المجلس في ايجاد مظلة آمنة.
ودعا الملك حمد إلى التمسك بـquot;الثوابت وتقوية العمل العربي المشترك لبناء مستقبل أفضل ولدعم الحقوق العربية وفي مقدمها حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسquot; مؤكدا ضرورة إقامة عالم خال من الصراعات ومكافحة الارهاب والقرصنة والاخذ بمبدأ التعايش والتسامح بين مختلف الاديان والثقافات.
الأمير سلمان: اتحاد قوي ومتماسك
ولي العهد السعودي الأمير سلمان قال خلال كلمته في الافتتاح، إن السعودية تسعى إلى إقامة quot;اتحاد قوي ومتماسكquot; معلنا تقدم الرياض باقتراح للنظام الأساسي للاتحاد.
وقال ولي العهد السعودي إن ما تحقق من إنجازات حتى الآن ليس في مستوى الطموحات، معربا عن أمله في أن يُعلن quot;الاتحاد في قمة الرياض المقبلةquot; التي ستعقد في شهر آيار/ مايو، واعتبر الأمير سلمان أن الانتقال لمرحلة الاتحاد يحقق quot;الخير لشعوب الخليجquot;.
وعرّج ولي العهد على ملف الأمن والدفاع في الخليج، حيث قال إن القمة الحالية تعقد في ظروف بالغة الدقة في مسيرة دول الخليج، معربا عن أمله كذلك في بناء منظومة دفاعية وأمنية مشتركة بين دول الخليج.
الشيخ صباح: مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري
أمير الكويت الشيخ صباح أعلن خلال كلمته استضافة بلاده لمؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري نهاية شهر يناير المقبل، حيث يتولى تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدا للمجلس أن دعمهم في فعالياته سيكون عاملا حاسما في تخفيف المعاناة عن الشعب السوري.
وقال إن وحدة المعارضة السورية التي تحققت مؤخرا بالإعلان عن إنشاء الائتلاف الوطني السوري الذي حصل على مباركة واعتراف إقليمي ودولي واسع يعد خطوة هامة تسهم دون شك في تمكين أبناء الشعب السوري من توحيد صفوفه وسعيه إلى تحقيق تطلعاته المشروعة.
ووجه أمير الكويت دعوته إلى إيران للاستجابة إلى الدعوات بإنهاء القضايا العالقة بين دول المجلس والجمهورية الاسلامية الايرانية لاسيما قضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف القاري وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، ودعاهم كذلك إلى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الإيراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم الاستقرار لتنصب الجهود والإمكانيات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة.

وقال الشيخ صباح إن القلق الذي انتاب دول المنطقة جراء ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخرا عن الخلل التقني الذي أصاب محطة بوشهر النووية quot;يؤكد أهمية تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها وشروطها ضمانا لسلامة دول المنطقة وشعوبها من أي أثار إشعاعية محتملةquot;.