تختار اليمن رئيساً جديدًا في 21 شباط/فبراير الجاري، في ظل مواكبة أممية ودولية عبرت عنها زيارة كل من نائب الرئيس الأميركي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، كما ان التحضيرات الداخلية والأمنية على قدم وساق بعد نشر مائة ألف عسكري لتأمين سير الانتخابات.


المرشح التوافقي الوحيد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

صنعاء: يتجه اليمن لإنتخاب أول رئيس له بعد علي عبد الله صالح الثلاثاء المقبل، بعد نجاح المبادرة الخليجية في حل الأزمة التي عصفت في البلاد لما يقارب مدة عام، والمرشح التوافقي الوحيد هو نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

إلا ان بعض الإضطرابات الأمنية لا زالت ترافق التحضيرات للعملية الإنتخابية، لا سيما الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة، إستدعت إستنفاراً امنياً عالياً، كما شكلت هذه المحطة الديمقراطية في تاريخ اليمن، محور إهتمام دولي، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.

مائة ألف عسكري لتأمين سير الانتخابات الرئاسية

صنعاء: أعلنت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن اليوم انه جرى تكليف أكثر من مائة ألف ضابط وجندي من عناصر قوات الجيش والامن اليمني لتأمين الحماية اللازمة لكافة المراكز الانتخابية في البلاد.

واضافت اللجنة في بيان صحافي انها دشنت السبا غرفتي عمليات في وزارتي الدفاع والداخلية لمتابعة سير العملية الانتخابية المقرر اجراؤها في 21 شباط/فبراير الجاري.

وأشار البيان الى أن مسؤولي اللجنة قاموا بزيارة الى quot;اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاءquot; حيث جرى خلال اللقاء تدارس الاجراءات الأمنية التي اتخذتها اللجنة الأمنية التابعة للجنة العليا للانتخابات بالتعاون مع اللجنة العسكرية والمؤسسة الدفاعية والأمنية.

كما التقت اللجنة العسكرية في مبنى اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء بمبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الذي أكد اهتمام المجتمع الدولي بأمن واستقرار اليمن وباجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها المحدد.

إضطرابات أمنية

ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن مصدر أمني quot;ان خلية إرهابيةطُبط بحوزتها عدد من العبوات الناسفة كانت مجهزة للتفجير وهي عبارة عن ثلاث قذائف مدفعية عيار 130 ملفوفة بمادة متفجرة ( تي ان تي ) مع الصواعق والأسلاك والبطاريات وأجهزة للتفجير عن بعد quot;.

وكشف المصدر أن التحقيقات الأولية مع عناصر الخلية الارهابية المضبوطة أظهرت أنهم كانوا في طريقهم لتفجير العبوات الناسفة في بعض الدوائر الانتخابية بهدف خلق حالة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين وافشال الانتخابات الرئاسية في بعض المراكز الانتخابية بالمحافظة.

ويأتي هذا في الوقت الذي ذكرت تقارير الأمس أن عشرات المسلحين من أنصار صالح والمؤتمر الشعبي الحاكم اقتحموا مهرجانا انتخابيا لمرشح التوافق الوطني منصور هادي وهم يحملون صور الرئيس صالح.

وأكد شهود عيان لبي بي سي أن أنصار الرئيس صالح مزقوا صورا للمرشح هادي في المهرجان الذي نظم لتأييد انتخابه رئيسا جديدا للبلاد، فيما تدخلت الشرطة على الفور لمنع حدوث أي مصادمات بين أنصار المرشح التوافقي وأنصار الرئيس صالح في مدينة تعز جنوبي اليمن.

وفي عدن، أصيب ثلاثة مدنيين ليل الجمعة السبت في تبادل لاطلاق النار بين قوات الأمن التي كانت تحرس مركزا انتخابيا ومؤيدين للحراك الجنوبي الانفصالي المعارض للانتخابات الرئاسية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سكان محليين قولهم إن quot;مسلحين يعتقد بأنهم ينتمون إلى التيار المتشدد في الحراك الجنوبي اطلقوا النار على قوات الامن والجيش المكلفة حراسة المركز الانتخابي الواقع في مبنى المعهد التقني الالمانيquot;.

وفي سياق متصل أعلن مصدر أمني في ادارة أمن محافظة عدن جنوبي اليمن أن أجهزة الأمن بالمحافظة تمكنت قبل ظهر اليوم من ضبط خلية ارهابية مكونة من خمسة أشخاص.

مساعد الرئيس الاميركي جون برينان

اوباما يتطلع الى تهنئة quot;الرئيس المنتخبquot; عبد ربه منصور هادي بصفة شخصية

جدد مساعد الرئيس الاميركي ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب جون برينان الليلة موقف الولايات المتحدة الداعم لانجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن بما يحفظ وحدته وأمنه واستقراره.

وأشاد برينان الذي سلم نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في وقت سابق اليوم رسالة من الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال لقائه هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن أحمد علي الأشول بالمستوى المتطور الذي وصلت اليه علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين والجيشين الصديقين والجهود التي بذلت في سبيل اجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها المحدد.

وأكد فيها quot;ان الرئيس أوباما يتطلع الى تهنئة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي بصفة شخصية مع التأكيد على عمق العلاقات القائمة بين اليمن والولايات المتحدة في مختلف المجالات وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدةquot;.

وبدوره أعرب هادي عن ارتياحه لإهتمام الولايات المتحدة بشؤون اليمن على ذلك النحو المتابع للأهداف والمعالجات والشراكة الرائعة التي تمت في هذا الاطار.

وأكد أن الطريق الذي اختاره اليمنيون كان الوحيد نحو السلام والوفاق والوئام أو الذهاب الى الاقتتال والنتائج التي لا تحمد عقباها.

من جهته ثمن الأشول خلال اللقاء الجهود التي بذلتها الادارة الاميركية لاحتواء الأزمة السياسية في اليمن ورعايتها للمبادرة الخليجية التي ادت لخروج الأطراف السياسية بحلول توافقية للأزمة من خلال المبادرة التي تتحقق آليتها التنفيذية على الواقع ومنها اعداد الترتيبات النهائية لاجراء الانتخابات الرئاسية في 21 من الشهر الجاري.

مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة جمال بن عمر

مبعوث بان يطلع على سيرالإنتخابات

وفي السياق ذاته استقبل هادي مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الذي يزور اليمن للاطلاع على سير الانتخابات الرئاسية المبكرة.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية بأن هادي اطلع مبعوث بان كي مون على الخطوات التي تمت على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014 والذهاب الى الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستمثل منطلقا للمستقبل الجديد لليمن.

وأكد المبعوث الأممي أن المجتمع الدولي بأسرة يتابع عملية التسوية السياسية في اليمن والتي ستكون نموذجا رائعا في منطقة الشرق الأوسط مشددا على أهمية التهيئة لمناخ الأمن والاستقرار وسحب كافة المظاهر المسلحة والمليشيات من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى حتى يلمس الناس والمجتمع اليمني ما أنجز في طريق الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة في اليمن.

والتقى بن عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي محمد حسين الحكيمي، مشيداً بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل اللجنة العليا للانتخابات والتحضيرات النهائية الجارية لاجراء وانجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة.

وأكد أن اللجنة استطاعت أن تقطع شوطا كبيرا في طريق التحضير للانتخابات خلال فترة زمنية وجيزة ما يعكس بوضوح قدرة اللجنة في التعاطي مع مسؤولياتها بمهنية عالية ويجسد في ذات الوقت التزامها بالمبادئ الدولية المتعارف عليها والمتمثلة بالحيادية والنزاهة والشفافية.

وجدد التأكيد على استعداد الأمم المتحدة مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم لمساندة اللجنة في أداء مهامها.

التحضيرات الإنتخابية

وحسب وكالة الأنباء اليمنية قدم رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد حسين الحكيمي لمبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة شرحا مفصلا عن المهام والخطوات التي نفذتها اللجنة بدءا بالمراحل التحضيرية وما رافقها من تجهيزات فنية ومستلزمات العملية الانتخابية من الوثائق والأدلة وصولا الى طباعة ورقة الاقتراع بما يزيد على 12 مليونا و400 ألف ورقة.

وأكد القاضي الحكيمي أن اللجنة حرصت على بلورة مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في تنفيذ مهامها وقدمت على ضوء ذلك تسهيلات يحق بموجبها لكل مواطن يمني بلغ السن القانونية أن يمارس حقه القانوني بالادلاء بصوته في أقرب مركز انتخابي يقع في نطاقه الجغرافي بالاضافة الى تشكيل اللجان الانتخابية من قبل طرفي العملية السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وفي السياق ذاته التقى الحكيمي اليوم عضو مجلس اللوردات البريطاني ايما نيكلسون التي وصلت اليوم الى اليمن للمشاركة في الاطلاع والرقابة على الانتخابات الرئاسية المبكرة.

وعبرت المسؤولة البريطانية عن شكرها للجنة العليا للانتخابات وذلك لدعوتها من قبل اللجنة للمشاركة في الرقابة على الانتخابات معربة عن ارتياحها للتوافق السياسي الذي توصل اليه اليمن والدور الايجابي الذي لعبته الأحزاب السياسية في انجاح المبادرة الخليجية.

في غضون ذلك، أعلن مركز الحريات الصحفية في اليمن عن استعدادات مكثفة لإشهار هيئة رقابة شعبية وصحفية في مختلف مدن البلاد لمراقبة أداء الرئيس الجديد وحكومة الوفاق خلال المرحلة الانتقالية وقياس مدى الالتزام بتعهدات الانتقال السياسي للدولة اليمنية الديمقراطية المدنية.

من جانبه دعا الشيخ صادق الأحمر أبرز معارضي الرئيس علي عبد الله صالح كافة اليمنيين الى انتخاب نائب الرئيس منصور هادي وجعل يوم الاقتراع يوما خاليا من السلاح في كل مدن البلاد.

الجيش ينتشر لتأمين الإنتخابات

الحراك الجنوبي

ويسعى قادة فصائل الحراك الجنوبي في اليمن حاليا لعرقلة سير الانتخابات الرئاسية التي ستتم الثلاثاء القادم، حيث تختلف آراؤهم حول سبب الرفض.

وكان شهود عيان في مدينة عدن جنوب اليمن قالوا لـquot;إيلافquot; في وقت سابق إن بعض الحراكيين أو جناح مسلح منهم quot;قاموا بجمع توقيعات من الأهالي في عدد من مديريات المدينة يعترفون من خلالها برفضهم للانتخابات وذلك بقوة السلاحquot;.

وقال الناشط في عدن مياد خان لـمراسلنا: quot;لن ينجح الحراكيون في إفشال انتخابات عدن وهم الآن يعملون على تخويف الناس من يوم الاقتراعquot;.

وأضاف: quot;من يجمع التوقيعات ويحضر مسيرات الحراك اليوم المؤيدة لمقاطعة الانتخابات سواء بالسلم أو بالقوة، كثير منهم هم قيادات في المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقاquot;.

وأشار إلى ترشح قيادات في المؤتمر الحاكم سابقا للانتخابات، وفشلت عدة مرات وهي اليوم من تدفع إلى جمع توقيعات حول مقاطعة الانتخابات وتعدهم بأنها سوف تسلمها إلى الأمم المتحدةquot;.

وتابع: quot;غالبا ما يلجأ الضعيف إلى استخدام القوة، وقلنا لهم لو أنتم أكثرية كما تزعمون فلماذا لا نحتكم في يوم 21 فبراير ونرى رأي الجنوبيين بصدق من منهم سينتخب ومن سيمتنعquot;.

وفي سياق متصل قللت وزيرة حقوق الانسان حورية مشهور من نتائج المقاطعة التي تبنتها فصائل وشخصيات جنوبية، وقالت quot;لن تؤثر المقاطعة على الانتخابات لأنها مدعومة من جهات داخلية خارجية كما أنها تحظى بدعم اقليمي ودوليquot;.

وزيرة الدولة لشؤون مجلس الوزراء جوهرة حمود قالت إن هناك تباينا في مواقف ورؤى فصائل ومكونات الحراك الجنوبي حول الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي حذرت فيه من تكرار quot; أخطاء الماضي نفسهاquot;.

وقالت: quot;هناك آراء مختلفة ولا ينبغي مصادرة آراء المكونات والقوى السياسية الأخرى والإصرار على الرأي الواحدquot;.