يبدو أنّ المثليين جنسيا في تونس في طريقهم إلى الاستفادة من هامش الحريات والانفتاح الذي شهدته بلادهم عقب ثورة الرابع عشر من يناير التي أطاحت بنظام حكم ظل يقمع الحريات طوال عقود من الزمن.
غلاف مجلّة quot;Gaydayquot; التونسية الإلكترونيّة |
إيلاف من تونس: تعزز الفضاء الالكترونيّ التونسي الاسبوع الماضي بنشرية جديدة لم تحظى بالترحيب أو القبول في أوساط كثيرين.
تحت اسم quot;Gaydayquot;، أصدر مثليون تونسيون يصفون أنفسهم بـquot;المتطوعينquot; مجلة الكترونية موجهة أساسا إلى المثليين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وتعهدت المجلة، بأن تنشر قصصا وأخبارا تهم المثليين في هذه المنطقة من العالم.
تتيح المجلة التي بدأت فكرة اطلاقها منذ مارس / آذار 2011، لقرائها، سواء كانوا مثليي الجنس او غيرهم، تحرير المقالات والمشاركة في النقاشات التي تعهدت ادارة المجلة بتنشيطها في مقبل الأيام.
وتقول المجلة مُعرفة بنفسها أكثر في إحدى صفحاتها: quot;نريد أن نكون بيئة تفاعلية سليمة لمواجهة التحديات والدفاع عن حقوق الإنسان والتعامل مع المواضيع المختلفة من منظور المثليين أنفسهمquot;.
وستقدم المجلة الالكترونية الوليدة آخر المستجدات فيما يتعلق بالترفيه والأزياء والفنون والسياسة والثقافة، وكل ما يهمّ العالم بأسره، وذلك باستعمال القصص والمقالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي تعوّل في ذلك في كثير من الأحيان على قرائها، بحسب مشرفيها.
ويبدو أنّ طموح Gayday هوquot; تلبية احتياجات المجتمع المثلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومساعدة افراده على الشعور بالراحة والاستقرار في مجتمعاتهم، وتقديم بيان عن حياتهم الجنسية بشكل جيد وباستعمال المواضيع الهادفة التي تهمهم.
ويبدو أنّ هذه التجربة التونسيّة، ليست الاولى في منطقة المغرب العربيّ، إذ سبق وأن أصدر في العام 2010 مثليون مغاربة أول مجلة عربية تعنى بقضايا المجتمع المثلي المغربي والعربي، وكانت مبادرة جريئة أثارت حفيظة التيارات المحافظة في المغرب وفي المنطقة.
يشار إلى أنّ مثليي الجنس في تونس، وان كانوا يعمدون الى التخفي في معظم الاحيان لتجنب نظرة المجتمع الدونية تجاههم، فإنهم لا يعاملون بقسوة ولا يقتلون كما يحصل في بعض بلدان الشرق.
واتاحت شبكة الانترنت منذ بدء استعمالها في تونس هامشا كبيرا للمثليين جنسيا للتحرك والتعبير عن آرائهم.
وفور صدور المجلة الجديدة، هاجمت غالبية مستعملي الانترنت الواقفين وراء اصدارها، متهمين اياهم بـquot;الركوب على الثورة التي قامت من اجل الحرية والكرامة لا من اجل نشر الشذوذ الجنسي والتعريف بهquot;، على حد تعبير كثيرين.
إلا أن صفحات المثليين جنسيا على شبكة فايسبوك، احتفت بالمجلة أيما احتفاء، وتقاسمت عنوانها الالكتروني في أكثر من مناسبة كمحاولة للتعريف بالمجلة وجذب زوار جدد لها، وشهد الفضاء الالكتروني اشتباكات عنيفة بين مثليين وشباب تونسيّ عادة ما تنتهي بتبادل الشتائم والتهم.
التعليقات