الخليجيون يطردون سفراء دمشق من أراضيهم

في خطوة أوليّة من دول الخليج نحو quot;الاتحادquot;، أعلنت السعودية أن الدول الست أعلنت طرد سفراء سوريا لانتفاء الحاجة إليهم، مقررة كذلك سحب من تبقى من سفراء الدول الخليجية هناك، مطالبة الدول الست باتخاذ موقف حاسم خلال الاجتماع القادم.


الرياض:أعلنت السعودية التي ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، أن دول المجلس الست قررت quot;طردquot; سفراء النظام السوري وبـquot;شكل فوريquot;، بعد أن انتفت الحاجة إلى وجودهم وفق البيان الصادر.

وقالت الدول الست في قرارها إن من أسباب اتخاذ هذا الإجراء يأتي بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري quot;الشقيق quot;.

وأشار البيان إلى أن دول المجلس تتابع بـquot;بالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعةquot;، واصفة إياه بـquot;المجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقيةquot;.

وترى دول المجلس أن على الدول العربية، التي من المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم؛ أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير، ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل .

وأشارت دول المجلس إلى ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته.

قرار الدول الخليجية يأتي قبيل اجتماعها في الرياض السبت القادم لمناقشة أوضاع سوريا خاصة بعد quot;الفيتوquot; الثنائي من روسيا والصين ضد أي قرار يطالب بنقل السلطة في دمشق.

الكاتب السعودي علي المسعد قال خلال حديثه لـquot;إيلافquot; إن قرار الدول الست يوحي أن لديها ما هو أكبر خلال اجتماع الرياض القادم، وأضاف في تبيان حديثه أن الخليجيين أثبتوا أنهم في طريقهم للاتحاد الفعلي بعد أن اصدروا قرارهم بعيدا عن تابع في القرارات، واصفا إياه بـquot;الحكيم والشجاعquot;.

وعن الموقف العربي القادم خاصة وأن الفيتو الروسي والصيني حطم كل الآمال التي كان يرسمها العرب، قال المسعد إن القرار الحالي هو بيد جامعة الدول العربية، وكذلك أمام روسيا والصين في رفع الفيتو بعد أن يتم تبيين أن مصالحهم الاقتصادية ستفي بها دول أخرى.

وعن الزيارة الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي لافروف إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أوضح أن quot;الموقف الروسي وإن كان يعيد جزءا من حضور الاتحاد السوفييتي سابقا سيكون خاسراquot; إذ إن الضغط الدولي وquot;الاقتصاديquot; كذلك سيوقف كل أنواع الدعم الذي يتلقاه نظام دمشق من موسكو.

وأضاف المسعد ردا على سؤال حول تفعيل الحوار وفق المبادرة العربية التي ناقشها مجلس الأمن الدولي في جلسته بشأن سوريا الأسبوع الماضي، أن المبادرة العربية لم تؤت نتيجتها في ظل وجود موانع الأمن الدولي، وقال إن الحوار داخل سوريا لم يعد صالحا للتطبيق، واعتبر أن quot;الفيتوquot; خلق ستارا لحماية النظام والسماح له باستمرار القتل بحق المدنيين.

القرار الجماعي quot;الاتحاديquot; الخليجي يأتي بعد قرار تونس طرد السفير السوري لديها، رغم كل المعارضات من أحزاب الـquot;ضدquot; واعتبارات الحكومة التونسية.

وأضاف أن القرار يُعبر عن موقف الحكومة والشعب التونسي، quot;لأنه لم يعد بالإمكان السكوت على ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتعذيبquot; مع سحب تونس اعترافها بشرعية نظام بشار الأسد.

وكانت دول الخليج أعلنت في آب (أغسطس) من العام الماضي استدعاء سفرائها لدى دمشق في خطوة كانت منفردة ومتتابعة من الدول الست، خلافا لما كان عليه بيان اليوم quot;الاتحاديquot;.

وسيكون الأسبوع المقبل ساحة الحوار والاتفاق بين مضامين الاجتماع الخليجي ثم العربي، في وقت تشير فيه تقارير صحافية إلى أن العرب سيعيدون صياغة قرار يطالب فيه مجلس الأمن التحرك الفوري quot;لا عسكرياquot; للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

مهمات الطرد والسحب في لغة العملية الدبلوماسية لا تزال متحركة، فبعد إعلان واشنطن سحب سفيرها لدى دمشق، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان الثلاثاء استدعاء سفيرها في سوريا quot;للتشاورquot; اثر quot;أعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها نظام دمشقquot;.

وتابع البيان أن السفارة الايطالية في العاصمة السورية تبقى quot;مفتوحة وتواصل العمل لضمان المساعدة للمواطنين الموجودين في هذا البلد ومتابعة تطورات الأزمة البالغة الخطورة الجارية في البلد بأكبر قدر من الانتباهquot;.