واشنطن: بدأت الثلاثاء عمليات التصويت في ولاية اوهايو للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مدشنة quot;الثلاثاء الكبيرquot; لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
واوهايو (شمال) التي تقع في قلب منطقة صناعية يجري انعاشها وتعد واحدة من اهم الولايات في الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في تشرين الثاني/نوفمبر، ترتدي اهمية خاصة لان حظوظ المرشحين الرئيسيين ميت رومني وريك سانتوروم متعادلة فيها بحسب استطلاعات الرأي.
وبعدما تمكن رئيس مجلس النواب الاميركي السابق نيوت غينغريتش من تحقيق فوز في كارولاينا الجنوبية في 21 كانون الثاني/يناير ثم حقق المدافع عن القيم المسيحية ريك سانتوروم سلسلة انتصارات مفاجئة في شباط/فبراير، لم تتمكن القاعدة الناخبة للجمهوريين بعد من الاتحاد حول مرشح واحد.
ويعتبر quot;الثلاثاء الكبيرquot; مع انتخابات في عشر ولايات وتصويت اكثر من اربعمئة مندوب --من اصل 1144 مندوبا ضروريا للفوز بترشيح الحزب-- رهانا جديا بالنسبة للمرشحين. واهم هذه الولايات جورجيا (جنوب شرق) مع مندوبيها ال76 واوهايو (شمال) مع 66 مندوبا وتينيسي (جنوب) مع 58 مندوبا.
وسيمثل المندوبون مرشحهم في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي سيختار رسميا في اب/اغسطس في تامبا بولاية فلوريدا المرشح الذي سينافس الرئيس الاميركي باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
واوهايو الواقعة في قلب المنطقة الصناعية تعتبر ايضا من الولايات الحاسمة للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر وترتدي اهمية خاصة لان استطلاعات الرأي اظهرت نتائج متقاربة جدا لابرز مرشحين ميت رومني وريك سانتوروم في هذه الولاية.
وبحسب استطلاع للرأي اجرته جامعة كوينيبياك ونشر الاثنين فان ميت رومني تمكن من تحسين مواقعه في الايام القليلة الماضية في هذه الولاية الحاسمة متقدما على ريك سانتوروم بفارق ثلاث نقاط. وحل بعدهما بفارق كبير المرشحان الاخران نيوت غينغريتش ورون بول.
وبحسب استطلاعات اخرى اجراها معهد ريل-كلير-بوليتيكس فانه من المتوقع فوز غينغريتش النائب السابق عن جورجيا، في ولايته لكنه حل ثالثا في تينيسي خلف سانتوروم ورومني. ويشير استطلاع للموقع المتخصص ريل-كلير-بوليتيكس على الصعيد الوطني ان رومني يتقدم السباق من حيث عدد المندوبين المؤيدين له (173) مقابل 74 لسانتوروم و37 لرون بول و33 لغينغريتش.
وفضلا عن اوهايو وجورجيا وتينيسي سيصوت الناخبون الجمهوريون الثلاثاء في فرجينيا (شرق) واوكلاهوما (جنوب) وماساتشوستس (شمال شرق) وايداهو (شمال غرب) وداكوتا الشمالية (شمال) والاسكا (شمال غرب) وفرمونت (شمال شرق).
المرشحون الجمهوريون المتنافسون
في ما يلي لمحة موجزة عن المتنافسين الاربعة:
- ميت رومني: يبدو الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس الذي يبلغ من العمر 64 عاما المرشح الاوفر حظا للفوز في انتخابات الثلاثاء الكبير وخصوصا في ولايات اوهايو وايداهو وماساتشوستس وفرمونت وفرجينيا.
ويقول العضو المؤسس لشركة اسهم خاصة في بوسطن ينسب اليها انقاذ الالعاب الاولمبية الشتوية في سالت ليك سيتي عام 2002 من الافلاس انه يمتلك حس الاعمال اللازم لقلب اوضاع الاقتصاد الاميركي المتعثر.
غير انه عانى لتجاوز الشكوك المستمرة حول خلفيته المحافظة الناجمة عن حملته التي شنها كجمهوري معتدل ليفوز بمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس الشديدة الليبرالية.
وينتقده خصومه بانه ملك التقلبات ويعتبرون ان اصلاحاته في ماساتشوستس واجهة لخطة اوباما للاصلاح الصحي التي يبغضها الجمهوريون بمجملهم.
كما يرى الكثير من المسيحيين المحافظين ان انتماءه لطائفة المورمون بدعة او حتى هرطقة.
لكن هذه الخطايا قد تغفر اذا راى الجمهوريون انه يتمتع بافضل الحظوظ للتغلب على اوباما في تشرين الثاني/نوفمبر.
ورومني راهن عام 2008 على ولاية ايوا لكنه خسر امام مدلل اليمين المسيحي وحاكم اركنسو السابق مايك هاكابي، في انتكاسة لم يتعاف منها تماما.
- ريك سانتوروم: المرشح الاوفر حظا للفوز في ولايتي اوكلاهوما وتينيسي وربما داكوتا الشمالية. لكن المراقبين يستبعدون فوزه في اوهايو.
ولا ينظر الجمهوريون المشككون في خلفية رومني المحافظة، الى ابعد من هذا السناتور الذي يبلغ 53 عاما وتضاعف تاييده ثلاث مرات ما جعله مفاجاة المرشحين في ايوا.
وقد اعلن الحزب الجمهوري فعلا انه فاز في مجالس الناخبين في ولاية ايوا ب34 بالمائة منها متقدما على رومني، ما يعد دفعا اكيدا لسانتوروم الذي يوصف بالمحافظ في القضايا الاجتماعية، في سعيه للحاق برومني وربما تجاوزه.
ويتعرض سانتوروم لانتقادات الخصوم الليبراليين بانه متدين متشدد مناهض لمثليي الجنس وسبق ان شبه المثلية الجنسية بسفاح القربى واستغلال الاطفال جنسيا، غير انه يلعب بخلفيته المحافظة الاجتماعية والضريبية كورقة رابحة.
وبعد ما بدا الامر صعبا، يبدو ان رسالته بضرورة الا يتنازل الحزب عن صلب معتقداته للفوز بالبيت الابيض اكتسبت شعبية في ايوا حيث اتى في المرتبة الثالثة في الاستطلاعات. لكن في حال فشل في احراز نتيجة مهمة هنا فلا مستقبل لحملته.
- نيوت غينغريتش: رئيس مجلس النواب الاميركي السابق الذي تصدر الساحة قبل اسابيع. يفخر غينغريتش (68 عاما) بصورته كملك منظري المحافظين، غير ان الانتقادات انهمرت عليه بانه مدعي ثقافة يتفوه بكل ما يمر في خاطره.
وقد يعتبر الانجيليون ان زيجاته الثلاث اكثر من اللزوم حتى ولو ان قصة مفاوضاته على طلاق زوجته الاولى فيما كانت في المستشفى تتعالج من السرطان ضخمها خصومه.
وقال الموقع الالكتروني ريل كلير بوليتيكس الذي يجمع نتائج آخر استطلاعات للرأي ان غينغريتش بات يتقدم بنقطتين في نوايا التصويت على رومني الذي لم يعد في الطليعة.
- رون بول: تفوق المشرع المخضرم من تكساس رون بول في استطلاعات الراي في ايوا حيث عرف بجمهوره المخلص والمثابر. ويامل بول ان يؤول انتصاره هنا الى منحه فرصة ثانية في نظر الجمهوريين.
الفكرة السائدة هي ان بول الذي يبلغ 76 عاما متقدم في السن اكثر من اللازم كما انه مفرط في التشدد وبعيد عن التقليد الجمهوري بما يستبعد كونه مرشحا قابلا للاستمرار.
فالمشرع الذي يميل الى التحررية الذي تعهد بسحب القوات الاميركية من جميع مواقعها في قواعد خارج البلاد ورفع العقوبات عن جميع الدول ومن ضمنها كوبا وايران اضطر الى مواجهة الانتقادات القائلة بان سياسته الخارجية خطيرة. ويرد بول بالقول ان المحافظين الجدد المتشددين جروا الولايات المتحدة الى حروب خارجية اسهمت في افلاسها.
التعليقات