حدد مجلس القضاء الأعلى الثالث من أيار موعدا لمحاكمة نائب رئيس الجمهورية العراقي المتهم بالارهاب طارق الهاشمي وصهره غيابيًا، ونأى المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني بنفسه عن عمليات اعتداء على مقلدي المرجع الشيعي آية الله السيد محمود الحسني الصخري.
تتصاعد عمليات إحراق متبادلة لمكاتب مرجعيات شيعية عراقية |
أسامة مهدي: نأى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني بنفسه عن عمليات حرق مساجد واعتداءات على معتمدي المراجع الشيعية في مواجهات بين انصاره ومقلدي المرجع الشيعي آية الله السيد محمود الحسني الصخري ودعا إلى ضبط النفس وطالب السلطات بحفظ الامن، فيما اعلن مجلس القضاء الاعلى عن تحديد الثالث من ايار (مايو) المقبل موعدا لمحاكمة نائب رئيس الجمهورية المتهم بالارهاب طارق الهاشمي وصهره غيابيا عن ثلاث تهم.
وأكد مكتب المرجع السيستاني عدم علاقة اي من وكلاء او معتمدي المرجعية في عمليات حرق وتحطيم مكاتب للمرجع الصخري وحسينيات تابعة له في عدد من محافظات وسط وجنوب العراق، خلال الأيام الأربعة الأخيرة. وأدان المكتب في بيان من مقره في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) أعمال العنف التي رافقت تلك العمليات وطالب الأجهزة الأمنية بضبط الأمن ومنع الاعتداءات من أي جهة كانت. واشار إلى أن المرجعية تدعو باستمرار جميع المواطنين إلى الالتزام بالقانون والابتعاد عن ممارسة العنف. وحذرت من أن هذه الأعمال تهدف إلى إثارة المزيد من البلبلة والاحتقان السياسي والأمني في المدن العراقية .
ومنذ الجمعة الماضي، تتصاعد عمليات إحراق متبادلة لمكاتب مرجعيات شيعية عراقية واستهداف معتمديها في عدد من محافظات البلاد الجنوبية ما أرغم السلطات على اتخاذ اجراءات امنية مشددة تحسبا لاندلاع مواجهات شيعية شيعية.
فقد أحرق مجهولون الأحد مكاتب المرجع الديني آية الله الصرخي الذي يعارضه مقلدو المرجع السيستاني في ناحية السدير جنوب محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد)، ما ادى إلى إحراق محتوياته ولكن من دون وقوع خسائر بشرية. كما أضرم النار في مسجد قيد الإنشاء يعود إلى أنصار الصرخي جنوب غرب البصرة (550 كم جنوب بغداد). وأوضح مصدر أمني ان مجهولين اقتحموا بعد صلاة الفجر مسجد فارس الحجاز الذي يعود لانصار الصرخي في ناحية أم قصر وأضرموا النار فيه ما ادى إلى إتلاف محتوياته من دون وقوع خسائر بشرية. وسبق ان شهد قضاء الرفاعي شمال محافظة ذي قار (260 كم جنوب بغداد) الجمعة اضطرابات وفرض حظر للتجوال لساعات بعد ان خرج متظاهرون مطالبين بإغلاق مكتب الصرخي في القضاء.
وكانت المواجهات بدأت يوم الجمعة الماضي عندما اندلعت تظاهرات في قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) لمنع جماعة الصرخي وهو زعيم جماعة شيعية عقائدية يتهم مقلدو السيستاني أتباعه بالتطرف والتعصب الديني من افتتاح مكتب لهم ما تسبب بحرق المكتب واصابة عنصرين من الشرطة بجراح حيث تدخلت قوات المهمات الخاصة في المحافظة واعتقلت 50 عنصرا من جماعة الصرخي.
وفي المقابل، احبطت الشرطة في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) الأحد محاولة لاستهداف منزل وكيل للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بعبوة ناسفة. وفككت الشرطة عبوة ناسفة مزروعة قرب منزل إياد الشريفي وكيل السيستاني وذلك وسط مدينة الحلة مركز المحافظة من دون حدوث أضرار.
كما تم أيضا في المحافظة نفسها إحباط محاولة لتفجير مدرسة دينية تابعة للمرجع السيستاني بعبوة ناسفة جنوب الحلة. وتمكنت قوة من وحدة مكافحة المتفجرات من إبطال مفعول عبوة ناسفة كانت مزروعة بالقرب من مدرسة دينية تابعة للمرجع السيستاني في ناحية القاسم (16كم جنوب مدينة الحلة) من دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.
وتأتي هذه الأحداث اثر تعرض منازل ستة من معتمدي ومقلدي المرجع السيستاني في محافظتي الناصرية والديوانية جنوب العراق الجمعة والسبت لهجمات بقنابل يدوية لم تؤد إلى سقوط ضحايا.
ووقعت هذه الهجمات بعد ان هاجم مئات المتظاهرين في الناصرية الجمعة مركز محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد) مكتبا جديدا للصرخي الذي اتهم متحدث باسمه احد معتمدي السيستاني بالتجييش للهجوم. وحاول متظاهرون التحدث مع القائمين على مكتب الصرخي لاقناعهم باغلاقه وابعاد المدينة عن quot;التطرف الديني بكل اشكالهquot; موضحين انه quot;لم يستجب لمطلبهم ما دفعهم إلى إحراق المكتبquot;.
وتعرضت على اثر ذلك منازل تابعة لممثلي ومقلدي السيستاني إلى سلسلة من الهجمات لكنها لم تصب ايا من ساكنيها بأذى. ففي الديوانية تعرض منزل الشيخ باسم الوائلي ممثل السيستاني فيها لهجوم بقنابل يدوية. كما تعرضت ثلاثة منازل اخرى تابعة لأبرز مقلدي المرجع السيستاني لهجمات مماثلة لكن من دون اصابات. وفي قلعة سكر شمال الناصرية عثرت الشرطة على عبوة ناسفة قرب منزل الحاج فليح حسن، ممثل السيستاني في المدينة تمكن فريق من مديرية مكافحة المتفجرات من تفكيكها. وفي مدينة النصر شمال المدينة ايضا عثرت الشرطة على قنبلة صوتية صباح السبت قرب منزل السيد علي الغرابي وكيل السيستاني هناك.
وقبيل الهجمات اتهم الشيخ بلال الخفاجي المتحدث باسم الصرخي ممثل المرجع السيستاني في منطقة الرفاعي شمال الناصرية بالوقوف وراء عملية احراق مكتب الصرخي في المنطقة. وبعد تعرض المكتب للاحراق توجه عدد من انصار الصرخي من الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والديوانية (180 كلم جنوب بغداد) إلى الناصرية (375 كم جنوب بغداد) للاحتجاج على ذلك لكن السلطات الامنية فرضت حظرا على التجوال واعتقلت عددا من انصار الصرخي.
وكان أتباع الصخري خاضوا عام 2006 مواجهات مع الشرطة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) قتل فيها العشرات منهم فيما جرى اعتقال نحو 200 شخص.
تحديد الثالث من ايار لمحاكمة الهاشمي وصهره غيابيًا
اعلن مجلس القضاء الأعلى عن تحديد الثالث من أيار (مايو) المقبل موعدا لمحاكمة نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي وصهره احمد قحطان غيابيا عن ثلاث تهم.
وقال مصدر في المجلس ان الهاشمي وصهره سيحاكمان غيابيا امام المحكمة الجنائية العراقية في بغداد عن ثلاث تهم تم استكمال التحقيقات فيها لكنه لم يشر إلى طبيعة هذه الاتهامات او الحكم المتوقع ضدهما جراء هذه التهم.
وكان الهاشمي اتهم أمس من أسماهم بالساسة المنافسين، بالوقوف وراء الاتهامات بأنه كان يدير فرق موت وذلك بعد ان قدمت لجنة تحقيق مشكلة من قضاة يوم الخميس الماضي تفاصيل 150 هجوما قالوا إن فرقا للاعدام تعمل تحت قيادة الهاشمي نفذتها.
وقال الهاشمي في خطاب متلفز وجهه إلى العراقيين من اقليم كردستان أنه سينقل قضيته إلى المحكمة الدولية لكنه اشار إلى انه سينتظر رد مجلس القضاء الاعلى على الطلبات التي تقدم بها فريق الدفاع عنه لنقل محاكمته من بغداد إلى كركوك وتحويل قضيته من المحكمة الجنائية إلى المحكمة الاتحادية ورفع السرية عن التحقيقات الجارية في القضية. واتهم السلطات باحتجاز افراد حمايته المعتقلين والذي زاد عددهم عن السبعين في سجون سرية غير تابعة لوزارة العدل قال انهم يتعرضون فيها لمختلف انواع التعذيب النفسي والجسدي من اجل إرغامهم على الإدلاء باعترافات مزورة ضده .. داعيا إلى هيئة تحقيقية للاطلاع على أوضاعهم هذه.
وتساءل الهاشمي قائلا quot;أين الجرائم التي ارتكبها تنظيم القاعدة وعصائب أهل الحق وحزب الله وبقية الميليشيات والفصائل المسلحة، وأين القضاء من كبريات الجرائم التي ارتكبت في شمال ووسط وجنوب العراق من جريمة اختطاف أعضاء اللجنة الاولمبية وموظفي دائرة البعثاتووزارة النفط وضحايا الاختناق في الحاويات ومعسكر اشرف ومئات الجرائم الأخرى؟quot;.
وأشار إلى انه باق في اقليم كردستان لتأدية ما عليه quot;من واجبات وطنية وسياسيةquot; وعبر عن شكره للرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وحكومته لوقوفهم إلى جنبه خلال هذه الفترة .
وأبدى الهاشمي استغرابه من إكمال التحقيق في 150 قضية خلال وقت قصير وتساءل قائلا quot; . كيف استطاعت الهيئة التحقيقية اكمال التحقيق في 150 قضية ضدي خلال وقت قصير ما يعني ان الأمر مقصود وفيه استهداف متعمد؟quot;. وأضاف ان القضاء لم يستطع الكشف خلال السنوات الماضية عن الكثير من القضايا والجرائم التي كان واضحا من يقف خلفها، وتساءل قائلا quot;كيف يتم الكشف عن 150 عملية خلال ايام من التحقيق؟quot;.
وأعلن تحفظه عن إصدار أحكام الإعدام ضد المدانين وطالب بتعليق إصدار أحكام الإعدام حتى يتم مراجعة القوانين واسلوب القضاء في التعامل معهم.
وأكد الهاشمي ان دعمه لعمليات الكشف عن ملفات الفساد كان وراء استهدافه سياسيا واعتبر أن قضيته أصبحت قضية رأي عام مؤكدا أن الدفاع عنه فرض عين على كل مواطن شريف. وحذر من ان دائرة الاستهدافات السياسية ستستمر لعدد من الشخصيات السياسية الاخرى .
يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي على خلفية إصدار مذكرة قبض بحق القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، بعد اتهامه بدعم الإرهاب وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصفه المالكي بأنه quot;ديكتاتورquot; الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديم طلب إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في 29 من الشهر الماضي العودة إلى اجتماعات البرلمان وفي السادس من الشهر الحالي استئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الحكومة.
التعليقات