يواجه المجتمع الدولي خيارات قليلة للتعامل مع الملف السوري في ظل التعنت والرفض الروسي لإدانة عنف النظام في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي يرى مراقبون أن كافة الاقتراحات والحلول تبقى مقيّدة.


أعلن خبراء عقب التدخل العسكري في ليبيا أن لا رجعة بعد الآن عن المسؤولية الدولية لحماية المدنيين. ولكنّ مراقبين يرون أن الأزمة السورية دفعت العديد من هؤلاء الخبراء إلى إعادة تقييم هذا المبدأ.

وإذ يبدأ مؤتمر أصدقاء سوريا أعماله في تونس فان المقترحات التي لا أسنان لها عمليا من الولايات المتحدة ومشاركين آخرين لمساعدة المدنيين السوريين أخذت تثير تساؤلات عن دور المجتمع الدولي.

وتتحدث الولايات المتحدة عن الضغط على الرئيس بشار الأسد لفتح ممرات تتيح إيصال المساعدات الإنسانية في استراتيجية جربتها الجامعة العربية ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بلا جدوى. وتتحدث بعض الدول الأوروبية عن الاستمرار في quot;تخزيةquot; روسيا على موقفها إلى أن تتخلى عن معارضتها للعمل الدولي بشأن سوريا.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر عن سايمون آدمز مدير المركز العالمي للمسؤولية عن الحماية في نيويورك انه quot;إذا كانت ليبيا أرتنا الشوط الذي قطعناه فان سوريا ترينا الشوط الذي علينا أن نقطعهquot; في ترسيخ هذا المبدأ.

وقال محللون إن فرص خروج مؤتمر تونس بأي نتيجة ذات معنى فرص ضئيلة طالما بقي المجتمع الدولي منقسما. وقال آدمز إن هناك من يحلمون بما سيكون ممكنا وبسرعة تحقيق ما هو ممكن معولين على مؤتمر تونس. ولكنه أضاف quot;لا أدري لماذا يعتقد أي أحد بأن الأسد فجأة سيفتح البلد لدور يقوم به المجتمع الدولي وهو الذي قاوم ذلك حتى الآنquot;.

ولكن الولايات المتحدة تصر على أن أحد الأركان الثلاثة لمؤتمر تونس هو توجيه رسالة حازمة إلى الأسد بشأن quot;مسؤوليتهquot; عن السماح للمنظمات الإنسانية الدولية بدخول سوريا.ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم ذكر اسمه quot;إن ما نريد أن نخرج به هو موقف دولي قويّ موحّد يوجّه رسالة قوية إلى النظام السوري بأن على عاتقه تقع مسؤولية السماح بالدخولquot;.

وأضاف المسؤول أن الركنين الآخرين هما رسم طريق إلى الانتقال السياسي في سوريا من خلال مساعدة المجلس الوطني السوري على تنظيم صفوفه إلى جانب إجراءات أخرى، وتشديد العقوبات التي فرضتها دول عديدة.

ولكن حتى دول تتصدر التحرك الدولي في مؤتمر تونس تستبعد القيام بتحرك ذي معنى ما لم يتجاوز المجتمع الدولي انقسامه بشأن الأزمة السورية.

وقال دبلوماسي أوروبي في واشنطن هو أيضا طلب عدم ذكر اسمه إن المفتاح إلى القيام بعمل إنساني فاعل في سوريا هو العودة إلى الأمم المتحدة. وأضاف الدبلوماسي quot;نحن ندعم مبدأ المسؤولية لحماية المدنيين ولكنه يجب أن يستند إلى شرعية دولية وهذا يعني قرارا يصدره مجلس الأمنquot;. والمفتاح إلى مثل هذا القرار هو إيجاد صيغة مقبولة لروسيا.

ولاحظ الدبلوماسي الأوروبي أن المشاركة الواسعة في مؤتمر تونس ستكون خطوة مهمة في حمل روسيا على أن تقول quot;نعمquot; في مجلس الأمن. وأوضح الدبلوماسي الأوروبي أن مشاركة الدول العربية والإقليمية بقوة في المؤتمر من شأنها أن تسهم في إقناع روسيا بأن quot;ما تفعله وما لا تفعله في نيويورك يضعف علاقاتها مع العالم العربيquot;.

وكشف الدبلوماسي الأوروبي أن المسؤولين الأوروبيين الذين اجتمعوا مؤخرا مع نظراء روس يشعرون بأن روسيا تبحث عن مخرج من العزلة التي وقعت فيها منذ استخدامها الفيتو في مجلس الأمن. وان الإشارة الأخيرة بأن روسيا ستؤيد تحركا يقره مجلس الأمن بشأن إرسال مبعوث إنساني من الأمم المتحدة يشكل بداية.