قبيل توجّه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يرافقه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله، إلتقى الوفد في العاصمة الأردنية عمّان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وذلك للتباحث في الرسالة التي يحملها الوفد العربي.


إيلاف من عمّان: بعد اللقاء صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الجامعة تدرس الآن القضية الفلسطينية من أساسها للوقوف على الأسباب التي تقف في وجه عدم تنفيذ القرار الأممي رقم 242 منذ عام 1967 ولغاية الآن.

وقال العربي quot;إن مباحثاتنا اليوم لها أهمية كبيرة، لأننا في صدد بحث القضية الفلسطينية من أساسهاquot;. مشيرًا إلى أن الشق المتعلق من القرار الأممي بمصر والأردن قد طبق عن طريق معاهدتي السلام مع إسرائيل، إضافة إلى سوريا، وقرار الهدنة ووقف إطلاق النار الذي تم عام 1974.

واضاف العربي: quot;الآن يجب بحث الموضوع من أساسه، لأن الهدف هو العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عبر بحث كل الوسائلquot;، مبينًا quot;أنه تم بحث ذلك في قرار مجلس الجامعة العربية في الشهر الماضي، ثم قرار آخر للجنة مبادرة السلام العربية هذا الشهر، ونحن الآن نقوم بالإجراءات التنفيذية لهذه القراراتquot;.

وأكد على أنه سيتم خلال زيارته الأولى من نوعها إلى رام الله بحث مجموعة من القضايا، أهمها سبل تغطية الاحتياجات المالية للسلطة الفلسطينية، وإمكانية إطلاق مبادرة عربية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والمصالحة برعاية مصرية مجددًا.

من جهته أشار وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى أنه يحمل رسالة دعم من شعب وقيادة مصر إلى الأشقاء في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وquot;أحمل كذلك رسالة دعم تأييد من الرئيس المصري محمد مرسي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإعادة التأكيد على أن مصر على موقفها دائمًا من دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله من أجل الوصول إلى حقوقه المشروعةquot;. وأكد عمرو أن مصر عازمة الاستمرار في جهودها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية الكاملة.

تكليف ملكي لتفقد الأقصى
من جهته استعرض وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أهداف ونتائج زيارته الأخيرة إلى القدس وبيت لحم ولقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين الماضي، والتي جاءت بتكليف من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وذلك لتفقد سير مشاريع الإعمار الهاشمي في الحرم القدسي الشريف، ولتقديم التهاني إلى الطوائف المسيحية بمناسبة أعياد الميلاد والتهنئة بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، والمباحثات المستمرة بين عمّان ورام الله.

مفاوضات فلسطينية إسرائيلية
يشار إلى أن الصحف الإسرائيلية تحدثت أخيرًا عن لقاء سرّي جرى في عمّان بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتايناهو، حيث ذكرت المصادر الإسرائيلية أن اللقاء كان بهدف استماع نتايناهو إلى وجة نظر الملك عبدالله الثاني، بشأن سبل إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وسط التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن نتانياهو بحث أيضًا موضوع الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين، وحول ما إذا كانت المملكة الأردنية على استعداد للقيام بأي دور أمني في الضفة الغربية، في حال ما انسحبت إسرائيل من الضفة الغربية. فيما لم تؤكد أية مصادر أردنية صحة الأنباء التي تناقلتها الصحف والإذاعات الإسرائيلية.

في السياق عينه، ذكرت الصحف البريطانية في وقت سابق أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني صرّح خلال زيارته الأخيرة إلى لندن ولقائه بعدد من المسؤولين البريطانيين أن العاصمة الأردنية عمّان ستستضيف مفاوضات فلسطينية إسرائيلية بعد الانتخابات الإسرائيلية، المقرر إجراؤها في شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، بهدف إحياء عملية السلام المتوقفة منذ عام 2009 بين الطرفين، مما يرجّح فكرة أن العرب يعملون على إطلاق مبادرة سلام جديدة في المنطقة، خاصة مع الأحداث المتسارعة التي تعيشها سوريا.