يستحوذ الواعظ الإسلامي أبو قتادة على قدر كبير من الاهتمام الإعلامي في بريطانيا حاليًا بسبب قرار الإفراج عنه وعجز السلطات عن إعادته الى الأردن خوفا منتعذيبه. والآن تدلو laquo;بي بي سيraquo; بقرار يضيف المزيد إلى الجدل الساخن.


laquo;بي بي سيraquo; منعت نشر صور مثل هذه لأنها تظهر أبو قتادة قبل أن يفقد الكثير من وزنه

لندن: حتى لا تُتهم بإطلاق الأحكام جزافا، أصدرت إدارة هيئة الإذاعة البريطانية توجيها الى سائر محرريها ومذيعيها بالامتناع عن وصف الأردني - الفلسطيني عمر محمد عثمان، الشهير بـlaquo;أبو قتادةraquo;، بـlaquo;المتطرفraquo;، وإن كان لهم وصفه بـlaquo;الراديكاليraquo; كما قالت. ولم تكتف بذلك وإنما وصلت حساسيتها الى درجة منع وسائلها المرئية - من تلفزيون ومختلف المنشورات - من عرض أي صور قديمة له تظهره بديناً.

وكان قاض قد أصدر حكما يقضي - عملا بقرار المحكمة الأورروبية لحقوق الإنسان - بإطلاق سراح الواعظ الإسلامي الذي يوصف في الغرب بأنه laquo;ذراع بن لادن اليمنى في أوروباraquo;. وقضى أيضا بألا يعاد الى موطنه الأردن خشية أن يتعرض فيه للتعذيب على يد سلطاته.

وأثار هذا القرار موجة واسعة من الغضب في بريطانيا وتعالت أصوات البرلمانيين - بمن فيهم وزيرة الداخلية - الذين قالوا إن أوروبا تحرم البلاد مجددا من إدارة شؤونها بنفسها. وأشاروا الى ما صدر عن محكمة بريطانية وصفت أبو قتادة بأنه laquo;شخص خطير فعلاraquo;، وإلى فريق محاميه الذي اعترف، على حد قولهم، بأنه laquo;يشكّل تهديدا خطيرا على الأمن القوميraquo;.

ووفقا لصحيفة laquo;تليغرافraquo;، فعلى الرغم من كل هذه الخلفية فقد أصرّت laquo;بي بي سيraquo; على قرارها بعدم وصف أبو قتادة بأنه laquo;متطرفraquo; في اجتماع عُقد الثلاثاء وترأسه أحد كبار مدرائها وهو أندرو روي. وقالت الصحيفة إنها حصلت على نسخة من محضر الاجتماع الذي ورد فيه: laquo;بوسعكم وصفه بالراديكالي ولكن ليس بالمتطرف لأن هذا قد يُعتبر حكما جزافياraquo;.

وأثار قرار laquo;بي بي سيraquo; بدوره موجة أخرى من الغضب وسط النواب والمعلّقين. فوصفه ماجد نواز، من بنك العقول laquo;كويليامraquo; الإسلامي المعادي للتطرف الديني، بأنه laquo;شلل ليبرالي إزاء التشدد الإسلاميraquo;. وقال إن على الصحافيين أن يتحلوا بالأمانة في ما يتعلق بسجل ابو قتادة. وأضاف قوله: laquo;الراديكالي هو الشخص المختلف عن الآخرين. لكن المتطرف هو الذي يتبنى الآراء والأعمال المتطرفة مثل قتل الأبرياءraquo;.

وقال النائب المحافظ جيمس، كلابيسون عضو اللجنة البرلمانية الخاصة للشؤون الداخلية، إن التوجيه الذي أصدرته بي بي سي laquo;لا يجد مبررا له على الإطلاقraquo;. وأضاف قوله: laquo;بالنظر الى القرائن المجتمعة ضد هذا الرجل، فماذا يفعل المرء حتى تسميه الهيئة متطرفاraquo;؟

أما التوجيه الآخر المتعلق بالامتناع عن نشر صور أبو قتادة القديمة حتى لا يوصف بالبدانة فقد تأتى لأنه فقد منذ ذلك الوقت الكثير من وزنه، ولذا فإن أي صورة لا تظهر نحافته الجديدة تعتبر laquo;إخلالا بالحقيقة القائمة الآنraquo;.