تكثرالتساؤلات عن إحتمالتوجيه إسرائيل، بدعم أو مشاركة أميركية، ضربة عسكريةلإيران، بسبب مساعيها النووية،بالإضافة إلى السيناريوهات المحتملة حول التوقيت والنتائج المحتملة، ومدى إتساع رقعة هكذا حرب وإمكانية مشاركة بعض الأطراف الإقليمية فيها.


من فعاليات الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة الإسلامية الإيرانية

إيلاف: تتزايد التكهنات حول احتمال قيام اسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية في وقت تتفاوت الخطوات الأميركية بين العقوبات الصارمة من جهة، وبين لجم المساعي الإسرائيلية وإطلاق التصريحات التي من شأنها التخفيف من حدة التوتر في المنطقة، كاعتبارها ان لديها تصور كامل عن مسار الملفالنووي الإيراني من جهة،واستعمالهامن جهة أخرىسياسة العصا والجزرة التقليدية.

أميركا وإسرائيل...خلاف أم تبادل أدوار

وبالرغم من تأكيد الرئيس الامريكي باراك أوباما قبل أيام quot;أن الادارة الاميركية لن تسمح لايران إمتلاك السلاح النووي وكافة الخيارات مطروحة على الطاولةquot;، إلا ان خلافا عميقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يزال قائماً حول فكرة الحرب.

ويتمحور الخلاف حول سؤال أساسي طرحته صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية: هل المنشآت النووية الإيرانية على وشك أن تصبح منيعة؟ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك صاغ مؤخراً عبارة quot;منطقة الحصانةquot; لوصف الظروف التي ترى إسرائيل على أساسها أنها لا تستطيع الامتناع عن توجيه ضربة لطهران لأن مسعاها لإنتاج قنبلة نووية سيكون محصنا ضد أي ضربة.

بينما ترى واشنطن أن الضربة المقترحة يمكن أن تؤخر برنامج إيران النووي عامين أو ثلاثة أعوام، لكنها ستمنح الإيرانيين مبررا لصنع سلاح نووي بدعوى الدفاع عن أنفسهم بعد تلك الضربة. وتعتقد إدارة الرئيس باراك أوباما أن الموقف الصائب هو تركيز الجهود الدولية على فرض عقوبات مشددة ضد طهران لإقناعها بأن كفة تكاليف صنع سلاح نووي تثقل كثيرا كفة العدول عن تلك الخطوة والتوصل إلى اتفاق ينهي أزمة الملف النووي مع المجموعة الدولية.

بيد ان تقارير غربيةتشير إلىإمكانية ان تكون هذه المواقف المتباينة حملة مدروسة بعناية من quot;الخداع وتبادل الإشاعات التى تهدف إلى تشديد العقوبات والضغط على إيران للجلوس على مائدة المفاوضاتquot;، فمن غير المفهوم كيف تحيط إسرائيل نواياها بضرب إيران بهذا القدر من العلنية على الرغم من أنها لم تعلن مسبقا عن ضرب المفاعل العراقي مثلا في الثمانينيات، بل قامت بضربه دون إبلاغ الإدارة الأميركية آنذاك ما أدى إلى أزمة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس رونالد ريجان في ذلك الوقت.

ويدعم هذا الإحتمال تأكيد عسكريين أميركيين إنهم لم يرصدوا أي تحركات إسرائيلية عسكرية استثنائية توحي بأن إسرائيل تستعد حقا لمثل تلك الضربة.

إلا أن التقارير نفسها لم تستثن إحتمال كونها قاعدة أساسية يتم التجهيز لها من أجل شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية فى غضون الأشهر القليلة المقبلة.

لكن تحديد متى تحين هذه اللحظة مازال ضبابياً، رغم ان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا كشف خلال اجتماع مع نظرائه من قوات حلف شمال الأطلسى quot;ناتوquot; فى العاصمة البلجيكية بروكسل إنه quot;من المحتمل بعد وقت قصير أن تقوم إسرائيل بشن هجوم على إيران إما فى شهر نيسان/إبريل أو أيار/مايو أو حزيران/يونيو، وهي الأوقات التى عادة ما يكون فيها الجو العام مواتيا للهجومquot;.

والوضع الذي يفرض نفسه في هذه الحالة، ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتحرك بصورة أحادية الجانب، سواء بدعم أميركي أم لا، ما قد يضطر الولايات المتحدة إلى شن الهجمات ضد إيران بنفسها.

ووفقا لهذا الاعتقاد فإن إسرائيل قد تنفذ الهجوم في ذروة الانتخابات الأميركية لأن المرشحين في كلا الحزبين سيحاولون التنافس على إظهار الدعم لإسرائيلquot;.

وفي هذا السياق أظهر استطلاع أجرته شبكة الأخبار الأمريكية quot;إن بي سيquot; NBC لآراء المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والأميركيين حول احتمالات أن تهاجم إسرائيل إيران، أن احتمالات الهجوم على إيران لا تقل عن 50%، كما أكد مصدر أميركي رفيع المستوى إن فرص الهجوم لا تقل عن 70%.

إيران في المرمى الإسرائيلي

سيناريو الحرب المقبلة

وحول الوسائل التي قد تستخدمها إسرائيل، كشف مسؤولون أمنيون معلومات جديدة عن خطة الهجوم من جانب إسرائيل، مشيرين إلى أن إسرائيل تملك صواريخ quot;أريحاquot; المعدة للمدى البعيد وأن الرؤوس الحربية فيها قادرة على اختراق الحصون الإيرانية، وعلى حد زعمهم quot;فإن الصواريخ لن تحمل رؤوس نووية، ولكن الإيرانيين سيفاجأون من مدى دقتهاquot;.

ويعتقد الخبراء أن إسرائيل ستشن هجوما متعدد الاتجاهات، بواسطة الطائرات حربية والصواريخ البعيدة المدى التي تستطيع أن تضرب أهداف على بعد 2400 كلم.

وبحسب الخبراء فإن الهجوم بالصواريخ البالستية سيكون بالتناسق مع هجوم الطائرات الحربية من طراز quot;F-15quot; وكذلك طائرات بدون طيار، في حين ستستخدم الطائرات الحربية مسارات طيران تسمح لها بتقليل استخدام الوقود وكذلك التهرب من الرادار، رغم إعتبار المسؤولين العسكريين quot;إن إسرائيل ستكون مستعدة لسقوط عدد من طائراتها الحربية، إذا كانت ذلك ضرورياquot;.

وفي إشارة لـquot;بنك الأهدافquot; أكدوا أن إسرائيل لن تحاول ضرب جميع المنشئات النووية الإيرانية، ولكن سيتم التركيز على بعض المنشئات التي تعتبر أنها حاسمة لوقف البرنامجquot;.

الرد الإيراني

ومن جانبه، رد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال خطاب بثه التلفزيون الإيراني السبت 11/2/2012 في الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة الإسلامية الإيرانية، quot;ان بلاده ستعلن عن quot;انجازات مهمةquot; وكبيرة في المجال النووي خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً ان بلاده quot;لن تستسلم ابدا في مواجهة لغة القوةquot; في المفاوضات النووية مع القوى الكبرىquot;.

وبدوره، القائد الأعلى الإيراني آية الله على الخامنئي هدد كلا من إسرائيل والولايات المتحدة، ووصف إسرائيل بأنها quot;ورم سرطانى ستتم إزالتهquot; معلنا أنه إذا اندلعت الحرب quot; فستكون فتكا أكثر بعشر مرات بأميركا وليس بإيرانquot;.

وفي هذا السياق، اعتبرت مجلة quot;الإيكونوميستquot; البريطانيةquot; إنه وسط حرب الكلمات المتصاعدة، فإن التجهيزات للحرب تتم بالفعل، منوهة إلى أن الإرهاصات الدالة عليها بدأت عندما أعلن قائد القوات الأرضية بالحرس الثورى الإيرانى إجراء تدريبات فى جنوب إيران قريبا من مضيق هرمز وبدء الولايات المتحدة في أكبر تدريباتها البرمائية منذ حوالي عقد من الزمانquot;.

وهددت إيران أن أول رد سيكون موجها إلى القواعد الأميركية في الشرق الأوسط والخليج العربي.

وأهم هذه القواعد: quot;العديدquot; في قطر، الأسطول الخامس في البحرين، والقاعدة الجوية في الإمارات، بالإضافة إلى إغلاق مضيق هرمز.

قادة حماس،سوريا، حزب الله، وإيران

وبالإضافة إلى قواها العسكرية، تعتمد إيران على عدة أوراق إقليمية من أجل محاولة فتح جبهات عدة وإغراق المنطقة كلها في أتون الحرب، وفي ظل الشلل السوري بسبب الأزمة الداخلية، يصبح على رأس هذه الأوراق quot;حزب اللهquot; اللبناني وquot;حماسquot; الفلسطينية رغم الذبذبة التي تحوم حول تموضع الأخيرة.

فبالرغم من ان المراقب العام لجماعة quot;الأخوان المسلمونquot; بالأردن، همام سعيد تمنى على رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية عدم زيارة إيران، بدأ هنية زيارة رسمية لها للمشاركة في الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لانتصار quot;الثورة الاسلاميةquot;، حيث أعلن رفضه quot;التهديدات الأميركية والإسرائيليةquot;، معلناً quot;الشراكةquot; مع إيران.

وبدوره أعلن الأمين العام لحزب الله قبل أيام عن تلقيه quot;الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل اشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الاسلامية في ايران منذ العام 1982quot;، تاريخ تأسيس الحزب.

وحول مشاركته في أي حرب محتملة على إيران، قال نصرالله quot;في ذلك اليوم الذي أستبعد أن يحصل، أنا اقول لكم من الآن أن الامام الخامنئي والقيادة في ايران لن تطلب من حزب الله شيئا ولن تملي بشيء ولن ترغب بشيء، في ذلك اليوم نحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعلquot;.